الجزء الاول
قصه قصيره [رُوحٌ تَشْتَاق ]
 
بقلم : خـــــــــــالــــــــــد
 
 
.
 
 
.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
غُرَفِه وَاسِعَه , اثَاث مُسْتَشْفَى , بَعْض الْوُجُوْه الَّتِي تَخْتَلِف كُلَّمَا 
 
فَتَحْت عَيْنُهَا ..كَانَت الْايَّام الْعَشْر الاخَيْرِه ثَقِيْلَه عَلَيْهَا حَيْث 
 
تَناوبَتِهَا الْغَيِبُوَبِه مَع احْلَام لَا تَعْلَم اهْي احْلَام يَقَظَه ام ذِكْرَى 
 
جَمِيْلَه يَسْتَعِيْدُهَا عَقْلِهَا الْبَاطِن كَبَلْسَم لِيُخَفِّف عَنْهَا وَطَّأَه الْالَم . 
 
 
كَانَت لَا تَرَى الَا عَيْنَيْه الْوَاسِعَتَيْن و طُوْلُه الْفَارِع , كَانَت تَرَى 
 
شَارِبُه الاسْوَد الَّذِي يُجَسِّد الْرُّجُوْلَه بِفِتْنَتِهَا , لَم تَكُن تَرَى اي 
 
تَفَاصِيْل اخْرَى .. 
 
 
 
عَدَا بَعْض الْهَمْس يَتَنَاهَى الَى مَسْمَعِهِا مِن 
 
ضَجِيْج الْمَكَان الَّذِي يَبْدُو لَهَا مُكْتَض بِالْنَّاس الَّذِيْن لَم تَكُن تَرَى 
 
فِيْهِم الَا هُو .يَخْتَلِط بِهَذِه الْمَشَاهِد حَدِيْث نَفْس مِن دَاخِلِهَا يُخْبِرْهَا 
 
بِشَوْق عَارِم لِلِارْتِمَاء بَيْن ذِرَاعَيْه و اشْبَاع 
 
رُئَيَتِيُّهَا بِرَائِحَتِه . تَفْتَح عَيْنَيْهَا بِتَثَاقُل لَا يَلْحَظُهُا 
 
الْمُحِيْطُوْن بِهَا و مَا ان تُسْتَدْرَك انَهَا لَازَالَت فِي 
 
الْمُسْتَشْفَى و لَيْسَت بَيْن ذِرَاعَيْه الَا و تُعَاوِدُهَا الْغَيِبُوَبِه 
 
مُجَدَّدَا و هِي تَجِد لَذَّه لِقَاءَه فِي رُوْحِهَا فَتَسْتَسْلِم 
 
لِلْغَيِبُوَبِه مِن جَدِيِد و عَلَى طَرَف فَمِهَا ابْتِسَامِه بِاهِتَه 
 
سَرَعَان مَا تُبَدِّدُهَا الالام المُبْرْحَه لِتَسُحِبِهَا الَى اعْمَاق 
 
الْغَيِبُوَبِه كَانَّهَا تُسْقِط فِي جَوْف الارْض بِسُرْعَه هَائِلُه 
 
فَتَغِيْب عَن الْوَعْي تَمَاما و الالام تُمَارَس دَوْرَهَا الْيَوْمِي 
 
فِي اقْتِلَاع وَجْبَتُهَا الْيَوّمِيَه مِن عُرُوْقِهَا 
 
 
 
.
 
.
 
 
.
 
 
 
 
 
 
 
.......................
 
 
.
 
.
 
 
. 
 
 
 
 
 
 
فِي صَبَاح الْيَوْم الْحَادِي عَشَر فَتَحْت عَيْنَيْهَا وَهِي تَجِد رَائِحَتُه كَمَا
 
لَو كَان ذَلِك الْقَمِيْص الان بَيْن يَدَيْهَا , كَمَا لَو كَانَت حَادِثَه الْامّس 
 
الْبَعِيْد تُحَدِّث الان , سَحَبَت نَفْسا عَمِيْقَا احْتَفَظَت بِه فِي رِئَتَيَّهَا 
 
اطْوَل مُدَّه مُمْكِنَه اسْتِطَاعْتِهَا رِئَتَيْهَا الَّتِي قَضَت عَلَيْهَا كَثْرَه 
 
