بتنا تلك الليلبة .. ليلة الخميس على خير حال ... فالطريق المزفت ولا شي غير الطريق هو ما كانت تمتطيه سيارتنا الباترل .. وكان المبيت في أول عروق الدهنا من الطريق الجديد الذي يربط بين سامودة وقبه كانت الأرض جرداء موحلة بالجفاف والغبار العالق يملأ المكان ، وسوافي الرمل كانت لا تتوقف لحظة واحدة
v
v
وفي صبيحة الخميس كانت وجهنتنا قريباً من الدخول والتمشي بين شجر الأرطى ومصافط الرمل فالسماء صافية والرياح ساكنة نسبياً عداء هواء بارد وخفيف ليس ذي بال .. بل يبعث الشغف والشوق إلى لهب الأرطى ومجماره الساحر وفي منتصف العصر من ذلك اليوم .. توقفنا للمبيت والأنس وزبط القهوة وجمع الحطب وإيقاد النار .. كنت أطالع السماء في تلك اللحظات وهي ملبدة بالغيوم الثقيلة والمبشرة بهطول مطر الخير والبركة
كانت هذه اللحظات جميلة وأثيرة على نفسي يا سادة
v
v
وفي الساعة الثامنة وبعد تناول العشاء بلحظات قليلة .. كنت أشاهد البارق وأسمع الرعد يحيط بنا من كل مكان ولم نلبث غير يسيرحتى بدأت زخات المطر بالتتابع ومعانقة الثرى .. فكان صدري في تلك اللحظات يضارع الدهناء سعادة وسعة
ولأننا نفتقر إلى خيمة أو وسيلة تقينا المطر ، فقد بتنا تلك الليلة في أحضان السيارة ، فلم نكن نبلغ الركب في مبيتنا .. نحن اثنان فقط ، وفي الصباح وما أجمله من صباح .. كانت الدهناء تتنفس عبق المطر والسماء تضللها بسحابها المركوم ( خدر) .. والثرى يتجاوز 15 سم
فكانت سجة القدم التي تغنى بعشقها ماجد الحميد في خيمة الشعر وكل مرتاد لجمال الطبيعة والحياة الفسيحة .
v
v
ومن جماليات الرحلة هو اكتحال عيناي برؤية فيضة الفويلق وهي تحتضن ماء الرحمة متفرقاً بين جنباتها
v
v
وفي مساء الجمعة وبعد مغيب الشمس قفلت راجعاً وفي النفس بقية .. نعم في النفس بقية وشغف لكن حسبي عزاءً في تلك الليلة أن تركت الدهناء وادعة وجميلة .. بل هي تغط في سيل عميق
.
.
يعطيكم العافية .. والله يغيثنا ويرحم البلاد والعباد .. قولوا آمين [/align]