مدخل ..
نعلم مايدور من مفاوضات قوية بين المملكة والولايات المتحدة لأبرام إتفاقية ثنائية بينهما تفتح الطريق امام المملكة للأنظمام لمنظمة التجارة العالمية
ورغم مايمثله الأنظمام إلى تلك المنظمة من خطر كبير على الأقتصاد السعودي إلا أن المملكة مجبره على ذلك حتى لاتعيش عزلة اقتصادية في هذا العالم
الجميع مدركون لذلك الخطر والجميع متخوفين منه وهناك طروحات كثيرة لأيجاد حلول مناسبة تقلل من أثاره السلبية ومن أهم تلك الحلول غرس الولاء وحب الوطن في نفوس المواطنين ليكونوا الداعم الأول للمنتجات والصناعات الوطنية امام الصناعات القادمة من الخارج
حل جميل ولاشك لكن من يضمن نجاحه إذا ماأدركنا انه يحتاج إلى تضحية كبيرة من المواطن بالتخلي عن بعض المنتجات رغم افضليته ومناسبة سعرها
شخصيا لي رأي آخر مستندا على واقع نعيشه وسلوك نتبعه في تعاملنا مع الكثير من الشركات والمنتجات الحاليه
فربما لو ادركت الشركات المحلية نقطة الضعف لدى المواطن السعودي لأستطاعت أن تحافظ على تواجدها وكسبها المنافسة ورسم الدهشة في عيون الآخرين لأنهم بلاشك أبعد مايكونوا عن فهم مجتمعنا !!
فسلوكنا الأستهلاكي لازال دون المستوى المأمول للتعامل مع مايقدم لنا من مميزات وتسهيلات وتعامل مثالي من قبل بعض الشركات مما جعلها تخسر الرهان لصالح تلك الشركات المتسلطه والمتبجحه بتعاملها السيئ واستغلالها المشين لنا وإنصياعنا خلفها
قبل أن اطرح تفسير ذلك سأورد مثالين على كيفية تقبلنا لمثل تلك المعاملة :
شركة الجميح ( وكيل جنرال موتورز ) ليس الوحيد في السوق السعودية فهناك ثلاث شركات أخرى تقدم نفس الخدمة للمواطن وتملك حق التوزيع لسيارات جنرال موتورز
شخصيا تعاملت مع إثنتان منها هما شركة العيسى وشركة بالبيد ووجدت فارقا كبيرا في طريقة التعامل والتقدير والتفهم لرغبة العميل ومحاولة كسبه والحصول على رضاه .. والكثيرين ممن تعاملوا معهم لديهم نفس الشعور
لكن ورغم حنقي الكبير على الجميح إلا أن والحق يقال بأنه من خلال مااراه في نظر وتعبير الأغلبية يضل هو الأقوى !!
لم يحصل على ذلك من خلال أفضلية تعاملة ولا من خلال أفضلية مايقدمه ولاحتى من خلال افضلية اسعاره فهو الأدنى بكل ذلك !!
المثال الثاني نراه شاخصا امام ابصارنا في شركة الراجحي المصرفية !!
واعتقد اني لست بحاجة إلى سرد مايؤخذ عليها من مثالب ومناقص ومساوئ ولا حتى بحاجة إلى التأكيد على الحالة التي يعيشها الكثيرين من إزدراء لطريقة تعامل تلك الشركة مع عملائها
كما أني لست بحاجة أيضا إلى ذكر كم بنك آخر يوجد غيرها ولا إلى سرد ماتقدمه تلك البنوك من مزايا وإغراءات اقلها إحترام العميل !!
لكن نعود لنرى النظرة السابقة في عيون الجميع واقرارهم داخليا بقوة الراجحي وتسيده !!
تلك النظرة نراها متكرره تجاه الكثير من الشركات والمصانع والمنتجات وحتى القنوات الفضائيه !!
هل هناك تفسير منطقي لكل ذلك ؟!!
ربما الموروث الشعبي لمجتمعنا هو مايفسر كل هذا !!
الأعجاب الداخلي بالقوة إلى درجة الخضوع لها وإنعدام الرغبة بالحرية والمطالبة بها أهم سمات مجتمعنا !!
تلك السمات سواء كانت أصلية او مكتسبة فإن مانقرأه ونسمع به من قصص وحكايات شعبية كلها تدل على أن هذه الصفه ليست وليدة عصر قريب
تفسر أحيانا بالأعجاب بالشجاعة والرغبة بها بينما هي في واقع الحال عبادة لتلك الشجاعة ومن يملكها
الأحساس الداخلي بقوة تلك الشركات جعلنا نستسلم لها ونرفض الأبتعاد عن دائرة تسلطها والخضوع لتحقيق اهدافها
هذه القاعدة لن نراها في المنافسة القادمة مع العولمة .. في ضل دخول شركات تعتمد بمنافستها على علم تجاري محض لايتناسب وهذه الصفة فينا !!
هنا يمكن لشركاتنا أن تستغل هذه النقطة لصالحها بمخالفتها نمط المنافسة المعروف والذي لاتمتلك من الألمام به إلا الشئ اليسير معرفة وتطبيقا !!
فهل تحمل شركاتنا شعار ( خدمة العميل آخر إهتماماتنا ) لتنافس به الشركات العالمية القادمة ؟!!
ننتظر ونرى القادم مع جزمي الأكيد بأن الراجحي والجميح ومن سار على نهجهما سيكون هو الكاسب !!
تقبلوا تحياتي وتقديري ,,,,