[align=center]من باب التوقيت أكتب هذا المقال , لعل فيه ما يفيد القارئ العزيز . . .
من المعلوم المشهور عند كثير من أبناء الوطن لاسيما أهالي بريدة المنهج الذي هو سائر عليه والدنا عبد الكريم الحميد – عفا الله عنه - , حيث إنه لا يرى لنفسه حاجة في استخدام المستجدات التي قد وصفها غير مرة بعبارته الشهيرة بأنها : من خوارق الأمور .
حين جاء الإسلام وفرض فروضه وواجباته ؛ فإن لكل منها غاية وهدفًا , فهي ليست مقصودة لذاتها حين يقوم المسلم بها , وإنما هي تبحث عن أثرها الفاعل في المجتمع , كوجوب الزكاة وضدها تحريم الربا , وقتل القاتل بمقتوله , والعمل بالحدود على كثرتها وتفاوتها , وغيرها كثير من شعائر الدين الإسلامي الحنيف .
وأغلب الظن عندي أن هذا المنهج - المعروف عند والدنا – أنه ينظر إلى الأمور بمنظار المنطق القديم , وهو أن الحسن يبقى حسنًا على الدوام , والسيئ يبقى سيئًا على الدوام , ونعني هنا بالأمور هي الأمور التي من خصائص التطور الاجتماعي , فحسن الأمس من تلك الخصائص قد يكون قبيحًا اليوم , وسيئ الأمس قد يكون حسنًا اليوم .
حين نقرأ في تأريخ الإسلام نجد أن أصحابه قاموا بالثورة ضد الظلم والاستعباد , وإخراج العباد من عبادة أولئك العباد إلى عبادة ربهم الذي في السماء , فلما كان لهم الانتصار بطروا , واستكبروا في الأرض حين تحول الإسلام إلى دين ملك عضوض , فأصبحوا هم بحاجة إلى من يكافحهم , وبحاجة إلى من يردهم عن ظلمهم .
كانت دعوة النبي – عليه الصلاة والسلام – خطوة أولى بحاجة إلى خطوة أخرى تعقبها متطورة تدفع الإسلام إلى الأمام حسب مقتضيات العصر , حيث يجب على أهل الإسلام أن يستلهموا كل ما في عصرهم من مستجدات حديثة ليقووا بها شوكتهم بالقلم أو بالسيف لنشر دينهم , وأمام أعدائهم حين الدفاع , فحين نجد آية الإعداد " وأعدوا لهم ما استطعتهم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم . . . الآية " , نراها تدل على وجوب استخدام المتاح المتوافر من السلاح , بينما يجب علينا أن ندرك أن معنى الآية اليوم يتمثل في إعداد الأسلحة المتطورة بأنواعها , تلك الأسلحة لا تكون إلا بالنهضة الصناعية , وبالنهضة التكنلوجية التي تعتمد في المقام الأول على خوارق الأمور التي لا يراها والدنا حسب المنهج الذي يتبعه .
فالمنهج في هذا المفهوم هو عائق أمام التقدم للمسلمين , فليس من الحق في شيء من أن يركن المسلمون إلى السيف ورباط الخيل وعدوهم في يده أسلحة تعمل على الأشعة تحت الحمراء , فالإسلام دين مواكب للعصر , وليس دينًا ينظر إلى أن ماضيه خير من حاضره أبدًا .
كان القرآن يُدرَّس في الحلق على هيئة كتاتيب , واليوم توجد الأشرطة السمعية , ومثل القرآن العلوم الكثيرة في جهاز الحاسب الآلي وعلى الشبكة العنكبوتية , فالحق أن نستفيد منها طالما أنها توصلنا لذات الغاية والهدف الذي يريده منا ديننا الإسلامي .
إن المنهج قائم على الإقصاء ونبذ كل جديد , وهذا ما أشكل على كثير من المسلمين .[/align]