بين كثير من الخطوات التي نسجلها في حساب الزمن علينا .. تبرز خطوات أكثر إثمارا وأكثر جدوى لخاطبها !! فكم من جهد ذهب عبثا لأطراف الريح تذروه بكل ألم لنا !! وكم من خطوة لا تعدو كونها أوراقا مشتتة وأوراقا أكثر سقوطا في ميادين الفرح المؤقت !..
لذا .. ومع استمرار شروق الشمس وبثها لأشعتها المسلطة على الأوتار الموجعة بشكل ديمومي .. لمزيد من الإيلام لجروح ما زالت تئن تحت وطأة الضنى والعطش ..
ولا تكف نفس هذه الأشعة عن إحراق خيوط النجاة التي تحيلها بكل ألم إلى سراب نبحث عنه ودواخلنا قد تشبعت من معرفة أنه سراب في ثنايا سراب !!.
هذه الأشعة المحرقة وهذه الهالات المتبعثرة في ممراتنا وطرقنا التي أرهقناها عبورا تمارس انتهاكا متعمداً لحقنا بالتنفس والوجود بل حقنا البسيط في أن ننزف حبا ونقول لمن نحب: كم نحبك !! إن هذا الرفض في نفس هذا الزمن الواقف بكل معاندة على شمس مؤلمة وواقع أكثر إيلاما !! أقول هذا الرفض لا يدل إلا على أن ثمة سحب داكنة تحيل النور إلى ظلام أن ثمة أيدي خفية تضع يدها على الإشراق الرائع ولا تسمح من خلال الا بصيص من إشراقات رائعة نبحث عنها .. بكل تعب وكل ألم .. وقليل من فرح مشوب بكثير من ترح !!.
لكن .. ثمة انطلاقات للفرح تبحث عن عالم خاص بها !؟ .
ثمة انطلاقات اتخذت من أوراق الرفض عنوانا لها! أخذت تجوب كل الطرق حاملة آلامها في دواخلها للبحث عن عالم تفضي به المشاعر دون خوف ولا قلق!..
إنه هذا العالم الجميل والذي أرهقنا بحثا وأرهقناه رسما هو الملاذ لكثير من القلوب والكثير من المشاعر والكثير من الأحاسيس! نبحث عنه بكل فرح .. على جروحنا الغائرة في واقع رافض للدواء !! ونقول له بكل الشوق .. ائتنا !!.
نبحث عنه بين الإشراق والمغيب ..
بين الأمس واليوم ..
بين الأمل والفشل ..
بين السقوط والارتقاء ..
بين الدمعة والبسمة ..
كم بحثنا عنه في متاهات كثيرة وطرق وعرة ونزف مستمر ودموع كثيرة! لكننا لم نجده .. !!
وبنفس الوقت يظل بصيص الأمل سبب كاف لأن نترقب الحصول على مبتغانا وأن تحملنا أثر ذلك كثير من التعب !!.
العرض العادي
