[c]
وعليكم السلام ورحمة
الله وبركاته وأما بعد
أخي عصيّ الدمع 0
تحية إجلال وإكبار ليراع نثر لآلي حسان 0
أخي الحبيب
حينما نذكر كلمة الأدب
فإننا نعني بها ( الشعر ) ومعه ( النثر ) !
وأما لو تعرضنا
( للتأليف و للمؤلفين ) فمن ( الجحود ) ومن ( النكران )
ومن ( البلاهة والغرور ) أن نجحد هذا ( العصر )
وأعني به ( العصر العباسي )
وما يجحده جاحدا أبدا 0
وأما قولك الذي ما نصه:
( وكأني بك تنسى أو تتناسى خمريات الأعشى
شاعر الخمرة المعروفة )!!
نقول: رويدا عصي الدمع ِ
فهناك فرقٌ كبير بين أن تكن
( جاهليا ٌ ) في محيط كله
جهل و ظلام !
وبينا ( مسلما ) تفتحت
عيناه على ( دين ) و ( قرآنا ) !
ورغم ذلك ينحرف
ضاربا بدينه عرض الحائط !!!
أخي : تعال لكي نرى ( ماجنا ) جاهلياً
ومجاناً من ( المسلمين )
وترى ( العجب العجاب )
والفرق الكبير بينهما !!
( فزنديق ) الجاهلية ليس له( عيبا )
إلا أن يشرب ( الخمر ) !
و يلعب ( الميسر ) !
ومنهم من حرم الخمر والميسر
وهم بدون دين ولكن: نفوسهم كبيرة !
يقول ( طرفة بن العبد ) :
[poet font="Simplified Arabic,6,royalblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
( ولولا ثلاثٌ هن من عيشة الفتى"=" وجدك لم أحفل متى قام عودي
فمنهن سبق العاذلات بشربة"="كميت متى ما تعل بالماء تزبد
وكري إذا نادى المضاف محنبا"=" كسيد الغضا نبهته المتورد )
[/poet]
فهذا ( ما جنهم ) خمرا
وفروسية وكرما و بطولة !!
فيا لها من زندقة ( محببة ) إذا قورنت
( بزندقة )
من ( خلقوا ) إلا ليعبدون !
ولكن: اسمع ( زندقة )
أولئك الذين
لهم دين وأمروا لكي
يعبدوا الله
على سبيل المثال لا الحصر : -
هذا الزنديق الماجن المتكبر
( نزار قباني )
يقول على الله :
( أطلق على الماضي
الرصاص
كن المسدس والجريمة
من بعد موت الله مشنوقا
على باب المدينة
لم تبقى للصلوات قيمة
لم يبقى للإيمان
أو للكفر قيمة !
****
والله لم يقل هذا الكفر ( جاهليا ) !
وهناك المزيد ( لأحمد شوقي ) و( لحافظ إبراهيم )
( لمعين بسيسو )
( لعبد العزيز المقالح )
( لإيليا أبو ماضي ) وغيرهم !
وننتقل إلى قولك:
ثم إني رأيتك تدخل إلى موضوع آخر
وتلج إلى باب التربية
وتنسل عن الشعر وتقول عن فتياتنا
وعن تربيتهن وكأني 000 الخ 0
لم أنسل من الموضوع ولا 00 !
ولكن ضربت مثلا وامتثالا وذلك بقول
عنترة بن شداد:
[poet font="Simplified Arabic,6,royalblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
( أغشى فتاة الحي عند حليله"=" وإذا غزا في الحرب لا أغشاها )
[/poet]
وشرح البيت:
يقول عنترة ( أزور ) الحي
وأكلم ( جارتي ) أبيت اللعن ِ مثلا 0
وذلك طالما أن ( بعلها ) أو ( زوجها )
أو ( حليلها ) موجودا في الحي 00 ولكن:
ولاحظ ولكن: إذا كان هذا البعل أو الزوج أو الحليل
( مسافرا ) أو ( غازيا ) فمستحيل أن
أتحدث مع ( زوجته ) في ( غيابه ) !
ماذا يقولون الناس عني ؟!!
ألا ( تذكرك ) هذه ( بقول رسولنا )
على رسلكما إنها ( صفيّة ) !
وأما ما قلته هنا:
( والآخر يأتي جارته وهذا يقيم علاقات مشبوهة مع حبيبته )
فهنا أقول لك
يا سيدي: قولك هذا مردودا
عليك إلى حين أن تثبت
ما قلته بدليل قاطعا !
وأما التهم من غير
أدلة فهي
عديمة وليس لها فائدة !
وحين المرور على
سطورك توقفت
عند قولك هذا طويلا 00 فأنت تقول:
( وكأنك تقول أن القرآن تشرف بهم وبلغتهم وأنا أقول أنه
العكس بل كانوا بدوا لا يعرفون شيئا ولغتهم سامجة مقارنة
بلغة القرآن وما نزل القرآن ليقارعه ويكون معجزة لهم
إلا لأنهم يتفاخرون باللغة لا بغيرها مثل الأقوام
السالفة فقوم موسى أعجزوا بغير اللغة وكذلك
قوم صالح وهود و.. و ) الخ 0
أخي معاذ الله أن أقول هذا !
هذا من ناحية 00 وأما من ناحية أخرى
إليك دليلاً بأن قولك هذا:
( بل كانوا بدوا لا يعرفون شيئا ولغتهم سامجة )
ليس له أساسا من الصحة !
يقول الله تعالى: ( قل فأتوا بعشر سور مثله )
وقوله ( فأتوا بسورة من مثله ) !
فكيف تقول لغة ( سامجة ) ؟!!
فكل نبيا مرسل تكون ( معجزته ) بما يشتهرا به قومه
فكان سيدنا ( موسى )
معجزته ( السحر )
و( عيسى ) الطب 0
ونبينا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم
كانت معجزته التي تحدى بها قومه هي
( اللغة العربية ) وهي المعجزة الخالدة 00
وأما أغرب ما في سطورك
في قولك هذا:
( وكأن هذا سيفيدنا ويؤثر بنا وهل يؤثر
بقلبي وصف طلل بالٍ انهدت أركانه ) !
عفا الله عنك 00
كيف يكون الحب إذن ؟!!
ربما نجد الجواب الكافي هو بقول ( صاحبك )
أبي تمام:
عفواً 00
لقد ( خانتي الذاكرة ) 00
وهذا حسبنا وما قـُدّرَا لنا
واستميحك عُذرا للإطالة 00 ولكن
عزائي إن حديث
الأدب حديثا ذو شجون 0
أتركك في حفظ الله ورعايته
وتقبل تحيات
محبك أدناه 0
[/poet]
[/c]