المُضَادَات الْحَيَوِيَّه .نَهَضَت ابْنَتِهَا سَارَه وَاقْتَرَبَت مِنْهَا مُسْتَبْشِرَه 
 
فَقَد كَانَت هِنْد مُشْرِقَه الْوَجْه عَلَى نَحْو لَم تَكُنْه مُنْذ شَهْرَيْن قَالَت 
 
سَارَه و الْدَّمْعَه جَرَت سَرِيْعَا لزَاوِيْه الْعَيْن لِتَسْتَعِد لِلْهُبُوط عَلَى
 
خَدِّهَا لَكِنَّهَا الْتَقَطْتُها بِسَبَّابَتِهَا لِتَرْمِيَهَا بَعِيْدا
 
:شلونك يمه ؟رَدتْ هِند بِصَوت وَاهِن : الحمد لله .
 
شَرَدَت بَعِيْدا بِتَفْكِيْر عَمِيْق ثُم الْتَفَتَت لسَارِه تُهَم بِالْكَلَام , لَكِنَّهَا 
سَكَتَت فَجْأَه !قَالَت سَارَه : ماما شفيك ؟ تبين شئ ؟ 
 
نَظَرَت هِنْد بِطَرَف عَيْنَيْهَا يَمِيْنَا و طَاف عَلَى جَبِيْنُهَا الْم و عِبَرَه 
 
صَنَعْت عُقْدَه صَغِيْرَه عَلَى ذَّقَنُهَا .كَرَرْت سَارَه: تبين شئ ؟
 
قَالت هند : ابيك تجيبين شئ و ابطلب منك شي ..ساره : سمي 
 
هند : بس ما ابي احد يدري و لا ابيك تساليني ليش و تسوين مثل ما اقول . هَمَّت سَارَه بِالْحَدِيْث و هِي تُخْفِي اسْتِغْرَابِها لَكِن 
 
هِنْد قَاطَعَتْهَا و قَد انَهَكْتِهَا الْجُمْلَه الاخَيْرِه فَقَالَت بِصَوْت كَالْهَمْس وَهِي تُغْمِض عَيْنَيْهَا: ضروري اليوم ..
 
 
 
فَهِمْت سَارَه مَا تَرْمِي الَيْه امَّهَا انَهَا تَبْدُو كَمَن يُمْلِي وَصِيَّتَه 
 
وَتَسْتَعِد لِلْرَّحِيل لَكِنَّهَا حَرِيْصَه عَلَى الْتَاكُد مِن تَنْفِيذِهَا قَبْل 
 
رَحِيْلِهَا .فَخَنَقَت سَارَه عَبْرَه اسْتَحَالَت الَى غُصَّه صَعِدَت بِالْدُّمُوْع 
 
الَى عَيْنَيْهَا فَسَالَت عَلَى خَدِّهَا بِصَمْت و قُلْبَهَا يَرْتَجِف لَهَوْل هَذِه
 
اللَّحَظَات . فَتَحَت هِنْد عَيْنَيْهَا مِن جَدِيْد و طَلَبْت مِن سَارَه ان 
 
تَذْهَب حَالِا الى الْمَنْزِل و تَحَضُّر الصندوق الاسود في الخزانه 
 
العلويه .ثُم نَظَرْت فِي عَينِّي سَارَه مُبَاشَرَه وَقَالَت
 
: بدون ما احد يدري عن اي شي ردت ساره : سمي اكَدَت هند 
 
بِحزم : الحين , هَمَّت سَارَه بِالمُقَاطَعَه لَكِن هِنْد اغْمَضَت عَيْنَيْهَا 
 
وَدَفَعْت رَاسِهَا الَى الْوَرَاء وَهَمَسْت.. الحين و لا تتاخرين .
 
 
ارْتَدَّت سَارَه عَبَائَتِهَا و مَرَّت بِالمُمَرْضَات فَاخْبَرْتِهُن بِالاعْتِنَاء 
 
بِامَّهَا رَيْثَمَا تَعَوَّد حَالِا.
 
 
 
 
.
 
 
.
 
 
.
 
 
 
 
 
 
.
 
.
 
 
 
 
.
 
 
 
 
.
 
 
 
 
 
 
يُتبع ..