[align=center]

نعم لمن أراد أن يعيش حياة سعيدة فعليه الذهاب للتخصصي أو لأي مستشفى كان, ليرى المصائب بأنواعها و أشكالها
فما شاهدته حينما كنت مترددا على المستشفى لهو شي مهول و فضيع فــ حالة الناس و واقعهم هناك لا يسر عدو و لا حبيب . . .
فهذا رجلا كبيرا في السن كان مرافقا لولده الذي أرتطمت به سيارة و هو بين يديه و على الرغم أنه كان ينظر إليه و لكن ليس بيده
حيلة فالقدر سبقه و السيارة داهمته و حتى هذه اللحظه يصارع الآلام مع ولده حتى إنني شاهدته لا يذق طعم النوم أبدا و يظل واقفا عند أبنه
و في ليلة من الليالي شاهدت الطفل المغلوب على أمره يريد قضاء حاجته فكان من والده أن ضمه و رافقه لدورة المياه (أعزكم الله)
و حينها لم يستطيع الطفل أن يكمل طريقه فلم يكن به إلا أن أنهاء حاجته قبل وصوله و على ملابس و جسم والده و ظل طول الليل يبكي.
و هذه أمرأة خرجت من القسم النسائي و هي تصرخ و كان الأمر مفزعا و ظلت تصرخ و تطلق كلمات غير مفهومة و كانت هناك مطاردة من
الممرضات للسيطرة عليها و إسترجاعها لمكانها , و حقيقة لا أعلم هل صراخها من شعورها بالألام ؟ أم هو بسبب قصور في عقلها ؟؟
و أكثر حادثة آلمتني هي عندما سمعت مريضا يلعن و يشتم و كان صوته عاليا و كانت بجواره والدته تحاول تهدأته و يرد عليها كولي تبن
يالله أطلعي برا و بدأ يلعنها و يشتمها , ثم ترد عليه قائلة: يا وليدي أنا أمك و أنا أحبك. فيرد عليها و أنا أحبك و أحب . . .!!
فجل كلامه سيئ و بذيئ فما يقوله لا أستطيع وصفه و كتابته. المهم سألت أحد الممرضين عن حالته فقال لي هذا المريض حصل له حادث
و معه عائلته و عددهم سبعة و قد توفوا جميعهم و هو دخل العناية المركزة و بقي فيها لأشهر و هو فاقد للوعي و لم يصحى من غيبوبته إلا
قبل يومين. سألت الممرض هل علم بحال عائلته. فقال: حتى هذه اللحظة لا يعلم. كان الله في عونه و عون والدته التي تصارع
أوجاعه و آلامه يوما بيوم و يا رب تقر عينها بولدها و الله يتمم عليه الصحة و العافية و مرضى المسلمين أجمعين.
و الحالات كثيرة و متعددة للمصائب التي تعج بها المستشفيات حتى أن بعضهم يتمنى الموت على سوء حالته و قوة ألامه , لكن و لله الحمد
أن ديننا الحنيف حثنا على الصبر عند المصائب و الشدائد و لنا في أنبياء الله أسوة حسنة, كما يجب على المؤمن أن يسلم أمره لخالق العباد.
أخواني أخواتي ليس سهلا أن تمشي على قدميك و في المقابل هناك من بترت و جرحت قدميه, و ليس سهلا أن تأكل و تشرب ما لذ و طاب
و هناك من حرم منها بسبب حمية و مرض ما, و تفكر في سمعك و نظرك و هناك من أبتلاه الله بالصمم و بالعمى , و أنظر لنومك الهانئ
و هناك من حرم منه لــ ألم أصابه , و تأمل في عقلك و قد أنعم الله عليك بحضوره في حين أصاب غيرك بالجنون أو بالغباء أو بالقصور.
هل نحتاج لمرض يسري في أجسادنا لنعرف حجم مصيتنا ؟؟ ألا يكفينا النظر حولنا و التفكر في حال من أصيب بأمراض خطيرة ؟؟
ألا يكفينا التفكر فيمن شل أو فقد احد حواسه ؟؟ ألا يكفينا التفكر بمن فقد عائلته و أحبابه و أصحابه ؟؟ رحم الله أمرئ اتعظ بغيره.
لكي تعرف طعم السعادة إذهب إلى المستشفى لترى كم أنت تنعم بنعم كثيرة و أفضال جسيمة فنعمة الصحة و العافية لهي أفضل النعم و أجلها و كثيرا
منا حرم منها و فقدها و ما تحتاج منا إلا لشكر الله على ما نحن فيه , فيجب أن نشكرها بقلوبنا و ألسنتنا وجوارحنا قال تعالى: " لئن شكرتم لأزيدنكم "
و قال الرسول عليه الصلاة و السلام "اللهم ماأصبح-أو ما أمسى- بي من نعمة,أو بأحد من خلقك ,فمنك وحدك لا شريك لك,فلك الحمد ولك الشكر "
اللهم أدم علينا الصحة و العافية و أرزقنا الثبات والإخلاص و أعنا على طاعتك وترك معصيتك و على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك.
اللهم أشفي مرضانا و مرضى المسلمين و ألبسهم لباس الصحة و العافية عاجلا غير آجل.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين. [/align]