بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وبعد :-
يقول الله جل شأنه
( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) (15) سورة مريم
(وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) (33) سورة مريم
جاء في الآية الأولى لفظ ( سلام ) نكرة وهو من الله سبحانه على يحي عليه السلام . وفي الثانية ( السلام ) معرفة من عيسى عليه السلام من نفسه .
فالأولى جاءت نكرة والنكرة تفيد القلة أحياناً كما قال الله تعالى ( فأصابهم سيئات ما كسبوا ) النحل فقال ( سيئات ) وهي جمع قلة وقال ( نغفر لكم خطيئاتكم ) الأعراف فقال ( خطيئاتكم ) وهي جمع قلة أيضاً وقد جاءت نكرات وغيرها كثير .
لكن هذا النكرة (سلام) من الله فهي من ملك الملوك على عبد من عبادة والقليل من الله كثير كما قيل
قليل منك يكفيني ولكن 0000000 قليلك لا يقال له قليل
ولهذا قرأ الحسن ( أهدنا صراطاً مستقيماً ) ( صراطاً ) بالنكرة أي نحن راضون منك بالقليل . لأن القليل من الله هو كثير في نظر العباد والخلق .
ولما مدح جرير بن عطية عبد الملك الخليفة الأموي في الشام في حائيته قال :
أتصحـو أم فـــــؤادك غير صـــاحِ 00000 عشية هم صحبك بالـرواح
أغثنــي يا فـــداك أبــي وأمــي 00000 بسيب منك إنك ذو إرتـياح
سأشكر إن رددت علي ريشي 00000 وأنبت القوادم من جناحي
فقال(سيب) أي أعطية جاءت نكرة فهي وإن كانت في نظر عبدالملك قليلة وهو خليفة غير أنها عند جرير كثيرة
وأما قول عيسى عليه السلام فهو من نفسه على نفسه فقد دخلت عليه أل التي للاستغراق ( السلام ) أي كل السلام يريده عيسى على نفسه ومع ذلك فهو قليل في نظر الناس والعباد ولا يصل إلى ( سلام ) يحي عليه السلام الذي جاء من الله سبحانه .
وهذا ملحظ لابد للحفاظ أن ينتبهوا له
فانظر إلى سمو هذا التعبير وجلاله ........... والله أعلم
.........صالح التركي