تغطية ندوة العنف الأسري برعاية الأميرة عادلة بنت عبد الله‎ ((صور))

[إياد الموسى]

تصوير / إياد الموسى - طارق الناصر

أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس برنامج الأمان الأسري أن الحجم الحقيقي لقضية العنف الأسري غير دقيق وذلك لعدم وجود إجراءات واضحة لمباشرة البلاغات عن حالات الإيذاء والتعامل معها ومن ثم رصدها ، مطالبة بتكثيف جهود كافة القطاعات المعنية والتي تشمل المؤسسات الأمنية والحقوقية والقضائية والصحية والاجتماعية لإيجاد آليات معتمدة ومقننة تسهم في المكافحة والحماية والرصد لحالات العنف الأسري ، وتأهيل الكوادر المهنية المتخصصة للتعامل الأمثل مع الضحايا وتأكيد حقهم في الحياة الآمنة والكريمة .
جاء ذلك في كلمة ألقتها أمام جمع من القضاة والمحققين ومسؤولي الجهات الأمنية والقانونية وأخصائيين وأخصائيات في المجال الاجتماعي خلال ندوة "دور المؤسسات القضائية والأمنية في مكافحة العنف الأسري لتحسين مستوى الثقافة الحقوقية والاجتماعية تجاه قضايا العنف الأسري وكيفية معالجتها والوقاية منها" والتي أقيمت في مقر جمعية الملك عبد العزيز النسائية ببريدة ونظمها برنامج الأمان الأسري الوطني .
وقد أبدت سمو الأميرة عادلة بنت عبد الله سعادتها في المشاركة في هذه الندوة التي تنظم دورياً في عدد من مدن المملكة لأنها ترفع من مستوى الثقافة الحقوقية لدى كافة شرائح المجتمع في مجال العنف الأسري ، وأضافت سموها :
إن رؤيتنا في برنامج الأمان الأسري الوطني تعتمد على إرساء أسس مجتمع واع وآمن يحمي ويدافع عن حقوق أفراده ، ويحمي ضحايا العنف الأسري ويدعم ضوابطه لردع أي خلل يمس العلاقة الأسرية في ظل مراعاة القيم الإسلامية السامية والعربية الأصيلة .. وأكدت على أهمية تنظيم مثل هذه الندوات لتوضيح دور المؤسسات القضائية والأمنية في مكافحة العنف المنزلي وما يترتب عليه من تبعات خطرة ما لم تباشر الجهات المعنية مهامها في حماية الضحايا ومعاقبة المعنفين ، والارتقاء بوعي أفراد المجتمع بحقوقهم التي كفلتها لهم القوانين والأنظمة المستمدة من الشريعة الإسلامية .
وقبل انطلاقة أعمال الندوة أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدأ بكلمة ترحيبية لرئيسة مجلس إدارة جمعية الملك عبد العزيز الخيرية النسائية ( عون ) الجوهرة الوابلي ، ثم كلمة للدكتورة مها المنيف المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني ورئيسة الجلسة ، بعد ذلك ألقى الدكتور فهد المطلق مدير عام الشؤون الاجتماعية بالقصيم ورئيس لجنة الحماية الاجتماعية كلمة قدم فيها شكره وتقديره لسمو الأميرة عادلة على اهتمامها بهذا الأمر الذي يعتبر انتشاره من الأمور المقلقة للمجتمع السعودي ، مبيناً إحصائية متكاملة عن حالات العنف التي وصلت للجنة في المنطقة خلال العام الماضي فقط والتي تجاوزت المائة حالة .. ثم ألقت لمياء العمار حرم إبراهيم الزويد كلمة الرعاة أوضحت خلالها أهمية هذه الندوة ومدى حاجة المجتمع لها ، ثم طرحت مبادرة اعتبرتها هي الطموح الوطني لمجموعة الزويد والتي تتمثل بمبادرة مجموعة ابراهيم الزويد لمواجهة العنف الأسري والتي تضم برنامجاً مقترحاً يغطي الجانبين الأبرز في هذه المعادلة وهما جانب الدعم وجانب التوعية وما تتضمنه من فعاليات ومسؤوليات ..
بعد ذلك بدأت أعمال الندوة التي رأس جلستها وأدار حوارها ومداخلاتها من القسم الرجالي المحامي الدكتور ماجد قاروب المستشار القانوني لبرنامج الأمان الأسري الوطني ، وشارك بها الشيخ إبراهيم الحسني مساعد رئيس المحكمة الجزئية ببريدة ، والمقدم الدكتور أحمد البشري من شرطة القصيم ، وعبد العزيز الدخيل المحقق بدائرة التحقيق في قضايا الاعتداء على النفس بهيئة التحقيق والإدعاء العام بالقصيم .
وقد تحدث في الورقة الأولى الشيخ إبراهيم الحسني عن دور المؤسسات القضائية حيث قام بعرض عدد من نماذج العنف الأسري التي وقف عليها ، ويؤكد بأن القضاء يحارب العنف الأسري ، ثم استدل بعدد من القضايا التي كان للقضاء دور رئيس فيها مثل إقرار مبدأ الخلع الذي أجازه مجلس كبار العلماء قبل 36 سنة ليحفظ حق الزوجة من تسلط الزوج المعنف ، وهو نوع من أنواع المعالجات القديمة .. كذلك وقوف القضاء ضد الرجل الذي ( يحجر ) على المرأة منذ صغرها لتكون زوجته وعقابه بالسجن .
وأكد الحسني في ورقة عملة بأن وجود وسائل الإعلام والانفتاح بدأ العنف الجسدي يطفو بسبب المخدرات التي دمرت العقول قبل الأجساد .. وكان الشيخ الحسني قد استغرب الحضور الذي كان متواجداً في داخل القاعة مطالباً بتثقيف المجتمع ليزيد وعيه ويستفيد من مثل هذه الندوات واللقاءات .
بعد ذلك تحدث المقدم الدكتور أحمد البشري دور المؤسسة الأمنية تجاه العنف موضحاً بأن تعامل الشرطة مع حالات العنف ينطلق مع مايفرضه نظام الإجراءات الجزائية وذلك وفق الدور الوقائي ومعاينة الحالة وإشعار هيئة التحقيق والإدعاء العام .. مؤكداً بأن قضايا العنف تندرج ضمن القضايا غير الكبيرة .
ثم قدم المحقق عبد العزيز الدخيل ورقة تركزت على دور هيئة التحقيق والإدعاء العام مبرزاً دورها في محاولة الحد من هذه الظاهرة ومطالباتها بمحاكمة المعتدي وإيقافه ، إضافة إلى مشاركة الهيئة في إيجاد الحلول لمعالجة قضايا العنف .. وشدد الدخيل على خطورة هذه الظاهرة مؤكداً بأنها أخطر من الحروب لأنها تنخر في جسد أساس الأسرة .
وفي نهاية الندوة طرحت عدد من المداخلات والتساؤلات حول هذا الجانب .. إلى أن أختتمت الندوة بتكريم الرعاة لها .
كم نشكرك جميع القائمين على تنظيم هذه الندوه