
أنت تشعرين بالغربة لأنك في حقيقة الأمر غريبة بالفعل , ولكن ما بلك بمن يعيش الغربة بين أهله و وسط أحبابه ؟
أيهما في رأيك أشد معاناة وألما ؟
في بعض الأحيان ربما تكون الوحده خير لك من المجتمع بأسره , بل أنها دواء شافي و مجرب لمن لا يحتمل قسوة البشر !
أنا و أنت شبه متناقضين تماماً في السعي نحو تعميق العلاقة بالمجتمع و توطيدها !
فأنت إجتماعية من الدرجة الأولى كما وصفت نفسك ومع ذلك لم تجد من يشاركك هذه الروح الحية التي تحملينها بين جنبيك ! وأما أنا فأحاول قطع كل علاقة مباشرة أو غير مباشرة عندما أشعر بأنها ستتطور أو سيقترب مني صاحبها أكثر مما أرغب به , لذا فأنا دائما أرسم الخطوط الحمراء بيني وبين الآخر ومع ذلك أواجه دائما بإختراق لا أستطيع أن أرده أو أهرب منه إلا بشق الأنفس ! وفوق كل ذلك العلاقات تكثر من كل جهه ولا أعلم ما السر في ذلك ..!!؟
ويقول المثل الناس أعداء ما جهلوا ..!!
فأنت بالنسبة لهم مجهولة الحال , لذا الكثير يفضل الإبتعاد حتى لا يفاجئ بما يكره من قريبا ولا من بعيد , و معه في ذلك كامل الحق ، وخصوصا في هذا الزمن الذي إنتشر فيه أناس يعجبك ظاهرهم و لكن ما يلبث أن يفجعك باطنهم و تخيب آمالك خفاياهم !
حتى تستطيع فرض نفسك عليك بإستقلال الشخصية و فرض تواجدك بأشياء لا تشعرهم بأنك تتوددين إليهم أو تحاولين أن تقتربين منهم ! حينها ثقي تماما أنهم سيأتون اليك حبوا !! ومن ذلك الأخلاق السامية و الإبتسامة الدائمة ..
لا تترك الماضي ( فقدان الوالد رحمه الله و فراق الوالدة ) أن يفتح عليك بابا من الحسرة و الألم أو أن يدعك تتهمين القدر و تشتمين الحظ , لتكن بدايتك كالمزارع في هذه الحياة , ربما يتعب و يحرث الأرض و يبذر الحبوب , و ينتظر الحصاد وقطاف الثمر اليانع , ولكن يأبى القدر وتهب تلك العاصفة فتقتلع الأشجار و تحرق الزرع ! فإن رضي فمتسع من الوقت أمامه و الأيام دول ! وإن سخط فلقد مات من قبله هما و مرض كمدا ولم يعيد له ذلك مما فقده شيء !!
ودائما توقعي الأسوء حتى تقنعي باليسير ..
لنجعل من الحياة صفحة بيضاء لا نكتب فيها إلا ما يعجبنا و نمسح منها كل ما يكدرنا أو يشغل بالنا ..!
هكذا سنضمن العيش بإرتياح ..
إحترامي لك