[align=center]قرأت في احد كتب المنفلوطي رسالة اعجبتني وسأسردها كما قرأتها فهي كتاب مقاطعة..
أتلقى كتابك وقد أبللت من مرض حبك،
وصحوت من رقدة طال على الغيب فيها
حتى خفت ان تتتصل برقدة الموت
فلم ترعني روائعك ولا أجدى عندي اعتذارك،
ولا أخذ حديثك من قلبي مأخذه من قبل,
ولم أر بين سطورك ذلك النور
الذي كان يملأ عيني روعة وقلبي هيبة ،
فالحمدلله الذي أدالني منك وأعتقني من رقك
وكشف لي مكنونك ما كشف غشاء الهوى عن بصري،
فجفت الدموع التي طالما أذلتها بين يديك
وقرت العين التي كنت اساهر بها الكواكب شوقاً إليك،
ولم يبق في خاطري من ذكراك الا كما بقي في قلوب الناس من الوفاء،
والحب شجرة يغرسها الأمل في القلب،
ثم يغذوها بمائه وهوائه، فلا تزال تشتجر أغصانها،
وترف ظلالها وترن اطيارها، حتى يعصف بها عاصف من اليأس فتموت
ولقد عالجت هذا القلب الشموس في الرجوع الى سالف عهدك،
وسابق ودك, فجمح جموح المهر الأرن وركب رأسه
الى حيث لا مطمع في أوبته وله العتبى فيما فعل،
فقد ملكني قياده برهة من الزمان فأسأت عشرته
وخفرت ذمته، وأرغمت معطسه، وركبت به في سبلك أخشن مركب،
وأنهلته من جفائك وكبريائك شر منهل
فما هو الا ان أمكنته العزة فانطلق انطلاق السجين من سجنه،
والطائر من قفصه, فلا أوبة حتى يؤوب القارظان ويبلي الجديدان.
اذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكد اليه بوجه آخر الدهر تقبل[/align]