يطول الأسى جراحًا في عينيك بلا هوادة , وتذوقين الغصص كلما راح نظرك يغذُّ تصويبًا إلى عيني جدك وعدم استقرارهما , ولئن أذهب الله عيني جدك أو إحداهما فمنه الجنة تبعًا لحديث نبيه .
جُبلت الرحمة في قلوب الأبناء على آبائهم , وهي في قلوب الفتيات أشد , فمنها دموع سخينة عليه تذرفها , ومنها آهات الخوف عليه والإشفاق ألمًا له , فلن تجود نفسك عليه دموعًا كما تجودين على أحد قبله .
منك آهات الأبوة حنوًّا عليه , وبكاء على حاله في أرذل العمر , فكأنك لا تريدين عوادي الزمن أن تُغير عليه .
إني وإن كنت أجد فيه تلك العلة في عينيه أو إحداهما ؛ فإنني لا أجد له إلا يد قسم العيون في مستشفى سليمان الحبيب الطبي , فهنالك ربما يكون زرع العدسات هو العلاج .
وإني لأرى أن تكون دولة روسيا هي المحطة الأخيرة , حيث يزرع له قرنية ؛ ذلك لأن دكاترة تلك الدولة شهيرين بطب العيون .
لا بأس من تشخيص حالته عند أطباء من جنسية بلادنا , أما إجراء العمليات على أيديهم ؛ فإني لا أرى براعتهم فيها , وإنما التشخيص وحسب .
لا تزال بلادنا في طور النمو والتخصص , حتى فصل التوائم السيامية ليست للدكتور الربيعة , وإنما لطاقم متكامل من جنسيات أوربية .
شخصوا مرضه هنا , وعالجوه على أيدي جنسيات أطباء من غير بلادنا سواء في مستشفى الحبيب أو في روسيا .
شفاه الله وعافاه .