كلمني اليوم على الجوال صديق عزيز على قلبي له تقدير وإحترام خاص وهو يعلم بذلك جيدا
قدم لي دعوة لحضور مأدبة العشاء وذلك بسبب خروج والده من المستشفى بعد عملية جراحية في القلب تكللت بالنجاح كما تعلمون البرتوكولات المعروفة ...
فقلت له بكل أريحيه لن أحضر أرجوك أن تعذرني فعيد ميلاد زوجتي غدا ...
قال ماذا تقول ؟؟؟
قلت له ألم تسمع قال لا أعد لوسمحت ؟؟
قلت يا أخي الفاضل إن عيد ميلاد زوجتي غدا ..
فرد علي بلباقته المعهودة ألا تستطيع أن تؤجله لبعد غدا ؟؟
قلت له أبدا لا أستطيع تأجيله ؟!...
فتفهم الوضع وقال لي أوكي فمان الله نراك على خير .
قلت له فمان الله .
انتهت المكالمة .
بعد خمس دقائق من إنتهاء المكالمة بدأ ضميري يؤنبني وأسئلة عديدة تتبادر إلى ذهني
فقلت ياالله ماذا أنا فعلت هل أن أخطأت بحق صاحبي؟؟؟ عندما إعتذرت منه بهذا العذر الغير مقبول بالنسبة
لمجتمعنا الذي يرفض أعياد الميلاد بحجة أن العيد عيدين فلا ثالث لهما أو نظرة قبلية التي
ترفض هذه الأفكار وتنبذها وتعتبرها ((خكرنة ومياعة )) وتنافي جميع مقايس ومفاهيم الرجولة
والشجاعة .... ومن يتجرأ بالقيام بهذه الأعمال المشينة يعتبر قدخرج من دائرة القبيلة وأصبح شاذا
وتجوز عليه اللعنة قد أبالغ ولكن هذا الفكر موجود للأسف عند البعض
وهذا شيء مرفوض البتة ولايقبل النقاش .
فقلت لو أنني كذبت عليه وأتيت له بعذر مقنع أولم يكن هذا أفضل من هذه الصراحة المتناهية بدلا من أن أسقط من حساباته ,
ولكن لو أنني كذبت فهذا يعني أنني تنازلت عن المبادئ والقيم التي أنادي بها في كل مكان وزمان .. وهذا مستحيل ولو أنني رضخت لما يمليه علي المجتمع فهذا يعني أنني إنسان ضعيف
مشوه فكريا بلا هوية وبلا كرامة .... فحياتي تسير حسب مايريده المخرج الذي هو المجتمع
وليس ما أريده أنا ...
المصيبة أنني على يقين بأن الكثير يحتفل بأعيادالميلاد وغيرها ولكن في الخفاء وبعيدا عن عيون المجتمع خوفا من أن يتكلم عليه أحد ...
في الختام طالما أني لم أخطأ بحق شخص فمن أبسط حقوقي أن أمارس حياتي كيفما شئت وبلا خوف ولا رهبة فالعمر لايحتمل كل هذه الرهاب الاجتماعي ولايحتمل كل هذه الحواجز والعقد النفسية في حياة إختلط فيها الحابل بالنابل وأصبح الكل يعشق ممارسة دور الواعظ .
ودمتم ولكم كل الحب والتقدير .