

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسأل أحدهم سؤالاً ثقافياً .. يلتفت الجميع .. من يجيب ؟؟
يبحث السائل يميناً ويساراً .. لا أحد !! وفي قرارة نفسه أن هذا سؤالاً لا يحتاج إلى تفكير من المتلقين .. بل إن في جعبته أسئلة تفوق هذا السؤال، وإنما جعل هذا السؤال مقدمة لعدة أسئلة أخرى .
كرر السؤال حاول إضاحة للمتلقين .. لا أحد ! .. رفع أحدهم يده .. استبشر خيراً فقد وجد من يجيب . ولكنها كانت الخيبة .. إذا كان الجواب غير صحيح !!
هدأت أعصابه .. برد حماسه .. انطفأت شعلته .. جمع أوراقه، وأخرج زفرة من زفراته على حال المعلومات في أذهان الشباب ، توقع أن الشباب كحالة تأخذ القراءة منه وقتاً طويلاً .. ويجلس لجمع المعلومات ساعات عدة يقرأ في كثير م المجالات وخصوصاً الشرعية منها .. لكنه لم يدر في خلده أن الكتاب فقد بريقه ( في تقدير كثير من الشباب ) ، وقل قارئه، وهجره الشباب إلى أمور لم يعد بسببها للإنسان وقت يقرأ فيه ..
أمور أضعفت أبصارهم، شوشت أفكارهم، عطلت طاقاتهم، جمدت عقولهم . أمور جعلتهم يبحثون عن أوقات أخرى للاستمتاع بها .. وصل بهم الحال إلى حد السهر وقلة النوم، وأصبح الكتاب مهجوراً بحجة أن الاختراعات الحديثة سهلت عليهم جمع المعلومة وقراءة ما أستجد في شؤون الحياة.
قام صاحبنا متحمساً .. ارتجل كلمة عن الكتاب، أبان فيها عن أهمية الكتاب ودورة في تبصير الشباب وتثقيفهم، ومن خلال القراءة والاطلاع خرج علينا في أمتنا علماء كثيرون في جميع التخصصات .. وبيّن لهم أن أعظم كتاب هو كتاب الله القرآن الكريم، وأنه يجب عليهم قراءته بل حفظه في الصدور وتطبيق أحكامه .. وذلك قراءة كتب السنة، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، وغيرها من الكتب المفيدة في جميع العلوم والمعارف.
ذهب صاحبنا وهو يتساءل .. هل يرجع الشباب إلى الكتب والقراءة ؟؟ أو أن يستمر هذا الهجران ؟؟؟
مشى حزيناً يحمل كتبه وأوراقه ... وهو يردد :
وخير جليس في الزمان كتاب