تيسير الولادة
الولادة وظيفة بدنية من وظائف الأعضاء، وليست مرضا. وتساعد رياضة البدن على تمام هذه الوظيفة (الولادة) دون عناء.
والولادة عمل أو تمرين بدني عنيف، يحتاج من الوالدة إلى جهد عضلي مركز منظم شديد. ويجب الاستعداد لهذا التمرين العنيف (الولادة) بإعطاء عضل الجسم مرونة كافية قبل موعد الولادة بوقت كاف.
2_ والإنسان الرياضي، والذي يشترك في سباق رياضي (مثل العدو أو السباحة أو الكرة) يمرن جسمه تمريناً يكسب عضله المرونة الكافية قبل موعد السباق، استعداداً لمجهود هذا اليوم العنيف.
وهذا واجب الحامل المستنيرة. أما إذا وصلت المرأة الحامل إلى ساعة الولادة دون أن تكسب عضلها المرونة المنشودة بالتمرينات الرياضية البدينة، فإنا تشبه الرياضي الذي يذهب إلى المباراة دون تمرين، فيلعب في كسل وخمول وتخبط، دون استعداد وتخطيط، وينهزم في المباراة.
3_ وينبغي أن تتعلم المرأة كيف تستريح جيداً بين الأشواط، حتى تحفظ طاقتها المطلوبة للشوط الأخير من المباراة (الولادة).
تتم الولادة على أشواط من الانقباض العضلي (الطلق)، تعقبها راحة، ثم أشواط أخرى، حتى نهاية المباراة حين يبزغ الطفل الجديد إلى الوجود، ويستنشق هواء الحياة، وتتيسر الولادة على اللاعبات اللائي يمارسن رياضة البدن أكثر مما تتيسر لامرأة مترهلة مرتخية، لا تمارس ألعاب البدن، ويعجز عضلها عن الانقباض الماهر القوي الفعال.
4_ ولابد أن تعلم الحامل شيئاً عن عضل الرحم القوي، وانقباضه المنتظم الذي يدفع الجنين خارج الرحم خلال قناة الولادة إلى العالم الخارجي. وإذا عرفت قيمة هذا الانقباض المنتظم أدركت قيمة رياضة البدن ودورها في تيسير الولادة.
5_ والواقع أن عضلات الرحم تظل طوال مدة الحمل تستعد للمخاض. (والمخاض هو انقباض الرحم انقباضاً منتظماً ليتمدد عنق الرحم، ويخرج منه الجنين إلى الدنيا). وطوال مدة الحمل تتقلص عضلات الرحم، ثم ترتخي. والانقباض هو التقلص الذي يعقبه ارتخاء.
6_ وتكرار الانقباض لا يحدث للحامل ألماً في الظروف الطبيعية، وقد لا تشعر به. ولكن هذا الانقباض المتكرر يشتد في أواخر الحمل بدرجة قوية تشعر بها الحامل ويسمى هذا الانقباض المتكرر القوي "المخاض الكاذب" ولكن يلاحظ أنه غير منتظم. وعدم انتظامه يميزه عن المخاض الحقيقي المنتظم.
والمخاض الحقيقي يمتاز بانقباضات قوية منتظمة في عضل الرحم. وتزداد هذه الانقباضات قوة وعدداً مع تقدم الولادة. وتشعر المرأة بعضلات الرحم وهي تنقبض ثم ترتخي _إذا وضعت يدها على بطنها.
8_ تعود رياضة الحوض النسوي على المرأة بمهارة حسية تنفعها في أثناء الولادة بقدر ما تنفعها في أثناء الملامسة.
وعضلات قاعدة الحوض ذات تأثير ثانوي محدود، ولكنها قد تؤدي إلى تمدد أو توسيع نشيط، يعاون الولادة معاونة فعالة، ويحفظ "العضلات المحيطة بالمهبل" من الضرر.
9_ وتعرف كل مولدة، وكل طبيب من أطباء التوليد أن "التقلص الشديد أو الانكماش التشنجي في قاعدة الحوض، عند الانفعال بآلام الولادة، قد يعوق خروج رأس الطفل، ويؤخره تأخيراً طويلاً".
10_ وطول مدة الولادة ليس شيئاً مرغوباً، وإذا طالت مدة الولادة، انتاب الوالدة ضعف وتعب وإعياء، ووهن وإنهاك، بدرجة تعجزها عن التحكم الذاتي في أنسجة قاعدة حوضها، وبذلك قد يتعرض طفلها لخطر الموت قبل أن يرى نور الدنيا.
وينبغي أن تتعلم كل امرأة طريقة "إرخاء قاعدة الحوض" حتى يمكن الاستغناء عن الجفت في ولادات كثيرة، وبالتالي يمكن تجنب كل المساوىء والمضار التي تهدد الأم والطفل نتيجة استعمال الجفت، كما يمكن منع تراكم الألم، ومنع إطالة مدته بدون داع
منقول