كتب الله عليه أن يخرج على وجه هذه الأرض ـ التي ملئها الإنسان جوراً ـ
بإعاقة لا يستطيع معها أن يعيش كما يعيش باقي الناس ...
المشهد الأول ....
قبل ثلاث سنوات من الآن ...
خرج ذات مساء وهو فتى لا يتجاوز عمره أربعة عشر عاما ليتمشى في الشارع القريب من بيت والده يجر خطاه بصعوبة بسبب إعاقته ،
ويجر ورائها أحزانه الأليمة ، فهو يمر على الفتيان يلعبون ولا يستطيع أن يشاركهم بسبب إعاقته ،
ويأتي إلى مجالس الرجال ولا يتقبلون وجوده بينهم بسبب إعاقته ،
ولا يحب أن يجلس مع أقاربه فهم كثيراً ما يسرقون النظر إليه بعين الشفقة والرحمة بسبب إعاقته .
كل هذه الهموم يحملها هذا الجسد الضعيف ....
وقفه ...
تخيِّل أنه ابنك !!
استمر في سيره المضطرب حتى وقفت بجواره سيارة ...
فتح السائق النافذة وعرض عليه الركوب معه ليوصله إلى البيت ...
تخالطت مشاعر الفرح والتعجب لديه بوجود من هو مهتم به ...
تردد قبل الركوب حياء من الموقف ثم عزم وركب ....
المشهد الثاني ...
قبل أسبوع من الآن ...
حزم رجل الهيئة أمتعته متوجهاً إلى مكة وقبل أن يخرج من الرس رن جرس هاتفه النقال،
وإذ به شاب يتكلم بصعوبة ...
ظنَّ أنه ثمل لكثرة ما يواجه أو يتلقى اتصالات من هذا النوع ...
ولكن الأمر هذه المرة مختلف تماماً فقد تغيرت ملامح وجهه ...
ثم آثر أن يكون باقي الحديث بعد عودته بعد ثلاثة أيام ...
وما إن مرت ثلاثة أيام حتى اتصل به نفس الرقم ورد عليه وطلب منه الحضور إلى مركز الهيئة واجتمع به وزميله من رجال الهيئة آخر ..
المعاق المكلوم : (بصعوبة بالغة .. والدموع تختلط بثقل لسانه) أبو محمد وش عقوبة الإغتصاب ؟
رجل الهيئة : حنا يا وليدي جهة ضبط وقبض ... أما العقاب فهو عند المحاكم ... كمل قصتك اللي بديتها بالتلفون ذاك اليوم .
المعاق : (بعد أن دخل في موجة بكاء قوية) أنا كنت أمشي بشارع بيتنا ووقف عندي راعي سيارة وقال لي إركب أوصلك وركبت معه ...
وتواعد هو إثنين من خوياه بالتلفون وراح بي مع طريق ما عمري رحت معه ولا أدري وين ؟؟
وسألته وين بتروح ماهو هذا طريقنا ... فقال لي أسكت بس هالحين بتشوف ... وصلنا في منطقة بر مادري وين ..
ونزلن فيها وجاء إثنين (سكت)......!
رجل الهيئة : وش سوا ؟؟؟!!!!!
المعاق : (بكاء شديد لا يستطيع أن يتكلم) .
بعد وقت من البكاء الطويل والمؤلم .
رجل الهيئة : (بعد أن تمالك نفسه) كمل يا أبوي كمل .
المعاق : جردوني من كل ملابسي وفعلوا بي كل الثلاثة متعاقبين . (ثم انهار باكياً) ....
وقفه :
تخيل إنه ابنك !!!
وصورني السواق بجواله .... وصار يهددني بالصور ... وأنا خايف ...
وصار ياخذني كل أسبوع يفعل بي في بيته ويرجعني ...صرت إذا رفضت هددني بالصور ... وعلى هاذي الحالة من ثلاث سنوات الله يلعــ... (ثم عاد إلى بكاء أشد من السابق) ..
رجل الهيئة : (وهو يكاد ينفجر من الغيظ على هذا المجرم الخبيث) والباقين معه ؟
المعاق : لأ ... بس المرة الأولى ... أما الباقي فهو لحاله .
رجل الهيئة : هو طالب وإلا يشتغل .
المعاق : يشتغل في ........... (ذكر إسم جهة في القطاع الأمني)
رجل الهيئة : (وقد إستشاط غضباً يخفيه) قم يا وليدي رح لبيتكم واتصل بي إذا صار أي جديد ...
أي بهيمية هذه التي تحملها مشاعر هذا المسخ المجرم حتى يستمرأ أن يضع شهوته الحيوانية في معاق ؟؟
أي شر وخبث قد تجذر في نفسه حتى يتعمد أن يحطم ما تبقى من أحاسيس هذا المسكين ليزيد على همه هموماً وأي هموم ؟؟!!!!!!أي رحمة قد نزعت من قلبه وهو يستمتع بابتزازه بصوره؟؟؟
وبعد أسبوع من التفكير في طريقة مناسبة للقبض على هذا المجرم ،
تمكن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الرس ـ وبفضل من الله ـ من القبض عليه معترفاً ومقراً بجريمته ...
وتمت إحالته لشرطة الرس ....
والتي لا تزال محتفظة بملفه !!!!
وقفه :
تخيَّل أنه ابنك !!!
والجدير بالذكر أن المعاق الذي يجب أن يقف الجميع في صفه تم إستدعائه للشرطة مرتين ...
وهو معاق يستصعب الحركة والكلام ....
يا سمو النائب الثاني وزير الداخلية نايف بن عبد العزيز ..
هل يستحق هذا المجرم أن يكون فرداً من أفراد الأمن الذين إستأمناهم على أنفسنا وأبنائنا وأموالنا وأعراضنا ؟؟؟...
ياسمو مساعد وزير الداخلية محمد بن نايف ...
هل تستحق هذه القضية أي تجميد أو تبريد ؟؟؟
ياسمو أميرنا فيصل بن بندر ....
لن أقول تخيِّل أن هذا المعاق ابنك ... بل سأقول بأنه ابن من أبنائك أبناء هذه المنطقة ... ومعاااااااااااااق ....
فألا يستحق أن يؤخذ له بعض حقه الذي سلب ؟؟؟
ياقضاتنا .... هل بعد هذا الجرم جرم ؟؟؟!!!!!!حسبنا الله ونعم الوكيل
منقول
التعليق : والله العظيم اني بكيت وبكيت ومو قادره اكتب ولاحرف .وين الرحمه ؟ وين النخوه؟ ليش كذا ؟؟ حرام والله طفل ومعاق ويبغى من يشفق عليه ويعطف عليه ويساعده ويجي ذا المجرم والطامه الكبرى انو رجل أمن يعني حاميها طلع حراميها .
ماقسى الدنيا ومااقسى الانسان لما يكون خالي من الايمان والمشاعر والاحاسيس .
حسبي الله ونعم الوكيل .حسبي الله ونعم الوكيل .