الدكتور عبدالله الربيعة وعالمية الطب في السعودية !!

[المجمعة ديرتي]

الدكتور عبدالله الربيعة
وعالمية الطب في السعودية !!




جاءت عملية فصل التوأم البولندي " داريا" و" أولجا" التي أجريت بنجاح في العاصمة السعودية الرياض، لتؤكد وبجلاء المكانة التي وصل إليها مجال الخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية والتطور الذي وصلت إليه جراحات الحالات النادرة لقد كان العالم كله يترقب هذا الإنجاز الطبي ويتابعه دقيقة بدقيقة ، حتى أعلن الجراح العالمي المدير العام للشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتور عبدالله الربيعة في المؤتمر الصحفي نجاح العملية، وأن خطوات مهمة أنجزت، وان الحالة مستقرة للطفلتين حيث أخذتا في التنفس وجميع المؤشرات الحيوية لديهما جيدة.
الدكتور عبدالله الربيعة، الجراح السعودي، الذي استطاع ان يرتقي إلى مستوى العالمية، مواطن أبدع في عمله، واستفاد من امكانات بلده التي علمته وأهلته وابتعثته إلى أرقى المراكز العالمية في علوم الطب والجراحة، وعاد ليقدم علمه وخبرته لبلاده، سواء للمواطنين أو المقيمين الذين يعيشون في هذه البلاد، أو الأشراف على العمليات الجراحية النادرة، التي تستحوذ على اهتمام العالم كله، وصار الجميع يتابعونها عبر الانترنت أو على شاشات الفضائيات.
د. الربيعة نموذج للعطاء والنبوغ، والقدرة على البذل بلا حدود، لم يكتف الرجل بنبوغه العملي أو الإقليمي بل هو الآن موضع حديث العالم بعد العملية الجراحية الناجحة لفصل التوأم البولندي.
وعرفانا بالجميل، ورفع الأمر إلى أهله فقد كان أول ما أعلنه الدكتور الربيعة في مؤتمره الصحفي أنه يهدي هذا العمل الطبي العالمي إلى ولاة الأمر، خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني، وقال: أن هذا العمل يجير للوطن المعطاء كإنجاز طبي عالمي..
أن نجاح العملية رسالة من المملكة إلى العالم أجمع بأنها مملكة الإنسانية حيث حققت نجاحات متميزة. في فصل التوائم. مؤكدا أن المملكة أصبحت مرجعية في الأمر. وأوضح د. الربيعة أن استمرار العملية لمدة ثماني عشرة ساعة زيادة عن المدة الزمنية المقررة جاء لمصلحة التوأمين وأن إقفال الجلد والعضلات وتغطية الجروح تم دون استخدام أغشية خارجية مما يعد نجاحا جديدا سيسجل في المجالات الطبية العالمية... مبينا أن التوأمين تم أفاقتهما وخروجهما من العناية المركزة خلال أسبوعين في حالة استقرار حالتهما دون مضاعفات وأنهما سيحتاجان إلى تأهيل لعدة أسابيع وان حاجتهما لجراحات تجميلية اخرى لا يمكن التأكيد عليها قبل وقت كاف من العملية.
وأشار أن الفريق الطبي واجه حالات حرجة وصعبة أثناء العملية منها وجود احد الشرايين في موقع حساس داخل أغشية متينة تطلب زمنا طويلا للتعامل معه خاصة وان تأثيره قد يكون خطرا على حياة إحدى الطفلتين أو كلاهما.
ورد الربيعة على ما أثاره احد الأطباء من ان إجراء مثل هذه العمليات لفصل التوأم يعتبر مخالفا لأخلاقيات المهنة. بأن ذلك لا يتعارض إطلاقا في ظل إنقاذ حياتهما خاصة وان نسبة النجاح تبدو جيدة وبعد طرح كل الإخطار المتوقعة لأسرة التوأم.
وأضاف ان ذلك الحديث جاء من طبيب يبدو انه لا يملك خبرة في هذا المجال خاصة وان هناك رفضا لبعض الحالات التي يتضح ان نسبة وفاة احدهما تكون كبيرة.
وعن إمكانية إجهاض المرأة التي يمكن ولادة توأم لها بوفاته مسبقا بعد مشيئة الله أوضح الربيعة انه تم الرفع لهيئة كبار العلماء خاصة وانه يتم تشخيص التوأم في الأسبوع الثاني عشر لإجهاضه.
وعن أصعب العمليات التي واجهت الفريق الطبي خلال العمليات التسع أوضح الربيعة ان العمليات بمجملها هي الأصعب إلا ان التوأم الماليزي والبولندي تعتبران الأصعب والأطول خاصة وانه كلما تقدم العمر بالأطفال إضافة إلى وزنهما الذي يستحسن ان يكونا بين 8 و10 كيلو جرام، مشيرا إلى أن وزن التوأم البولندي وصل إلى 21 كلجم.
وعن العنصر النسائي في مجال الطب جاءت مشاركة الكوادر النسائية السعودية في عملية فصل التوأم السيامي البولندي بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض متميزة في هذه العملية حيث شاركت نحو 12 فتاة سعودية في هذا الإنجاز وعكست مدة تطور المرأة السعودية.
