[align=center]
لكل منا زوج تؤانسه في سرائه وتؤازره في ضرائه بل تكافح من أجل رضاه ، لا ترى إلا بعينه ولا تسمع إلا بإذنه ولاتلمس إلا بمشاعره ، فلا تسعى إلا كما يريد بعلها ، لا تقابله إلا بالتي هي أبهى وأفتن ، تغريه كما تغري الطبيعة عشاقها ، فإن لم يكن مُنعم بزوجة ، فتلك أختك التي شقت في تلبية حوائجك ، وسعت لراحة بدنك ، بل وسهرت لأجل أن تكون الأسمى بين الناس ، فأنت أخوها وقريب قلبها ، تفض إليك مشاعر البؤس والسعادة ، وتبوح لك بما لا يبوح حميم لحميمه ، تداريك مدارات الرضيع ، وتقبل مساوئك مقابلة القوي للضعيف ، فماذا إن تحدثت عن أمك ، التي سهرت من أجل سعادتك ، فتبتسم حين تريد أنت الابتسامة ، وتبكي حينما تريد أنت من يرثيَ لك ، إنها الأم ، فليت شعري وأنا أسطر كلمات باتت تسكن عند كل عظيم ، وتركن عند كل جليل حليم ، فتهون لحنون رحيم ، عجزت عن فعائلها العوالم ، فلا أقرب من أم لولده شيء ، ولا رحمة تتعداها بشيء إلا رحمة الله ، الذي حق له أن يعدو أعظم رحمة في الدنيا ، فضرب مثلاً برحمة الأم ، ولو سطر التاريخ مجداً حافلاً ، كاد يعجز عن تسطير كلمات تفي بحق الأمومة . هل أقف هنا ، أم تتعدى الحروف الحتوف ، إلى حيث تطير بما لا مرأى لها ، أم أتنقل بين جهل الجاهلين لسفه السفهاء المغفلين ، فقد تكون وقفه .
لن أتحدث عن كيفية إساءة الناس لهذا الجنس الحسّاس ، الذي لا يعلم إلا البراءة والصدق والتؤدة ، كيف أرادوا إذلالها وتقريع حقوقها من حقوق موجـِبة إلا مالا حقوق ، كيف صاغوا مجدها وعفتها بأنها خيمة قديمة مر عليها الدهر ! ، بل كيف صفصفوا حروفهم ورتبوا كلماتهم للنيل منها بدعوى التحرير ! ، بل التدمير ، وماهي وايم الله إلا مكرمة محررة من كل رذيلة ، مصونة لا تدعي غير الفضيلة ، هي جوهرة محمية بنطاق الشريعة ، قلت لن أتحدث .
ذلك الجنس الذي لا يقبل أن يكون مهندساً وسط ضوضاء آلات المصانع ، فلم تعتد إلا على زقزقة العصافير وسط الهدوء الحالك ، ولا يقبل أن يكون شرطياً في معترك جرائم المجتمع ، فلم تعتد إلا على الحس المرهف و العاطفة الجياشة التي لا يمكن أن تتوفر في شرطي متمكن ، فليت شعري ماذا ستختار أمي و أختي و زوجتي أو ماذا يريد ابني وشقيقي من المرأة ، هل يريد قضاء حاجة أم سد ثغرة في مجتمعنا ، فتحياتي لبطالة المرأة المزعومة ! .
الجنس اللطيف سيبقى على ما أراه أنا ومن يعشق كل فطرة سليمة ، فأنا أحب الجنس الناعم اللطيف ، الذي اعتاد على الحياء ، فمنعه عن كل مايخدش عفافها ، فهي لطيفة بطبعها ، رقيقة بحسها ، قوية بعاطفتها ، صدوقة بوفائها وعهدها ، تراها ذي الوجه الحنون ، ترقب لك الخير في مواطنه ، وتزيح عنك الشر في مصائده ، بمحيّاها ترسم لك حياة حافلة بالأمنيات والمساعي النيرة ، إنها الجنس اللطيف ، إنها المرأة .
عبدالله السنيدي .[/align]
العرض الشجري