سـؤال واحـد بأمس الحـاجة إلى الإجـابة قـبل رمضـان !

[سَـاكنة القـلب]

هل.سيتصدر أولياء الله وأحباؤه المساجد بـ ( الإكراه ) ؟!

تعرفوا عليهم عن قرب .. !
في إحدى ليالي رمضان الروحانية ، كنت في أوج سعادتي لأني سأصلي خلف الإمام خالد الجليل بعد سلسلة من التوسلات المعتادة .. !
كان الجو في المسجد معطرًا بملائكة الرحمن الذين تهدأ روحي بمجرد استشعار وجودهم ..
وكانت هناك امرأة من الذين أخذوا صك الغفران وضمنوا لثم أبواب الجنان !
بنبرة نشاز صرخت علي : ( حتى في بيت ربي .. حتى في بيت ربي .. نشوف هالأشكال .. استحوا على وجيهكم .. متى بتخافون ربي .. إلخ ) !!
وكل النساء – أقسم كلهن – ينظرن إليّ !
نعم ربها وليس ربنا جميعًا .. !

يا أحبة ،
غيرت عباءتي طيلة رمضان ، لأسلم من تلك الألسنة البذيئة التي نسيت أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده !
رغم أنها ساترة ، لكنها غير دارجة في السعودية ، ولا تخفاكم العادات وما تفعل !
وتكرر ذات الموقف مع عدة ضحايا غيري .. !

أتألم أكثر ..
حين تصدر تلك المواقف الجارحة لزوار الحرمين من الأخوة في شتى مفاوز الإسلام ..
قبيل صلاة العشاء في المسجد الحرام كنت بجانب مجموعة نساء سعوديات وامرأة تركية- كما يتهيأ لي - ..
كانت التركية تقرأ القرآن جالسة ، ثم قامت ونزعت المعطف الذي تلبسه وبقيت بحجابها مع لباس ضيق وغريب نوعًا ما وفيه سلاسل ملونة وخرز ذهبي ..
لم أتوقع أي ردة فعل سلبية ، لأننا في أطهر الأمكنة والأزمنة .. !
ولكن قواميس السب والشتم ( النهي عن المنكر في معجمهم ) انهالت كالصواعق على تلك التركية المسكينة .. !
كانت نظراتها الحائرة طعنات على صدري المتألم .. !
ولكن ما باليد حيلة ، وكم عرفت وقتها أن الجهل – أحيانًا- نعمة !
فهي توجعت من النبرة المخيفة ، فكيف لو وعت ما حملته تلكم النبرة من سباب وفسوق !
صدقوني لقد قدر الله لتلك المسكينة أن تواجه ذلك الموقف؛ لينكسر قلبها؛ لتخشع تبعًا لذلك؛ فيكون أعظم أجرًا لها !
وقدر لأولئك النسوة أن يصلين صلاة تعدل مائة ألف صلاة ؛ ليهدون الناس أعمالهم !

نعم ، إن الأمر خطير فقد سأل صلى الله عليه وسلم ( أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ،وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار ) .


الدين للجميع ، ومساجد الله ليست حكرًا على فئة معينة !
ثم يا ولي الله ، ألا تستطيع التعبير عن غيرتك على الدين ، بمنهج الدين ؟!
بأدب الدين ؟
بأخلاق الدين ؟!
إن كنت لا تستطيع ذلك ، فأنتَ لهوى في نفسك ، وليس لله تعالى !
لا إكراه في الشريعة السمحاء ، فإن نصحتَ بأدب ولم يستجيبوا لك ؛ دعهم في أمان الله !
في مساجد الله !
فقد بلغت الأمانة وأديتَ الرسالة ( وَََما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) !

نصيحة بسيطة للمقصرين – وكلنا مقصر - ..
لا تجعل نفسك تضعف عن حب الخير ، وإن قابلتَ تحقير بعض الناس لك ..
فالله أعلم و أرحم ، وأنتَ تسعى لأسباب الهداية ، لعل الله يفتح على قلبك ..
ولا يخفاكم أن فرعون حين أدركه الغرق قال (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )
يقول جبريل – عليه السلام – لرسولنا – صلى الله عليه وسلم - :
( لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فم فرعون مخافة أن تناله الرحمة ) !!
نعم !
رحمة الله كادت أن تسع فرعون الذي وصل به الطغيان إلى ادعاء الألوهية !

كل رمضان وأنتم إلى الله أقرب ~