سلام عليكم
وكل عام وانتم بخير
الصيام جاء بالقرءان الكريم لشهر رمضان وهذا الصيام هو مايكون عن الطعام والشراب ومايكون بين الزوج وزوجته ويكون من بداية النهار الى نهايته والغرض منه الصحة البدنية بحكم ان الناس يحبون هذه الاشياء والحرمان منها يعتبر شيء شاق والطعام هو وقود الانسان وهو الطاقة والصحة والعافية وهو سبب رئيس للأمراض لذلك كان شهر رمضان شهرا واحدا من اثنا عشر شهرا وقال عنه الله ايام معدودات ليتم التخلص من آثار كثرة الأطعمة والشعور بحالة الجائع والفقير ومع هذا فقد جعل الله رخصة لمن كان مريض او على سفر وفدية لمن يطيقه وقد قرن الله المريض بالمسافر مع ان السفر في هذا الزمن سهل بوجود وسائل النقل الحديثة المكيفة والسريعة وهذا مؤشر لأمر مهم لمن يكون عنده عمل يحتاج الى اداء صحيح والكل يعلم ان الانسان بحالة الجوع يكون بحالة نفسية متعكرة إذ لايريد ان يتحرك من مكانه ولايحب ان يخالط ولو اقرب الناس اليه ومن هذا المنطلق كان الصيام بالقرءان فقط لشهر رمضان واما ماسواه فقد جاء من باب الكفارة ولم يأتي من باب العبادة ولايجوز لأحد ان يتعبد الله بشيء لم يفرضه والذي يتحول الى تكليف على عموم الناس كما هو حاصل من كثير من الاشياء المبتدعة وعليه فإن ماهو منتشر من الصيام بإسم العبادة بغير شهر رمضان يكون غير صحيح وهومخالف لنصوص القرءان الصريحة حيث انه يتسبب بتوقف المسلم عن القيام بأعماله التي جعلها الله من العبادة في جميع امور حياته فالصائم عن الأكل والشرب يكون بحالة جوع والجوع مثل المرض ويلاحظ من يكون بحالة صيام اجباري كيف انه لايؤدي عمله بشكل صحيح ويكون الصيام حجة للتقصير او ترك الواجبات بالانقطاع عن والديه واهله و عدم استقبال ضيفه وقد انتشر الصيام بغير شهر رمضان بإسم العبادة بسبب مافي تلك الكتب ويروى ان احد ممن قبض عليه بالقرن الثاني الهجري وكان يزوّر الكلام وينسبه للمصطفى انه قال قبل قتله "أما والله لئِن قتلتموني لقد وضعت أربعة الاف حديث أحرّم فيها الحلال وأحل فيها الحرام والله لقد فطّرتكم يوم صومكم وصوّمتكم يوم فطركم" ويلاحظ أن اعداء الدين من قديم لاينتهون عن شرورهم الى آخر رمق وانهم يحلفون بالله ايضا ويذكرني هذا بالشيطان وهم شياطين حالهم حال كل من يتكبّر على الحق من اعداء الدين الحنيف وأمّا مادس في تلك الكتب فقد تطور وتوارثه الناس الى أن وصل الى ماهو مشاهد فيما يخص الصيام وغيره مما جعلوه من العبادات والتى تحولت الى مشقة وتكليف وانقطاع للمعروف وتأكيد لمعنى عدم قبول عمل لم يشرعه الله فلو قام شخص بتأدية صلاة الفجر المنتشرة اليوم أربع ركعات هل يقبل منه؟ كذلك كل عمل يبتدعه الناس ثم مع الوقت ينسب الى شرائع الدين ويكون سبب للتكليف و المشقة او التجافي والفرقة او ترك الواجبات المفروضة والصحيحة والواضحة بالقرءان الكريم من احسان ونفقة وصلة ارحام ومن ثم الإنشغال بالأشياء الشكلية التي لاتنفع الا من يتمصلح من وراءها ولا تجعل عموم المسلمين كالبنيان المرصوص أو كالجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
والآن نأتي للأدلة من القرءان الكريم على أن الصيام لم يأتي من باب العبادة الا بشهر رمضان مع الترخيص بفدية لمن يطيقة اوالتطوع بالخير والخير المقصود هو المال وليس كما هو منتشر أنه يعني الصيام فهذا تفسير غير صحيح وسوف يأتي تبيان لهذا قال تعالى في سورة البقرة 183-187:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ * أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
صدق الله العظيم
يلاحظ في قوله تعالى:
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
ماأشرت اليه أنه رخّص لمن يستطيع الصوم بفدية طعام مسكين وبقوله فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن الخير المقصود هو المال وقد جاء في قوله تعالى بسورة البقرة 158:
(إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكرٌ عليم)
وفي سورة البقرة الآية 215:
(يسألونك ماذا ينفقون قل ما انفقتم من خيرٍ فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وماتفعلوا من خيرٍ فإن الله به عليم)
وفي سورة البقرة ايضا 272:
ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وماتنفقوا من خيرٍ فلأنفسكم وماتنفقون إلّا ابتغاء وجه الله وماتنفقوا من خيرٍ يوف إليكم وأنتم لا تُظلمون)
وجاء في سورة العاديات6-11:
(إن الإنسان لربه لكنود - وإنّهُ على ذلك لشهيد - وإنه لحب الخيرِ لشديد - أفلا يعلم إذا بُعثر مافي القبور - وحُصّل مافي الصدور - إن ربهم بهم يومئِذٍ لخبير)
