لا زلنا نقول حب الوطن يظل في القلب وليس بهذه الصورة التي لو تحدثنا عنها لطال بنا المقام..
والرسول صلى الله عليه وسلم عندما أُخرج من مكة قال: ( والله إنك لأحب البلاد إليّ، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
وبذلك يكون الحب للأرض التي يعيش الإنسان عليها وليس في رفع صورة أو قطعة قماش فهذا ليس من الدين في شيء.
والأمن هو الانضباط في كل مكان حتى مع عدم تواجد رجال الأمن
هذا ما ينبغي أن يُغرس في عقول الناشئة. كما هو حب الوطن.
وفي كل بلاد العالم الغربية تقطع أكثر من 1000 كم ولم تمر بك دوريةً واحدة ،
وتدخل لدولة أخرى دون أن ترى رجل أمنٍ واحد..! وهذا لأنه غُرس فيهم أن كل شخص مسئول عن أمن نفسه وبلده.
إذاً أصبح الأمن ومسؤوليته الجميع وليس لرجال الأمن فقط،
أما نحن فرجل الأمن هو الذي يردعنا عن كثير من تصرفاتنا والدليل ما نراه من قطع الإشارة فإذا كان هناك رجل أمن فإن الأمر يختلف.
يجب علينا أن نربي أبنائنا على أنهم هم رجال أمن وهم من يُراقب ذواتهم وبذلك يصلح حال البلد.
أما نعمة الأمن فهي في كل بلاد الدنيا مالم يختل الأمن وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى وليس لأحد فضلٌ فيها..
جميع الدول العربية مُضطَهِدَةٌ لشعوبها ( العراق - مصر – ليبيا – تونس – سوريا ) ومع ذلك كان الأمن قائماً حتى قامت ثورة الشعوب بسبب عدم توفر الأمن الوظيفي.
والأمن مربوط بتوفير لقمة العيش فالله سبحانه وتعالى يقول:
( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )
وهنا ربط بين النعمة وموجبها ، كالربط بين السبب والمسبب.!
وفي الجمع بين إطعامهم من جوع وأمنهم من خوف ، نعمة عظمى لأن الإنسان لا ينعم ولا يسعد إلا بتحصيل النعمتين هاتين معاً ،
إذ لا عيش مع الجوع ، ولا أمن مع الخوف ، وتكمل النعمة باجتماعهما .
ولذا جاء في الحديث :
" من أصبح معافى في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه ، فقد اجتمعت عنده الدنيا بحذافيرها " .
تقديري،،،