بسم الله الرحمن الرحيم
يقول القائل:
خلال مشواري القصير جداً في هذه الحياة الممتدة!!
إستطعت أن أخرج بعصارة ولو كانت لا تملأ فنجان قهوة ولكنها كافية بالنسبة لي لحد الآن!
يُردف قائلاً:
كونت عدة صداقات منها العابرة وأخرى رغم نيتي وإحساسي أنها عابرة إلا أنها ترسخت ومدت جذورها في أعماق قلوبنا وتشابكت أفرعها الطويلة المتينة المُزهرة وتبدأ تلك الشجرة بالإثمار من مصادر غير معروفة !!
ولكنها بالطبع ثمار يانعة لذيذة.
ولكن أتعرفون لماذا استمرت تلك العلاقة التي كنتُ أعدها عابرة؟؟
كنت أتوقع أنه بسبب أنني و للوهلة الأولى "كنت أنا" على سجيتي وطبيعتي وفطرتي الإعتيادية, ورغم إختلاف الدين واللغة والتفكير إلا أن رابطاً غريباً بقي متصلاً ولم ينقطع أو يُجهد بواقع بُعد المسافة وتكالب السنين.
في علاقاتي وصداقاتي المحلية والتي دائماً ما كنت أصفها بالأصلية إلا أنني الآن أعدها عابرة وبدأت حالياً بإستبعاد كلمة صداقة من تلك العلاقة !!
لإن أسهمهم المؤلمة بدأت تطالني رغم إرتفاعي عنهم بأميال كبيرة!!
ولإنني كذلك لا أرى في تاريخها شيءٌ يشفع !!ولا أشتم من رائحتها إلا شخص واحد تجلت اخوته في مواقف حساسة وهذا مايرفع المعنويات ... ولكن هل سيبقى الحال هكذا؟؟
وقفةُ تأمل...
يكمل القائل,
بما أنني أحب الخيال وأحب تصوير الواقع بطريقة غريبة!!
(هيــا تعال معي للماضي لنصنع حدثاً فيه مع أصدقائي لنستطيع أخذ العبرة قبل أن نكسب العمر!!)
.............................................
عدت بخيالي إلى الماضي القريب,!
واستيقظت من الفراش الصيفي!!
ووصلت إلى شاطئ البحر حيث تلقيت دعوة من أصدقائي المحليين لنأخذ جولة في البحر في يومٍ مشمس, وأنا حينها سعيد!!
ولكن يخالجني شعور طبيعي بالخوف حيث أنني أخشى الإبحار وأحذر منه!! فكما يقال( البحر غدار)**
والطبيعة الجميلة تكون جحيماً على صاحبها أحياناً!!
{وكأني بذلك الكلام يرمي الثقل وينزه الإنسان ويوصي بعدم الحذر منه فالطبيعة هي المحرض الوحيد لإحداث خلل}
نُكمل:
وصلت للشاطئ الجميل تحت شمس صافيةً ساطعة رائعة مدت خيوطها نحو الماء لتنعكس الصورة إلي فأغمضت عيني الحالمتين من شدة السطوع, وبعد مرور 3 ثوان فتحتهما ببطأ لأرى القارب الذي يحمل أصدقائي الخمسة وهو يشق عُباب الماء بمساعدة (الموتور)"المحرك" قادماً نحوي .ولكن للأسف لم يكن القارب الذي حلمت به, والذي تخيلته في ليلة البارحة ,!!
حيث كنت أتصور في (حلمي الوردي) أنني سوف أرى قاربا كما في الأساطير الإغريقية والفينيقية... قاربٌ ركبه الشجعان , جمع بينهم الهدف الواحد السامي لتحقيق حلم مشترك. ويكون ذلك القارب به سته مجاديف يستلم كل واحد منهم مجدافاً ليكون الجميع متساويين في الجهد ومشتركين في الأمر.
ولكن للأسف!! لم يكن كذلك,
توقف الأصدقاء وقالوا من بعيد : هيا (يا من يحلم بإبعاد الألم) , فسنتغلب اليوم على البحر!! **
ابتسمت بمجاملة جميلة كعادتي وصعدت مركبة الحياة...(وأنا أقول يا تُرى من سيغلب)![29 1 16[1]](images/smilies/29_1_16[1].gif)
يتبع,,,