قدم لنا الخطيب في الجمعة الماضية خطبة مختلفة بعض الشيء خرج فيها عن المألوف ؛ هي خطبة تاريخية جغرافية تناول فيها دولة بورما واستعرض فيها تاريخ المسلمين هناك ومعاناتهم .
تساءلت بدوري : لماذا معظم الخطب على المنابر وعظية انفعالية لا يخرج المصلي منها بحصيلة معلوماتية؟
لماذا لا يقدم الخطباء للمصلين ما يجعلهم يخرجون بفوائد شرعية(كالأقوال في حكم تارك الصلاة) أو تاريخية(كحياة الإمام البخاري) أو اجتماعية(كفوائد الفحص ما قبل الزواج) أو علمية(كدراسة خلية الإنسان) أو فلكية (كالأرضين السبع وطرح القول بأنهن متناثرات في الكون وليست طبقات) ... الخ ؛ وتلك لا تخرج عن دائرة الثقافة الإسلامية ؛ وفيها عظات وعبر ؛ وهي على شاكلة ما يقدمه فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة في برنامجه الأسبوعي (الحياة كلمة) أو الزنداني أو مصطفى محمود .
تغيرت ثقافة المصلين بعد التوسع المعرفي ولم تتغير أساليب الخطباء ؛ فما يحتاجه المصلي قديما لم يعد بحاجته الآن؛ وما يفعله بعض الخطباء الآن لا يختلف كثيرا عن خطيب الجامع الذي كنت أصلي فيه قبل 20 سنة حينما كان يقرأ في جمهرة خطب المخضوبي ويدعو للخليفة العثماني السلطان عبدالحميد بطول العمر!