تزويد اسرائيل بالكهرباء المصرية
تقرير إسرائيلي يؤكد إنشاء مصر لمحطة كهرباء في العريش لتصديرالطاقة إلي الأرض المحتلة!
مني مدكور
مصادر إسرائيلية تؤكد أن هناك اتفاقيتين كبيرتين بين مصر وإسرائيل في الطريق قريبا بعد الكويز والغاز الطبيعي والكهرباء!
علي الرغم من المشاكل الكثيرة التي يعانيها قطاع الكهرباء في مصر، إلا أن الصحافة الإسرائيلية خرجت علينا باتفاقية تعد في حقيقة الأمر واقعة جديدة في سباق التطبيع مع العدو الصهيوني تقرر بها مصر رفع أسهم التعاون المصري الإسرائيلي إلي مرتبة جديدة من العلاقات المشتركة من خلال تصدير الكهرباء إلي إسرائيل وهو أمر مثير للدهشة بالفعل خاصة أن اتفاقية تصدير الغاز الطبيعي إلي إسرائيل مازالت تلقي بظلالها القاتمة الرافضة علي الساحتين المصرية والعربية ومن قبلها اتفاقية الكويز التي ثبت بمرور الوقت أنها اتفاقية لا تخدم إلا الجانب الإسرائيلي علي الرغم من الوعود البراقة التي احتوتها تفاصيل الاتفاقية .
التقرير الذي يؤكد هذه المعلومات الخطيرة نشره الصحفي الإسرائيلي 'عمريام كوهين' و(هوالمتخصص في متابعة ملف التطبيع بين مصر وإسرائيل) الأسبوع الماضي في صحيفة 'هاآرتس' الإسرائيلية، حيث يفيد التقرير أن مصر بصدد تصدير الكهرباء إلي إسرائيل من خلال اتفاقية شراكة تمت بين الجانب المصري ويمثله رجل الأعمال المخضرم 'حسين سالم' ورجل الأعمال الإسرائيلي 'يوسي ميمان' عن طريق إنشاء محطة كهرباء في مدينة العريش بتكلفة إجمالية 'بليون دولار' لتزويد إسرائيل بالكهرباء اللازمة لها ، حيث تعد هذه الاتفاقية هي الثالثة من نوعها بين الجانبين المصري والإسرائيلي عقب إبرام اتفاقية تصدير الغاز الطبيعي والتي مثلها عن الجانب المصري رجل الأعمال حسين سالم ايضا.
ويشير التقرير إلي أن العقد سيزود إسرائيل بالكهرباء عبر إقامة محطة توليد للكهرباء بقدرة 1200 ميجا وات، أي ما يعادل 10 في المائة من الطاقة الإنتاجية الحالية لشركة الكهرباء الإسرائيلية، التي ستستغل المشروع الجديد في تخزين احتياطي كبير من الكهرباء ، كما سيتم استخدام الكهرباء المصرية في تحلية مياه البحر ومن ثم إمكانية ضخها علي شكل مياه للشرب وتحديدا إلي قطاع غزة الذي يعاني عجزا شديدا في المياه.
وقالت المصادر الإسرائيلية والتي جاءت مبهمة في التقرير : إن المشروع سينفذ علي نمط اتفاقية الغاز التي وقعت مؤخرا بين الطرفين، ومن خلال الشركة نفسها، شركة 'شرق البحر المتوسط للغاز' التي يملكها رجل الأعمال المصري حسين سالم وشريكه الإسرائيلي 'يوسي ميمان' مؤكدة أن الاتفاقية تأتي في إطار المناخ السياسي الجيد بين مصر و'إسرائيل' والذي توفر بعد قرار الانسحاب الإسرائيلي من غزة .
كما يؤكد الكاتب الإسرائيلي في تقريره قائلا: 'إنه بحسب المصادر الإسرائيلية فإن المشروع يحظي بالدعم الكامل من الجانب المصري متمثلا في الجنرال عمر سليمان الذي لم يقدم علي هذا الدعم إلا من خلال إعطائه الضوء الأخضر من الرئيس المصري حسني مبارك'.
مشيرا إلي أن مشروع تصدير مصر للكهرباء لإسرائيل كان قد تم الاتفاق عليه بالفعل في الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون لمدينة شرم الشيخ والتقي خلالها بالرئيس المصري .
وتعتبر المصادر الإسرائيلية التي سربت هذا الخبر 'أن هذا المشروع يعد خطوة ايجابية بين الجانبين الدبلوماسيين المصري والإسرائيلي لدفع سبل التعاون بين البلدين أكثر من ذي قبل ، مما يوجد فرصا جديدة بها مزيد من المبادرات الممكنة بين الطرفين.
