بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يكون الموضوع غريباً جداً ... ومن ذا يحب المشاااااكل ..!!! فما بالك بمن يتلذذ بهاااا
نعم هناك أناس يعيشون في مشاكل تواجههم ويستمرووون واقعين في هذه المشكلة فترة زمنية طويلة
وكانهم يتلذذون بها .... دون أن يبحثوا لها عن حل أو على الأقل يمشوا في الطريق الصحيح لحلهاااا
وبالمثاال يتضح المقال :
شاب يشتكي من العادةالسرية منذ 5 سنوااات ويعيش في عذابها وتأنيب ضميره لها كل وقت ...!!!
شاب عاطل (يسمي نفسه هكذا ) وبحث في أكثر من 20 مدينة عن وظيفة ( لاحظوا وظيفة ) ولم يجد ...!!!
فتاة ذات طاقة ومواهب معطلة ( كما تقول) وتريد أن تفرغ طاقتها في أي عمل ولم تجد ...!!!
زوجة تعاني من زوجها حيث أنه يجلس على النت أكثر من 9 ساعات يومياً مابين البرامج والتصااميم وحاولت أن تغير من طريقه كثيراً فعجزت ...!!!
زوج يكاد يبكي من زوجته حيث أنها لا تراعي شعوره ومتطلباته وحاجاته كزوج فحاول معها مراراً فلم يغير منها شيئاً ...!!!
أب يتجرع الحسراااات لأن إبنه المراهق قد سقاه من كؤوس المرارة والشقاء شيئاً كثيراً ....فأصبح يردد إيييييييه تفلت الولد من يدي ...!!!
أم صُدمت صدمة كبيرة يوم أن عرفت أن ابنتها رسبت في الإختباااار النهائي ، ومع هذا لم تغير من طريقتها مع إبنتها ...!!!
أم صدمت يوم أن عرفت أن ابنتها معجبة بأحد المعلمااات إعجاباً تعدت فيه الصوااااب ،، فزجرتها ونهرتها ولم ينفع معها ...!!!
ربة بيت تشتكي من خادمتها بأنهاااا تعاكس زوجها وتفعل وتفعل و.... فبدأت بالحل فلم ينفع وتركته على حاله وبدأت تردد الشكوى لله....!!!
ولو أردنا سرد الأمثلة الكثيرة لطال بنا المقااااام ...
ولكن لو تأملنا لهذه الأمثلة لوجدنا أنهم فعلاً (( يتلذذون بالمشكلة )) ،،،،،،
فأغلبهم عندما واجه المشكلة رضي بها وتركها حتى كبرت ....!!!!
وما الإستراحات إلا ناتجه عن مثل هذا السبب ...
وبعضهم علم بالمشكلة وحاول حلها فترة من الزمن ثم توقف عن البحث الباااارد ( فالمشكلة موجودة ولا حل )..
وبعضهم بدأ بالمشكلة وعاش في جحيمها وبدا يحلها لوحده بلا علم ولا خبرة... فزادت وزاد عذابه ..
وبعضهم علم بالمشكلة فسارع لحلها وقتياً قبل ان يفهمها ... فأضرم النار فيها وفيه ...
وبعضهم اكتفى بالدعاء والتشكي لله فقط دون اي عمل او إيجاد حلول عمليه ...ولو قلت له عن ذلك لقال ( الله الهادي ) وهو لم يتعلم أو يفكر بالحل ..!!!
لو تأمل هؤلاء الذين يقعون في المشاكل أن الله وضع لنا سنن ونواميس نسير عليها في الكون ( غير الشرعية ) وأمرنا بالسير عليها أو نتحمل
نتيجة جهلنا وخطأنا لأننا سرنا على غير طريقها الصحيح .( ولو كنا من أهل الله وخاصته )
فعن أنس وعائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بقوم يلقحون فقال : لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصا فمر بهم فقال ما لنخلكم ؟
فقالوا قلت كذا وكذا , قال : أنتم أعلم بأمر دنياكم أخرجه مسلم
فالصحابة وهم الصحابة لما خالفوا القوانين الكونية حصلوا على نتيجة خاطئة ، مع أن من أشار عليهم هو رسول الله ...
والله جل وعلا يقول ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )
فليس الإعراض عن ذكر الله فقط في الوقوع في المعاصي ... كلا حتى مخالفة قوانين الكون والخير الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم
وانظروا لمن سار في حياته بلا هدف أو أنه غلّب جانب على جانب ، فكيف سيكون سعيداً وهو لم يمش على مايريد الله من قوانين .
ومن خرج يقابل العدو المتمرس على الحروب والمعارك وهو لايحمل قوة أو كان غيرمستعد استعداد يتناسب مع هذه الحرب ....
سمي هذا جنوناً .ولو كان من أقوى الناس ارتباطاً بالله
وأخيراً ...
تأكد أن الوقاية خير من العلاج ... فأنتبه لنفسك ولحياتك ولتربيتها ومن هم تحت مسؤوليتك ...
وإذا وقعت أخي / أختي ... في أي مشكلة ابدأ بالبحث عن حل لها بطرق صحيحة ... وأفهم المشكلة ... وأبدأ بحلها بعد التوكل على الله ...
وليس عيباً أن نقول بصوت عالي ( لا نعرف كيف نحل مشاكلنا ،، وعندها سنجد أن الكثير من ( الغطرسة الفكرية ) المعشعشة في عقولنا تسقط ، ويتيسر لنا فهم أن العلم نور فنبحث ونستشير ونستخير وبالتأكيد سنجد الحل )
فالله لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء
في مسند الإمام أحمد من حديث أسامة بن شريك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ، وفي لفظ : إن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء ، أو دواء ، إلا داء واحدا ، قالوا : يا رسول الله ما هو ؟ قال : الهرم قال الترمذي : هذا حديث صحيح .
وأيضاً أحسن الظن بالله ..... قال صلى الله عليه و سلم في رواية احمد :( انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ) و في زيادة في رواية احمد ايضا ( ان ظن بي خيرا فله و ان ظن بي شرا فله )
ثم أعمل بالسبب ... ولا تنس الدعاء ...فإن لم تفلح فراجع طريقتك وحااااول حتى تجد حلاً ناجحاً ناجعاً .
والمهم أن تصبر وتصابر حتى تلقى الله وأنت على هذا الصبر ...
وقال محمد بن أبي حاتم أتى رجل عبد الله البخاري فقال يا أبا عبد الله إن فلانا يكفرك فقال: " قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما" وكان كثير من أصحابه يقولون له إن بعض الناس يقع فيك فيقول "إن كيد الشيطان كان ضعيفا" (النساء 76)، ويتلو أيضا "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" (فاطر 43) فقال له عبد المجيد بن إبراهيم كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك، فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "اصبروا حتى تلقوني على الحوض" وقال صلى الله عليه وسلم "من دعا على ظالمه فقد انتصر"
سددكم الباري