الحوار الياباني ـ العربي في الرياض يشكل مجموعة عمل لاستعجال الشراكة ومتابعة التعاون
وزير التخطيط السعودي: دول عربية تهدد التجارة بمصالحها الضيّقة
الرياض:محمد الحميدي
أجمع المشاركون في الحوار العربي ـ الياباني في الرياض أمس على زيادة التعارف والتفاهم المشترك بين الأطراف المشاركة، وهي السعودية ومصر واليابان صاحبة مبادرة الحوار، خاصة في ما يتعلق بالاقتصاد والاستثمار والتدريب. ويأتي هذا وسط تشكيل «مجموعة عمل» لمتابعة جميع التطورات واستعجال بعض الأفكار المفيدة والممكنة للأطراف.
وأكد خالد القصيبي وزير التخطيط السعودي أمس أن الحوار شدد على أهمية تعجيل خلق البيئة الاستثمارية بين أطراف الحوار ليتسنى لهم المشاركة في مشروعات طموحة يمكن أن تسهم في خلق فرص عمل وتطوير القدرات الوطنية وتقوي اقتصاديات الدول.
وتطرق الوزير السعودي إلى التحديات التي تواجه منطقة التجارة العربية الكبرى التي انطلقت الأسبوع الماضي تواجه تحديا كبيرا من قبل أطراف عربية، فقال إن بعض الدول تحكم مصالحها الوطنية والإقليمية الضيقة وتقدمها على المشروع، والأمل الكبير الذي تتطلع إليها الأجيال العربية.
وأضاف القصيبي أن مشروع منطقة التجارة العربية الكبرى هو أهم مشروع اتخذته الحكومات العربية، حيث نظرت فيه إلى مستقبل أبنائها ووسعت فيه مسارات الاقتصاد وانتقال السلع والتحرك التجاري النشط الذي يمثل فرصة كبرى للمنطقة العربية في رفع إمكانياتها وقدراتها، وإيجاد الكثير من فرص العمل. ورأى القصيبي أن اليابان صاحبت المبادرة في الحوار العربي ـ الياباني تمثل قوة اقتصادية لا بد للعرب من التعاون معها والدخول في شراكات مختلفة لنقل الخبرة والاستفادة من الإمكانيات المتاحة، مفيدا بأن اليابان تستورد من السعودية أقل من 25 في المائة من احتياجاتها من النفط في حين يبلغ متوسط استيراد السعودية منها نحو 37 مليار ريال (10 مليارات دولار) تقريبا.
إلى ذلك، قال ريوتارو هاشيموتو رئيس الوزراء الياباني السابق ورئيس وفد اليابان في الحوار العربي ـ الياباني الذي انتهى يوم أمس: «قررنا تأسيس مجموعة عمل تبصر النور قريبا وذلك لتحليل الأوضاع الراهنة، ومتابعة مهام الأعمال المشتركة، والأفكار الممكنة بين الأطراف. لافتا إلى أن مجموعة العمل جاءت نتيجة للتقارب الكبير بين الدول الممثلة لهذا الحوار ودلالة واضحة على عمق التفاهم في التوجهات».
وزاد هاشيموتو أن من الأهداف المناطة بمجموعة العمل التي انبثقت من الحوار هي إضافة مزيد من الثقة المتبادلة، وتعميق الأهداف المشتركة المتفق عليها بين دول الحوار، يضاف إليها متابعة مضامين الرؤية المشتركة وبعض القضايا التي تمت مناقشتها، مبينا أن من أبرز الموضوعات التي تم طرحها هو زيادة الاستثمارات المتبادلة والشراكات الاستثمارية بين اليابان والدول العربية وخاصة السعودية ومصر اللتين تمثلان أهمية قصوى لليابان.
ولفت هاشيموتو إلى أن من الموضوعات التي تطرقوا إليها خلال الاجتماع هي قضية البطالة في العالم العربي الذي يمثله شريحة كبيرة من الشباب مما يدفعهم لقدر استطاعتهم تقديم ما يمكنهم حيال ذلك من استشارات وأفكار وحلول يمكن أن تسهم في ردم هوة البطالة مفيدا أنهم يدرسون بشكل جدي مع أطراف الحوار التعاون الجاد وتطوير قطاع التدريب عبر المؤسسات الأكاديمية الكبرى.
