[align=center]في كثير من ظواهر الإعجاب وحسن التأمل نجد حسن الشكل هو الداعي إلى ذلك الإعجاب , ولا فرق بين جنسين من حيث التعلق بتلك الظاهرة , فكل جميل محبوب إلى النفس , نحب المنظر الجميل , ونعشق النهر الجاري بمياهه الرائحة ببطء , وتستهوينا الأشجار الوارفة , والخضرة الممتدة على سطح الأرض .
الشاب الجميل له حظ في كل شيء , له الحظ في اطمئنان الناس إليه , نظرًا لأن سيماه في وجهه , فالوجه الوضيء الجميل يبعث الاستئناس به , ويميل الناس إلى المداومة على رؤيته , بل ربما نجد شيوع تلك الصور لمطربين ومطربات ناشئ عن هذه الوسامة في الوجه .
طالما نُخدع بأن الجمال جمال الروح , بينما الحق أن للشكل الخارجي أهمية كبيرة تفوق أهمية جمال الروح , فالجمال الخارجي نحن أحوج إليه من الداخلي , قد يكون الجمال الداخلي من نصيب الأهل والأصدقاء المقربين , وله تأثير إيجابي في المجتمع , لكنه على مستوى سائر الجمال على الأرض هو مهم لكل الرائين والناظرين .
إن الشاب الوسيم نجد ابتسامة الآخرين توهب له , ونجد الفتاة ترضى به زوجًا حين تعشق جماله , كما أن الشاب نفسه يشعر بدور وسامته في الحياة , فهو يوزع ذلك الجمال على الناس الناظرين إليه في كل يوم , فكأنه ينثر جماله عليهم كما الوردة حين تنثر عطرها .
من الطبعي أن النظر إلى الوسيم يهب الحياة الجميلة , كما أن النظر إلى القبيح يُشعرنا بدنو الموت وقبح الحياة , فالوسيم له رسالة في المجتمع , وهي الاعتناء في وسامته كلما همَّ بالخروج لملاقاة الناس , فكل خطوة يخطوها له فيها إعجاب وتقدير من الناظرين إليه .
ليت كل ما على الأرض وسيم .
لا مكان للقبيحين .[/align]