( بسم الله الرحمن الرحيم )
يضيق صدري ولاينطلق لساني حينما أسمع بعض الإنتقادات والمآخذ على بريدة وأهلها ومما يزيدني حزناً أن النقد يصدر من الفضلاء والمثقفين إن صحّ التعبير ولو صدر من العوام أو المغرضين أو أصحاب الأهواء لما التفت إليه , ولست هنا بصدد الدفاع عن بريدة وأهلها ولا أتعصّب لهم لأني أمقت التعصّب وأنبذه ولكني أرغب جعلها دعوة للنقاش والحوار ولئلا يتشتت الموضوع فإني أحصره في بوتقة ضيقة حتى نخرج بالفائدة المرجوّة ,
حدثني غير واحد عن الحملات في بريدة وجهودها وميزاتها , وقالوا مما يعيب حملات بريدة هم أهلها !! قلت : لماذا ؟ فأجمع الأكثرون أن أهل بريدة ( أهل ضحك وطهبلة وتنكيت ) قلت : هذه ضريبة خفّة الدم , قالوا : ولكن المفروض أن يكون هناك تفريق فوضع الحج مختلف تماماً , وهو من فرص العمر التي قد لاتتكّرر , يقول لي أحدهم والله إننا في عرفة والناس تضجّ إلى الله بالدعاء والدموع تذيب المآقي في محاجرها والقلوب منكسرة والأيدي مرتفعة , ومع ذلك معنا مجموعة من بريدة يتفكهون بالنوادر والقصص قد شغلوا أنفسهم وأشغلوا غيرهم , يقول أحد الفضلاء إن المخيمات التي يشرف عليها أهل بريدة هي أشبه ماتكون بالمراكز الصيفية فجانب الهزل هو السمة البارزة رغم أنها أيام قلائل الأولى أن تسكب بها العبرات , إن هذه الظاهرة لم تعد خفيّة !! فأين التربية الروحية والقلبية ؟ أين الصيام والقيام ؟ أين الدموع في الخفاء ؟ أما لو تغلبّت هذه لانحسرت تلك , حتى في الإعتكاف جلست مع مجموعات جعلوا الإعتكاف مشروع تسمين وحصل أن دخلت على بعضهم في المكتبة فوجدت ( أكل وشوي مكتبة ) وكأنهم في مجاعة وليست القضية الأكل بل إن الإمام وجماعة المسجد تأذوا منهم ومن ضحكهم وكثرة كلامهم ونومهم , أنا أيها الأحبة أؤيد الضحك والمزاح والترفيه ولكن بحدود ثم إن هذه مواسم لاتعوّض وفرص قد لاتتهئ مرة أخرى , ألا نستطيع أن نكون جادين ولو في الحج ؟ بلى والله نستطيع فهذه مدينة العلماء والدعاة والمصلحين فبارك اللهم فيها وفي أهلها وفي كل بلدان المسلمين .
إن كلامي لايعني بالضرورة مصادرة بقية أعمالنا في بريدة وصحيح أن هناك من الأخيار من لهم أعمال جليلة وعبادات خفية لكن هذا بينهم وبين الله جل وعلا , أنا لم أكتب هذا الكلام إلا حباً في بريدة وأهلها ورغبة أن يكونوا أقرب الناس إلى الله في مواسم العبادات , إن الحج مدرسة والله يقول ( فلا رفث ولافسوق ولاجدال في الحج ... ) وقال في آخر الآية ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) وفقني الله وإياكم لما فيه الخير وأرجو أن لايغضب مني الأحبة فوالله ما أردت إلا الخير .
العرض الشجري