[align=justify]عندما رحل عن ارض الوطن . لم يكن قرار سيتخذه ابن الثمانية عشر عاما او خيارآ من ضمن اختيارته، بل كان في مخيلته عدوانا ثنائا من والده وشقيق والدته . ولكن الحقيقة أن هذين الصديقن اللدودين رأيا ان ترحيل هذا المدلل إلى ولاية الجليد في ديسمبر الشتاء هو شفاء له وخير لأهله . حطت رحال ذاك الصبي مجبرآ في تلك الولاية القاسية باناس لامكان للمدللين بينهم .
قضى المدلل ايام من البكاء, ثم قضى اسابيع من البكاء حتى اكمل اشهر من العذاب النفسي في منزل عائلة من ذات الولاية، التي لايمكن العيش معهم بدون الالتزام بالأنظمة . لم يدر في خلد ذلك المدلل انه سيغسل اطباق طعامه في يوم من الأيام، لم يخطر بباله انه سيرتب سريره حين يستيقط وانه سيضطر ان يتعلم كيف يغسل ملابسه، وانه لن يأكل الطعام في غير الاوقات المحدده، ولم يتخيل انه لن يجد في محفظته اكثر من 50 دولارآ . كانت صدمات كادت تودي بعقل مدلل تعود ان لايفعل شيئا مفيدا في حياته .
شكراً لأمريكا وشكراً للأمريكيين، حين جعلوا من بلدهم وعقولهم اصلاحية لأبناء العالم الثالث . شكراً ايها الأمريكين وشكراً لصبركم على الجهلاء ليتعلمون، فلم يفعل الأوربيون مافعلتموه ولن يفعل الأفارقة ماتفعلونه ولا الشرق الأقصى الذي انتشلتموه من غياهب التخلف وسطوة الدكتاتورية, سيفعل ماتفعلونه .
[/align]