إقتران الفرح والأنس بالطفـــولة يجعلنا نودع أيامها في أول دلالات البـــلوغ..فـنبدأ نعُـد الخِطة لإسعاد أطفالنــا في وقت يكون الزمن ناسيــنا في ترتيب خططه من لحظاتـه السعــيدة لنعيش على همـوم واحزان إما متوالية أومتفرقة والمتواليات في الرياضيات دوماً ماتكون متقاربه جداً ليس بينهما إلا جُزء من الثانــية!
وعالم الرياضــيات الذي وضع قانون لـ فك المتـوالية(سامحه الله)لم يضع قانون لـ فك المشكلات المتــوالية رغم عبقريته إلا أنه يضل عقله عاجز عن الوقوف ضد مايشاء الله
عندما توفيـت زوجه عمي (رحمها الله رحمة واسعة)لم أستطع البكاء بل ظلت جفوني شاهــقة..ورموشي لم تلتصق ببعضها بل أعلنت الفراق,,تمنيت دمعة واحده تغسل ما تراكم بـ كاهلي فعزائي لوداعها مُر ورحيلــها ذكرى تجرح ذكـرياتي..
زوجة عمي تـلك تُحب إسعاد الآخرين ولا يطيبُ لها مجلس بلا ضحكات عالية رغم أنها أكثر إمــرأة عرفتـها عانت بحياتها..ولكن هل الحزن يغسل الهمــوم؟
عندما عدتُ من مأتم ابناء عمي توجهتُ إلى غرفتي مُباشــرة لعلي أسكب جِماح توهـــج أحشائي فالحزن ثقـــيل وحمله أشــد ثقل!
وضعتُ عبائتي على طرف السرير لأبدأ بنفــسي رحلة العلاج ولكن صوت رنين هاتفي المحمول قطع لحظـــة انسجامي مع ذاتــي..
أستبــشرت بصوت إحدى زميلاتي المتزوجات لعلها تحمــل الشحنات الموجبة لتمــتص شُحناتي السالبة ولكن خيبــتي كانت تنتــظرني حينما بدأت زميلتي بحديث الشكوى وتذمرها من مشاكل تعتــصرها
يا إلاهي !! ماذا أفعل؟ الجميــع يبحثون عن السراب وأنا أولهــم !
الجميـــع يلهثون حول الوادي ولا يشربون منه !
فضنوني التي كثيراً ما تُخبرني بأن السعــــادة نِصفها حينـما أنعم بعطائي لزوجي
والنصــف الآخر حينما أتلـذد الأمومة بأتعــابها
توجهت إلى من خلقــني وشق سمعي وبصـــري هروباً من تصاريف الحياة وتغيــــراتُها
وقلت: (ربي أبنِ لي عندك بيتاً في الجنـــة ونجني من الدنيا وكبدها)