سليمان الطاهر : ربيع بريدة نافذة لتسويق منتجات الحرفيين والحرفيات
تخوف من اندثار عددا من الحرف بسبب تقدم المجتمع
سليمان الطاهر : ربيع بريدة نافذة لتسويق منتجات الحرفيين والحرفيات
ربيع بريدة / المركز الإعلامي
تأسف العم سليمان الطاهر على قرب اندثار العديد من الحرف الشعبية التي تشتهر بها المملكة العربية السعودية ، وقال لولا أن البعض من الناس يحبذون الموروثات لتجميل منازلهم لما رأينا حرفيا أو حرفية حتى الآن .
وبين العم الطاهر أن المهرجانات هي الوعاء الذي يحفظ الحرف الشعبية من الاندثار من خلال إعطاء الحرفيين والحرفيات الفرصة في تجديد ذاتها والإبقاء على هويتها ولو لفترة عمرية قصيرة مقبلة ، ذلك أن واقع الحال يبرز لنا مدى تراجع مكانة هذه الحرف بسبب جملة من العوامل التيتحد من انتشارها وتقلل من إنتاجها مثل منافسةالمنتجات الصناعية لكثير من أنواع المنتجات الخوصية ورُخص ثمنها مقارنة بالمنتجالمحلي مما أدى إلى الاستغناء عن الكثير منها، ضعف الإقبال من أبناء الجيلالحالي على تعلم هذه الحرفة لأن مردودها المادي لم يعد كافيا للمعيشة في ظل تطوراتالحياة المعاصرة وكذلك تدني الاهتمام الرسميوالشعبي بهذه الحرف وغياب الدعم المادي والمعنوي للحفاظ عليها .
وأخيرا لاتوجد مراكز متخصصة في مجال التدريب والتأهيل المهني للشبابللاهتمام والعناية بالحرف والمهن الشعبية وتشجيعهم للعمل بها لتصبح إحدى مصادرالدخل للشباب وللاستفادة من أوقاتهم فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفعوالفائدة .
وقال في حديثه عن مهنة السف أو الخواصة التي عرف بها وتنفذها زوجته أنها مهنة لا يقوم بها سوى النساء في نجد فقد كان العرف في مناطق الرياض والقصيم وحائل أن السف آو الخواصة تمتهنها النساء في حين باقي المناطق يمتهنها الرجال والنساء على حد سواء .وقال تحتاج هذه المهنة إلى الخبرة والدقة والمهارة في استخدام الأيدي وبعض الأدواتالبسيطة لتحويل الخوص إلى العديد من أصناف المنتجات الخوصية ، وتعتمد صناعة الخوص على خوص النخيل وهو المادةالأساسية لهذه الحرفة ونوع الخوص المستخدم هو خوص ( الـلبة ) الذي يوجد فيقلب النخلة , ومنه تصنع معظم المنتجات الخوصية والبعض الآخر يصنع من خوص السعف كماتصنع منتجات أخرى من الشماريخ والمطي وليف النخيل .
والخوص يمر بمراحل لعل في مقدمتها عملية تحضير وتجهيز الخوص بعد إحضارالخوص من النخلة يترك في الشمس لفترة حتى يجف ويكتسب اللون الأبيض أو الحليبي , وتبدأ عملية الإنتاج بتشريق ورق الخوص ( أي تقسيمها طولا ً) إلى قسمين أو أربعةأقسام حسب نوعية الجدائل المطلوبة للعمل , ثم تنقع في الماء لمدة ساعة أو أكثر حتىتصبح لينة .
عملية التلوين : يـغـلى الماء في وعاء كبير ثم توضع فيه الصبغةحسب اللون المطلوب وبعد ذلك يوضع فيه الخوص المـُراد تلوينه , ويترك في الماء لفترةقصيرة ثم يُرفع ويوضع في الظل حتى يجف وبهذه الطريقة يكتسب الخوص اللون المطلوب.
ويضيف هناك مرحلة تشكيل المنتجات وذلك للبدء بصناعة الخوص لابد من نقعه في الماء أولاًلتليينه سواء كان خوصا عاديا أو ملونا ( حيث أن الصبغة لا تـُزال ولا تتأثر بالماء , ومن ثم ّ يبدأ الحرفي بعملية حياكة الخوص باستخدام الأيدي والسكين على شكلجدائل بحيث تتشابك أوراق الخوص مع بعضها في التجديلة بشكل قوي ومتماسك وبالاستمرارفي هذه العملية يتكون لديه شريط من الخوص بعرض حوالي أربع أصابع ويسمى ذلك بـ(السف ) وتتم تلك العملية بطريقة فنية ومنظمة بحيث يراعى فيها ترتيبوانتظام ألوان الخوص بشكل جميل ومتناسق , ويختلف عـرض السـفة حسب نوعيةالمنتـَج : فكلما زاد عرض السف زاد عدد أوراق الخوص المستخدمة ، وبعد الانتهاء منتحضير السف يقوم الحرفي تشكيلها حسب نوع المنتج المطلوب وذلك بربط جوانب السف إلىبعضها البعض بشكل حلزوني دائري مستعينا في ذلك بالمسلة وخيط العـزف .
وذكر أن السفرة والمحدرة والزبيل والمهاف وسجادة الصلاة والأدوات الأخرى المصنوعة من الخوص تختلف من منطقة لأخرى فالقصيم تشتهر بالمتانة والفخامة ولا تتخذ أي ألواناً إضافية عكس الأحساء التي تتميز بصناعتها على إضافة الألوان وتأتي مصنوعات المدينة المنورة خفيفة جدا ، ولاشك أن المصنوعات القصيمية هي الأشهر والأغلى .
العرض المتطور
