تظل موجودة رغم تباعد الأنظار عنها
لها تأثير حتى وإن لم يؤخذ لها رأي
هي ملاذ أو هي مرحلة وسط بعد الأم
إن قالت سمع لقولها وإن فعلت أقرت على فعلها
مستعدة لدفع الضرر عن إخوانها
وأكثر ما تبرز في حياة الأخ عندما يبدأ البحث عن الزوجة
إنها الأخت
وهي التي خيّرت مرةً فقيل : أي الرجال تبقين إن كان هلاكهم لا محالة ؟
فأجابت : أما الزوج فيعوّض ، وأما الابن فيعوّض ، ولكن الأخ لا يعوّض !!
تعرف أن وجود الأخ أهم من الزوج والابن ، ومع ذلك فإن الأخ لا يبادلها نفس الشعور
هي تلك الصحابية الجليلة الخنساء تماضر بنت عمرو
وهي التي قالت في أخيها صخر ما لم يقله أشد الرجال حزناً وألماً
قالت ذلك البيت :
وإن صخراً لتأتم الهداة به …….. كأنه علم في رأسه نار
والله إن هذا البيت ليشبع نزق أعتى الرجال وأحبهم للمدح والتفاخر !!
ومهما قدّمت الأخت فإن جهودها لا تكون ظاهرةً جليةً ، ولأنها لا تطلب مردوداً نظير ما تقدّم قوبل عملها بالتعامي الغير مقصود على كل حال.فالأخ يعلم أن وجود الأخت مهم في أي بيت.ولا يعلم حقيقة هذا الشعور إلا من فقدها !!
وعندما يكون على غير العادة الحوار متاحاً للجميع فإن للأخت رأياً قد يخالف أخاها ، وفي تلك الحال حتى إن تظاهر الأخ بعدم جدية رأيها فإنه يأخذ بالحسبان كل حرفٍ ورد فيه !!
في الحالات الطارئة يكون للأخت حضوراً في ذهن الأخ ، فهو لا يفكر بسواها إن أراد الاتصال في حالة حضور صديق أو ما شابه ذلك . ولا يجد الأخ حرجاً في الاتصال على أخته لتقوم بكل اللازم من عمل قهوةٍ وشاي وغير ذلك ، وفي حالة تطلّب الأمر عمل عشاء أو غداء فإنها مستعدة لذلك حتى وإن كانت في بيت زوجها !!
وأكثر ما يبرز دور الأخت في حياة أخيها عندما يقرر الزواج . هنا تعقد الصداقة مع الأخت فهي التي غالباً تختار ، وهي التي تستطيع إيجاد الأفضل . وباعتقادي أن أجمل الأيام بالنسبة للأخت مع أخيها هي هذه الأيام فاللغة هادئة ، والطلبات مجابة ، وحتى كلمة ( سمي ) معادة !!
ورغم كل ما تقدّم تظل الأخت محرومة من كلمات الحب والحنان ، فهي بحاجةٍ لها كغيرها ، فالأخ لا يرى عيباً في قولها لأحد أصدقائه بينما أخته وهي الأقرب له لا يعاملها بمثل تلك الكلمات التي تزكي النفس وتجعل همتها عالية !!
مجرد تساؤل : كم مرةً قال أخ لأخته كلمة ( أحبك ) أو ما شابهها ؟
الكل يعرف الإجابة عليه حتى وإن كنا أبعد الناس عن تطبيق ذلك ، فما الذي يمنعنا من قولها ؟!!
يجعل كثير من الأخوة الحياء ستاراً له في سبيل عدم معايشة هذه الكلمة وبعثها من مرقدها ، وإنه على خطأ في ذلك شاء أم أبى !!
أليست الأخت بشراً ؟ ألا تملك إحساساً كغيرها من الناس ؟ وهل الخبّاز – مثلاً – يستحق كلمة ثناءٍ ممجوجة بالعطف أكثر مما تستحقه الأخت من أخيها ؟!!
بثلاثين هللة تستطيع أن تحقق ذلك !!
>> على ما يبدو أني عملت دعاية !!
لقد قامت رسائل الجوال بما لم يقم به أشعر الشعراء وأخطب الخطباء في رد جزء يسير من حقوق الأخت على أخيها !!
وإنني أجزم أن أكثر المستفيدين من هذه الخدمة هن الأخوات اللاتي وجدن فيها ملاذاً ومكانةً أفضل بكثير من أرض الواقع !!
في تلك الرسائل لا يجد الأخ عيباً في كلمة ( أحبك ) وهذا أجمل ما في الأمر !! يقولها من خلف شاشة الجوال ، ولا يعنينا كيف قالها فالأهم عندنا هو إطلاقها لتعيش بين الأخ وأخته بدلاً من أسرها في سجون الحياء !!
لقد فتحت رسائل الجوال باباً لم يكن ليفتح لولاها ، وأجزم بأن أكثر من يقدّر هذه الخدمة ويحتفي بها هن الأخوات !!
يحق للأخت أن تفرح وأن تعيش في ظل كلمات الحب والثناء ، فهي ممن نسوا عند حمل الأمتعة بحجةٍ ليس للقصد من ورائها شيء ولكنه الغطاء الاجتماعي !!
أرسلوا رسائل الحب لأخواتكم وبناتكم وعماتكم وخالتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ، ودعوا المحبة تنتشر ، ودوسوا على حيائكم الذي فرّق بين حياتكم وجعلكم أبعد الناس عن أهاليكم (( وخيركم خيركم لأهله )) !!
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : < بيت لا تمر فيه جياع أهله > ، هذا تمر فماذا لو كان المفقود أختاً ؟!!
تحياتي للجميع
التاج في 22/9/1424هـ