وقال هاشيموتو إن اليابان من الدول التي تبحث حل المشكلات مع أصدقائها حيث اتخذت العديد من الأفكار المساعدة من بينها برامج خاصة للتدريب والتي تحظى المنطقة العربية بنسبة كبيرة حيث ينضم إلى برامجهم في التدريب الفني والتعليم المهني آلاف من جميع بلدان المنطقة العربية.
وكشف هاشيموتو أن اليابانيين يسعون إلى تسويق مشروعات استثمارية أكثر من القائم حاليا في الدول العربية، مفيدا بأنهم يميلون للمشروعات الاستثمارية المشتركة مع أطراف عربية حيث يراها كفيلة برفع مستوى التعاون والتقدم على الصعيد الاقتصادي، وخلق فرص عمل واسعة.
من جهة أخرى كشف خالد القصيبي وزير التخطيط السعودي عند اختتام أعمال الحوار العربي الياباني أمس، أن أطراف الحوار المشكلة من السعودية، مصر، واليابان أبدت رغبة جادة وتصميما على تقديم المزيد من المساعدات لدول المنطقة العربية في العراق وفلسطين، إلا أنها تصطدم بالوضع الأمني القائم في تلك المناطق.
وأفاد القصيبي أن المشكلات الأمنية وتخلخل الأوضاع في العراق يمنع بشكل واضح ومباشر دخول مزيد من المساعدات للعراقيين، لافتا إلى أن احتدام الموقف مع قرب الانتخابات العامة وارتباك الوضع الأمني لا يسهم في تشكيل مساعدة جماعية من أطراف دول الحوار العربي الياباني.
وزاد القصيبي، أن الحوار نتج عنه تشكيل فريق لمتابعة الظروف الراهنة ودراسة الوضع القائم في المنطقة للنظر في إمكانية زيادة حجم الإعانة والمساعدة إلى شعبي العراق وفلسطين متطلعا لأن يؤدي إنجاز الانتخابات لمزيد من الاستقرار.
وأوضح القصيبي في تصريحات أدلى بها أمس، أن فريق العمل المنبثق من الأطراف المشاركة في الحوار العربي الياباني ستجتمع قريبا مع قرب الانتخابات في فلسطين والعراق للنظر في كيفية زيادة الإسهام في تخفيف المعاناة عن الشعبين، ومتابعة قضايا البيئة والاستقرار المناسبين لوصول المساعدات للشعوب.
وأكد القصيبي أن هذا الفريق يجيء علاوة على ما تبذله اليابان والسعودية من جهود.
واستبعد القصيبي إضافة دول أخرى في الفترة الراهنة للدخول ومشاركة الدول الحوار العربي الياباني الحالية، وهي السعودية ومصر واليابان، الاستفادة من الحوارات والأفكار المتداولة بين الأطراف، كاشفا في الوقت ذاته أن موضوع إضافة دول عربية أخرى في الحوار العربي البريطاني سيتم مناقشته في الاجتماع المقبل.
وأضاف القصيبي أن الدول الثلاث الحالية كفيلة بتحقيق الأسس والأهداف المبدئية لمشروع الشراكة العربية اليابانية ، موضحا أن دخول مزيد من الدول قد يخلق من الحوار طابعا رسميا لا يخدم التوجه العام للحوار مما جعلها تقتصر اجتماعاته على ثلاث دول. وأنه لا مانع من دخول دول جديدة لاحقا عند الوصول إلى مرحلة متقدمة من التفاهم والتعاون ونجاح الحوار بشكل بارز خاصة حول قضاياه التي يبثحها في خطوة لاتخاذ قرارات وقواعد متعمقة وتدفع إلى الاطمئنان على مستقبله.
أول تشرفي بمشاركة معكم هنا ( الحوار العربي الياباني التجاري بالرياض )
العرض المتطور
