بسم الله الرحمن الرحيم...
لازلت اتذكره طفلا لم يتجاوز حينذاك السابعة من عمره كان يرقد على وجهه الاسى والحزن كانت
عيناه الصغيرتان تشردان نحو الاطفال الاخرين وهم يزهون بثيابهم الجديده وقد خرجوا من صلاة
العيد والبسمة على وجوههم تمتد عبر مساحات الفرح بهذه المناسبه السعيده استوقني حزن ذلك
الصغير واقتربت اليه مابك ؟اين ابوك ؟ وظل صامتا لم ينطق بشيء وبعد اكثر من سؤال قال انا
يتيم مات ابي وماتت امي وانا في رعاية جدي الكفيف الذي يجلس هناك عند جدار المسجد وامتد
الالم في اعماقي طفل لم يتجاوز السابعه ماتت الفرحة في قلبه وانطفات البسمه على شفتيه حتى
ثوب العيد الذي يفرح به الصغار لايملكه وهكذا تداعت امام عيني صور كثيره لشريط من الاحاسيس
التي ننسى وسط فرحتنا بقدوم العيد حزاني يرقد الاسى بين عيونهم وتئن قلوبهم باوجاع الحرمان
والعيد حين يقترب لاادري كيف تكتمل فرحتنا نحن القادرين نشتري الثوب الجديد واللعبة الجديده
والحلوى المتعددهوننسى بكل مررة واسف اولئك الايتام ممن هم في اعمار صغارنا ننسى مرارة
احزانهم وقد فقدوا اهليهم فقدوا حنان الام وفقدوا محبة الاب وكفاحه من اجل لقمة العيش اخشى
ايضا ان يفقدوا حنان الناس وعطف الناس وشهامة الناس وحب الناس
لاتنسوهم ابحثوا عنهم امنحوهم فيضا من حبكم وعطفكم وحنانكم
تذكروهم وامسحوا انات الحزن عن قسماتهم واضيئوا دروب سعادتهم لتزول تلك البسمات الباهته عن وجوههم
فياكل الناس القادرين اليتامى حبات قلوب غاليه اوصاكم بهم دينكم الحنيف فاسعدوهم في دنياهم لتسعدوا باجرهم في اخرتكم
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ((انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنه واشار باصبعيه السبابه والوسطى))