وجاء تأكيد حب المال في سورة الفجر15-20:
(فأمّا الإنسانُ إذا ما ابتلاه ربُّه فأكرمهُ ونعّمهُ فيقول ربّي أكرمنِ - وأمّا إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقهُ فيقولُ ربّي أهاننِ - كلّا بل لا تُكرمون اليتيم - ولا تحاضُّون على طعامِ المسكين - وتأكلون التُّراث أكلًا لَّمَّا - وتحبون المال حُبًا جَمّا)
صدق الله العظيم
ومعلوم ان الناس يحبون المال وبعضهم عنده استعداد أن يصوم الدهر كله ولاينفق من ماله شيء لذلك كان الإمتحان بالمال هو دليل الإيمان ولو يعلم من ينفق على والديه وأهله واقاربه وعموم من هم تحت يده او من يكون محتاج ممن هم حوله مايناله من ثواب لما مات وفي حسابه شيء منه لما يترتب عليه من اجر عظيم ودرجات رفيعة عند ربه اضافة الى انه سوف يحاسب عن مايتركه او ماكنزه ومات ولم ينفع او ينتفع به.
ثم نأتي للأدلة على أن الصيام عن الأكل والشرب جاء فقط من باب الكفارة قال تعالى بسورة البقرة 196:
(واتموا الحج والعمرة لله فإن احصرتم فما استيسر من الهدي ولاتحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيام أوصدقة أونسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب)
وجاء في سورة النساء92:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
وجاء في سورة المائدة 89:
(لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ماتطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون)
وفي سورة المائدة ايضا 95 :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ)
وجاء بسورة المجادلة 3-4:
(وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ - فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
صدق الله العظيم
كل ماسبق نقله يدل على أن الصيام المشروع فقط بشهر رمضان والغرض منه الصحة البدنية والإحساس بحالة الجائع والفقير واما ماسواه فهو من باب الكفارة لما فيه من مشقة ويتضح بقوله تعالى(أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ) وقد قدّم على الصيام غيره كإعتاق رقبه وايضا مايكون من اطعام او نفقة او كسوة وهذا يدل على أن هذه الاعمال لغير اصحاب الكفارة فيها اجر عظيم ، أما مايخص مايستحب من العبادة عموما فالقرءان واضح بها ايضا ان كان من ناحية البر والاحسان وصلة الأرحام اوالنفقة والصدقة او من ناحية الذكر والتسبيح والإستغفار وكل خير يحبه الله واضح بيانه وقد جاء بالقرءان الكريم عن قصة زكريا ومريم عليهما السلام وما امرهما الله به من عبادات خاصة بهما ويعمل بها كل مؤمن حيث ان ما وصى الله به عبادة الصالحين يقتدي به عموم المؤمنين قال تعالى بسورة آل عمران38-44:
(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ - فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ - قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ - قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ - وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ - يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ - ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ)
صدق الله العظيم
يلاحظ ان زكريا قائم يصلي بالمحراب واوصاه بالذكر والتسبيح بالعشي والإبكار ومريم بقوله اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين اي بالصلاة البدنية لما فيها من فوائد صحية ونفسية
وفي مريم ايضا ماجاء بسورة مريم 26 :
(فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا)
صدق الله العظيم
يلاحظ انه قال فكلي وأشربي وانما النذر بالصوم عن الكلام وهذا ايضا معنى مهم اذ ان الواجب على المسلم ان يعمل بالصوم النافع سواء بلزوم بيته ويكون مع اهله دون الحاجة لترك الطعام انما ترك الخروج او التوقف عن الكلام ليوم او لثلاثة ايام مع عموم الناس الا مع والديه واهل بيته وعموم اوضاع الصوم عن كل مايكون سبب لتشويش حياته واما مايكون من الحرمان من الاكل والشرب بإسم الصيام التعبدي وجعلها شبه واجب او بالأحرى واجب فأكرر ان هذا لا اصل له فالجوع يعطل الانسان عن اداء وظيفته او عموم اعماله واما ان يقوم به شخص من باب قمع شهواته وترويض نفسه وحفظها من الترف والانحراف بسبب زيادة الشبع فهذا أمر يخصه وواجب ان لايدرى به وأن لايكون سبب للتعطل عن واجباته وأعماله اللازمة اوسبب لسوء اخلاقه وشين نفسيته وتعاملاته.
والسلام ختام