[align=right]للإحاطة : أبو الكلام هو عامل بنغالي يعمل في محطة للمحروقات في أحد محافظات مملكتنا الحبيبة[/align]
[align=center]- لم أكن أرغب في تعبئة سيارتي بالوقود
إلا في تلك المحطة التي يتواجد فيها ذلك العامل الذي يدعي ( أبو الكلام ) ..
وأبو الكلام .. ليست كنية عند من ينتسب إلى ذات الجنسية ,
بل هي اسم شبيه بالكنية .. وهو كثير فيما بينهم ( ولكل شعب عادات وتقاليد ) !
- لكن ( أبو الكلام ) هذا لم يكن مهذارًا .. كبقية شعبه ..
بل هو لطيف المعاملة و خلوق و ينظر إليك بحياء لم أعهده لدى العمالة الوافدة ..
- أحببت ( أبو الكلام ) حتى أن حبه جعلني أتجاوز المحطّة تلو المحطّة ..
لأذهب لـ ( أبو الكلام ) وأدردش معه .. , وكان يقدّر لي سؤالي عنه .. وبحثي عنه !
- كنت في أحد المرات أتسوق في البقالة المجاورة للمحطة ..
لأجد من يقوم بتعبئة الأكياس هو نفسه ( أبو الكلام ) ..
فتبسمت ظنًّا مني أنه انتقل إلى العمل في البقالة ..
فسألته عن ذلك فأخبرني أن زميله مريض ..
وأنه يجمع بين العمل في تعبئة أكياس المتسوقين , والعمل في خدمة مرتادي المحطة !
فقلت له : إنك بنقالي يندر مثيله .. إن لم يوجد أصلاً !
- وبحكم أن أسكن تلك المحافظة ( لظروف العمل ) وليس باختياري ..
فقد نقلت إلى مكان آخر .. ولأن لحظة الرحيل قد قربت ..
فقد توجهت إلى المحطة التي يعمل فيها ( أبو الكلام )
لأعبئ سيارتي عنه وأودعه وألاطفه ..
وكأنه أحسّ بأني سوف أرحل عنه .. فما أن فتح تانكي البنزين ..
إلا وسلّم ليّ المكينة إلى زميله وذهب .. ,
ولأني لحظتها كنت أقرأ ورقة في يدي ..
فما أن انتهيت منها لأناديه ( أبو الكلام ) ..
ليأتي الرد بأن أبو الكلام (فيه روح) على اللغة البنغالية !
ولما التفت إليه وجدته قد ذهب .. فكأنه يعلم أني جئت إليه لأودعه ..
فما استساغ تلك النظرة , ولم أستسغها قبله ..
ونظرت إليه نظرة الوداع ..
وليته علم أن الدنيا مثلما جمعت فإنها سوف تفرق .
فوداعًا يا ( أبو الكلام )
فكلنا مودعً عن قريب .
ولك علي إن أتيت إلى بلدتك حق الزيارة ( والتعبئة ) أيضًا 
فريـــد
الأحد 2/6/1428 هـ
.[/align]