
[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="double,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مسكينة هي جارتي أستاذة في هاجرة=قد عُينت بعيدةً عن أهلها والحاضرة
تقضي الحياة كلها مسافرة مسافـرة=تصحو بليل حالكٍ مع الصباح باكـرة
ظننتها عصفورةُ مع الطيور شـاردة=لكنها مسكينة إلـى الـدوام سائـرة [/poem]
تراودني دوماً هذه الأبياتُ الشعريةُ عنْ نفسي فتطفو على سطحِ لساني ليرددها باستمرار ...
وكأنّها هاتكةً لكلِّ الأستار وفاضحةً لكلِّ الأسرار ...
في ريعانِ الشباب تحصلُ على وظيفتها تلك الفتاة ....
ولكنّ للأسف في قريةٍ نائيةٍ تبعدُ عنْ مدينتها المئات منْ الأميال !!
كابدتْ وجاهدتْ منْ أجلِ لقمةِ العيش !!!
تصحو في دياجيرِ الظلامِ كالخفافيش !!!
وتعودُ حينَ تغطي الشمسُ نفسها بهالةٍ منْ الريش !!!
لا تكادْ تقضي ساعاتَ يومها المتبقية في التزاماتها
المدرسية وغفوةِ عينٍ تخلو منْ الراحةِ و الحنيّةِ إلا وذاك السائق بصوتِ محركِ
سيارته الهادر كالموجِ يصدحُ ويضجُّ ليحملَ تلك المعلمة وصديقاتها المتكدسُ
بعضهن على بعضٍ كالفيلقِ أو الفوجِ إلى قريةِ البؤسِ وهجرةِ الشقاء !!!
سيلٌ منْ المعاناة !!!
وقليلٌ منْ المواساة !!!
ولكن !!!
ما تخفيه صفحاتُ القدرِ بينَ طياتها كانَ أعظم !!!!
ففي أحدِّ الأيــام أو بالأصــحِ في أحــدِ (( الليــالي )) وحين استقرتْ تلك الفتاة
في مكانها المعتاد في السيارة السالكة لسبيلِ الشجنِ والعابرة للطريقِ بكللٍ
ووهنٍ لمْ تلبثْ أنِ ارتطمتْ بهم تلك الشاحنة المفترسة فالتهمتِ الأخــضرَ
واليــابسَ وحــولتِ البشر إلى أكــوامٍ من اللـحم ملقاةً هنا وهناك !!!
المحرِّض للدمعِ أكثر هي تلكَ التركة التي خلفنها ...!!!!

لــمْ يــورِّثن سوى بقايا أوراق لُطــختْ بالدماء !!!!
فرحمهنَّ الله وأسكنهنَّ معَ الصديقينَ والشهداء !!!
حُرِّرَ في 14 / 1 / 2008