وأثبتت الفتاة السعودية وجودها في مجال الطب والإدارة والتعليم ومجالات أخرى أكدت رفعة مستواها الثقافي وقدرتها على المنافسة.
ويملك الفريق الطبي خبرة سابقة بدخول الفتاة السعودية في عملية فصل التوأم السيامي غير ان الملفت للانتباه هو زيادة عدد الكوادر النسائية في هذه العملية لتثبت ان الوطن أعطى الكوادر الوطنية الفرص بصرف النظر عن الجنس.
ويقول رئيس الفريق الطبي الدكتور عبدالله الربيعة: ان 12 فتاة من بينهن طبيبة سعودية من مختلف المجالات من ممرضات وفنيات شاركن في العملية وأضاف، بدون أي تحيز لم أجد فرقا بين نجاح العنصر الرجالي او النسائي بل عملت المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل بكل ثقة وتحملت المسؤولية وفي هذه العملية كانت النتائج جيدة والأمثلة تعكس نفسها كما شاهد الجميع.
وأشار الربيعة إلى أنه في العملية السابقة فصل التوأم الفليني تمثلت مشاركة العنصر النسائي في أربع فتيات في حين ارتفع العدد في هذه العملية إلى 12 فتاة.
وقال: إن هناك العديد من الفتيات في بعثات خارجية وسوف يباشرن عملهن في القريب العاجل وقد أثبتت الفتاة السعودية نفسها في مجال التمريض والدليل مشاركة الممرضة والمتخرجة من كلية التمريض بالحرس الوطني، وأضاف ان أحدى الطبيبات السعوديات الاختصاصات في قسم الأطفال في مدرسة الملك عبدالعزيز الطبية ففوجئ ان نسبة السعوديات في هذا التخصص أعلى من عدد كبير من الدول الأوربية وهذا مؤشر كبير على نجاح العنصر النسائي السعودي.
واعتبر الربيعة ما حققه هو ورفاقه في نجاح العملية ما هو إلا نجاح للوطن والمواطن. وقال: ان هذا نجاح بسيط ينضم لنجاحات الوطن.
وقد مواقع الانترنت والصحف والقنوات الفضائية بكفاءة الطبيب السعودي وما وصل إليه من مكانة مرموقة ونجاحه في فصل التوأمتين السياميتين البولنديتين داليا والقا التي أجريت في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض. كما نوهت القطاعات الصحية في دول العالم بالإنجاز الطبي الذي تحقق على يد الفريق الطبي السعودي.
ويأتي هذا الإنجاز الطبي بعد سلسلة من الإنجازات التي حققها الطبيب السعودي في أجراء العمليات النادرة وعمليات زراعة الأعضاء على مستوى الشرق الأوسط وبعضها على مستوى العالم.
ومن العمليات الجراحية النادرة أجرى الدكتور حسان رفه في 17/3/1412هـ أول عملية زراعة قلب ناجحة لمريضة سعودية تبلغ 35 عاما بعد معاناتها من الفشل القلبي، كما أجرى الدكتور حسان رفه في 17/11/1413هـ عمليتي زرع قلب ناجحة لمريضتين كانا يعانيان من فشل قلبي تام وذلك في مستشفى الملك فهد بجدة.
وفي 10/9/1414هـ أجرى الدكتور محمد ابراهيم السبيل أول عملية زراعة كبد ناجحة على مستوى المملكة لمريض سعودي يبلع "58" عاما في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني.
بينما قام الدكتور عبدالله حسين عوض في 2/9/1415هـ بإجراء عملية زراعة الكبد لمريضة تبلغ من العمر 50 عاما بمستشفى الملك فهد العام بجدة في أول عملية تجرى بالمنطقة الغربية. كما قام فريق طبي سعودي برئاسة الدكتور حسان رفه بزراعة قلب صناعي لمريض واستبداله بقلب بشري بعد "12" يوم من متوفى دماغيا في عملية جراحية تعد هي الأولى على مستوى الشرق الأوسط وآسيا وذلك بمستشفى الملك فهد بجدة. وفي 15/11/1422هـ قام الدكتور اسكندر القثمي بتخصصي جدة بزرع رئتين في وقت واحد لمريض سعودي يبلغ 35 عاما. واستطاع فريق طبي سعودي في 20/2/1425هـ بقيادة الدكتور خالد الدماس بإجراء عملية زرع رئتين وقلب في وقت واحد لمريضة إماراتية في العقد الثالث من عمرها وذلك في مستشفى تخصصي الريــاض. أما عمليات فصل التوأم فقد أجريت " 9" عمليات فصل توأم في المملكة " 6" منها في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض. وتعد حصيلة هذه العمليات تأكيدا للإنجازات وعلى ان الطبيب السعودي تجاوز مرحلة وصف الدواء بإجراء أعقد العمليات النادرة. الدكتور عبدالله الربيعة أنموذج للمواطن الذي كرس جهده وعلمه لخدمة ولرفعة سمعة بلده عالمياً.