حيث يعتبر المشروع الجديد هو الثالث بين رجلي الأعمال 'يوسي ميمان' و'حسين سالم' في إطار تحسين العلاقات بين البلدين عقب توقيع اتفاق اوسلو عام .1993
وقد جاءت المجازفة الأولي لهذا التحسن علي حد تعبير التقرير من خلال المشروع الأول وهو مصفاة لتكريرالنفط ( ميدور ) والتي تم إنشاؤها في مدينة الإسكندرية بتكلفة إجمالية حوالي 1,5 بليون دولار ، اما المشروع الثاني فقد كان إمداد الجانب الإسرائيلي بالغاز المصري مقابل اتفاق بلغت قيمته 2,5 مليار دولار والذي تم توقيع عقده في احتفال رسمي منذ أسبوعين.
هذا وقد اكدت مصادر إسرائيلية اقتصادية في القدس أن تمويل المشروع سيتم بالاشتراك مع الأوربيين وتحديدا عن طريق البنك الأوربي للاستثمار وفقا للدعم الأوربي الذي أعلنت عنه الدول الأوربية من أن منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط منطقة ذات أفضلية للاستثمارات ، حيث خصص البنك ما يوازي (7 * 8) ملايين يورو لدعم وترسيخ العلاقات الإسرائيلية العربية في المنطقة بعد أن أكد البنك انه دعم فعليا وبطريق مباشر تمويل المشاريع التي سبق ل'يوسي ميمان' وحسين سالم الإعلان عنها.
كما كان رجل الأعمال الإسرائيلي 'يوسي ميمان' قد صرح خلال توقيعه لاتفاقية تصدير الغاز الطبيعي المصري إلي إسرائيل بأن مشروعا ثالثا في الطريق للإعلان عنه سيتم بين مصر وإسرائيل!!!
ويبرز سؤال هام يتعلق بحجم النفوذ والسلطة التي يتمتع بها رجل الاعمال المصري حسين سالم الذي تصفه الصحافة الاسرائيلية بأنه الراعي الاول لعملية التطبيع الحقيقي مع مصر ، حيث كان يعد المسئول الثاني 'غير الرسمي' (بعد يوسف والي) عن ملف التطبيع مع إسرائيل، وخير شاهد علي ذلك ما نشرته صحيفة 'يديعوت أحرونوت' عن الحفل الذي أقيم مساء الإثنين 8 أغسطس 2005 بمنزل السفير الإسرائيلي بالمعادي، بمناسبة توقيع الاتفاق النهائي بشأن بيع الغاز المصري لإسرائيل، متحديا بذلك مشاعر رجل الشارع المصري، الذي أعلن رفضه لهذا الأمر منذ تفجير القضية في شهر مايو الماضي.. حيث ينص الاتفاق بين شركةEMG لمالكها حسين سالم والتي قامت بتوقيع الشراكة مع إسرائيل بشأن تصدير الغاز علي ان الحكومة المصرية تشارك في المشروع بحوالي 10 % فقط، في حين يمتلك الجانب الإسرائيلي، المتمثل في رجل الإعمال 'يوسي ميمان' 25 % ، فيما يملك سالم باقي اسهم المشروع ، وذلك مقابل تصدير 120 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الي اسرائيل بقيمة اجمالية 28 مليار دولار فقط .
الاهم في الموضوع أن هناك ثلاث اتفاقيات اخري بين مصر واسرائيل في الطريق للاعلان عنها قريبا حسبما نشرت الصحيفة الاسرائيلية، تكشفت منها بالفعل الاتفاقية الكارثة وهي تصدير الكهرباء وتبقت اثنتان من المنتظر ان نفاجأ بهما وعن طريق الصحف الاسرائيلية ايضا التي تقيم الاحتفاليات وتقدم التهاني للشعب الاسرائيلي علي هذا التقدم الحثيث في مجال التطبيع مع عدوها اللدود مصر !
فهل سيلتزم وزير الكهرباء المصري ايضا الصمت امام اعلان حقيقة هذه الاتفاقية مثلما فعل نظيره وزير البترول ابان الاعلان عن اتفاقية تصدير الغاز الطبيعي والتي عرفت بها الصحافة المصرية نقلا عن الصحافة الاسرائيلية التي تنشر التقارير والبيانات حول الاتفاقات المصرية الاسرائيلية بكل فخر واعتداد من تحقيق فوز سياسي قبل ان يكون اقتصاديا عظيما؟! وهل سنعلم بالاتفاقات الجديدة من خلال وسائل الاعلام الاسرائيلية ايضا؟! لقد اصبح العالم قرية صغيرة وما يخفي اليوم سيعرف غدا ، الا يكفينا أن ما يحدث هو رغم عن أنف رجل الشارع المصري ورغم رفض المجتمع بكل طوائفه للتطبيع مع اسرائيل؟
منقول من : الأسبوع العربي