عندما تسقط آخر ورقةٍ من أوراق شجر الحرية !!
تتداعى صورة المثل وتتكسر على هامش الدخلاء !!
يظل القلم وفياً لصاحبه ما لم يدوس عليه بأفكار المهانة !!
ترتسم صورة الكاتب في صفحة الحياة بيضاء اللون مشعّة !!
وعند غروب شمس الحقيقة تزداد الصورة شحوباً وسوداويةً وخطوطاً متعرّجة !!
هو الذي يتنفس برئة الحرية ويرفض قيودها الشديدة !!
قال الكاتب في لحظة هدوء :
هذا قلمي ، وهذا مدادي !!
سأدعهما لغيري من غير رجعة !!
وسأكتفي كغيري بالقراءة والمتابعة !!
ليس لمثل ذلك الكاتب موت تحت ظلال الأحياء !!
هو الذي يدعى دون غيره لمواصلة سير البناء !!
يضيق بنا الحال إن ابتعد ومال إلى ركنٍ بعيد !!
خسارتنا فيه لا تعوّض إن لم يعد !!
ليته يعيد نفسه بنفسه !!
ليته يعيد لنا أنفاسه ورسمه !!
نتمنى رجوعه كما نتمنى بقاءه !!
أيها الكاتب عد إلى صفائك !!
لا تطل الغياب فلم يعد فينا صبر وثبات !!
هيا أعد العدة ونافس الأمواج وتغلّب على الصعاب !!
وإن لم يقرؤوك أحد فلا تتردد !!
سيأتي ذلك اليوم الذي تقطف فيه ثمار قلمك !!
أطلق عنان قلمك وأسرج ظهر كلماتك !!
دعنا نتذوّق طعم الكتابة المتحررة من براثن المجاملة والخوف !!
قلها بكل وضوح ولا تتلعثم !!
أنا كاتب للحق ولست بالحق مداهن !!
وأنزع فكرة البيع التي راودتك !!
فنحن على يقينٍ ببقاء جزرك ومدك !!
تحياتي للجميع
التاج في 19/10/1424هـ
العرض الشجري