ما هكذا تورد الإبل.. ياعقيد.!

[زين نجد]

دخل الى المدرسة يعتليه ذلك الكبرياء ربما بسبب تلك الرتبة الكبيرة التي تعتلي أكتافه حاملاً بيدية ( كلبشة )
فهمت أنها لأجل إبنه عبدالرحمن لأنه كان موقوفاً ذلك اليوم من قبل الإدارة.
كنت قد جلست مع عبدالرحمن ذلك اليوم ولم يعلم أن المدرسة استدعت والده ولكنه كان متحفظاً في بعض الأمور.
كان السبب في توقيفه هو أتهام المدير له بأنه قد دخن في المدرسة وقد كان معي صريحاً بسبب قربي منه وهو يقول :
(صحيح أنا أدخن وأنت تعلم بذلك ولك أقسم بالله يا استاذ لو كنت أنا من فعل ذلك لأخبرتك أنت فقط . ولكني لم أفعل ذلك.ولو كان فيك اللي فيني كان تهرب حتى من المدرسة ).
فهمت أن الموضوع أكبر من ذلك.

دخل الأب للإدارة وقد استدعى المدير الإبن فلاتسمع من ذلك الضابط الكبير سوى صيحات من التوبيخ والكلام البذيء لإبنه الذي أعتبره أرجل واعقل من أبيه.وأراد أن يكلبش إبنه وكان المدير متحاملاص على الإبن ولذلك لم ينهر الاب عن فعله فدخلت أنا ووكيل المدرسة وهدأنا من الوضع وسحبنا الإبن خارج الإدارة.
كان ذلك الضابط مترفعُ جداً لا يكاد يتكلم معك إلا من وراء خشمه. فلم يُعجبني وضعه وخرجت لأنتظره حتى ينتهي مع المدير.
بعد خروجه لحقت به وأمسكته لوحدي وقلت له: ( أعلم أنك أكبر مني وأعلم مني فأنت أب لطالب عمرة 18 سنه ولكن سوف أقول لك شيء إن إستمريت على نهجك هذا في التربية لن تجد الولد عندك سوف يهرب ويتركك.وماهو الذنب الذي اقترفه حتى تأتي بالسلاسل أمام معلميه وزملاءه..! والدخان ليس نهاية المطاف يدخن أمامك ولا غداً ينتقم منك ومن تربيتك فيقع بما هو أكبر ) ثم هز رأسه وقد يكون استهتاراً لأن شكلي يوحي له بأني صغير وكيف لي بأن أسمع كلام هذا الذي لم يتجاوز ال 26 من عمره.
هذا كان يوم الإثنين. والله إن هذا الرجل جاء الينا في المدرسة فطلبني المدير ولم أعلم بحضورة فدخلت الإدارة وإذ به ينظر الى الباب فقام وقال لي: دعني أقبل رأسك وكان قد شدني فرفضت فقال: أتعلم ما حدث لإبني.قلت له: لا.قال: من يوم الإربعاء لم أعلم أين هو إلا الخميس بالليل عندما إتصل بي أخي في الرياض يخبرني بوجود إبني عنده.فقد ركب النقل الجماعي وذهب دون أن يُخبر أحد.
قلت له: إذاً عرفت المشكلة.قال: نعم والله ما عاد أقول له شيء.

بعدها جلست مع الإبن وكان وقتها كارهاً لأبيه فقال أتعلم ياأستاذ بأن والدي هذا الذي فعل ما فعل من أجل إتهامي فقط بالتدخين داخل المدرسة.
(أتعلم أنه يدخن ويسهر بالإستراحة الى منتصف الليل ولايجلس معنا بالبيت إلا قليل ) والله وحتى الآن وأنا أكتب لكم هذه القصة أني تذكرته فدمعت عيناي.ناهيكم عن وقتها عندما كان الولد يتحدث عن والده فلم أتمالك نفسي ونزلت أدمعي.حتى اصبحت تلك الأيام أتعاطف مع الولد كثيراّ فهو والله إنه ذكي ومجتهد في دراسته ولكنه لم يجد الحب والعطف والحنان.

الى هنا أتوقف تاركاً لكم التعليق لأناس وصلوا الى ما وصلوا اليه ولكن العقلية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .!


حكمة /
لاعبوا اولادكم لسبع، وعلموهم لسبع، وصاحبوهم لسبع

فــهد
السبت 7/7/1431هـ