الأخ ..
هاوي لاغاوي
تحية طيبة ..
بداية .. لتسمح لي أن أنوه على نقطة ينبغي أن تدركها , بخصوص بلدة الهدية , هو أننا عندما نتحدث عنها الآن فإننا نتحدث عنها وفق تاريخها الموغل في قِدم التاريخ المعاصر , أي في قِدم تاريخ الدولة السعودية الآن , ووفق مقارنتها مع بلدات ومدن أخرى نالت نصيبها من الرعاية والإهتمام فنافست على التقدم والرقي !!
نعم أخي ..
نحن نتحدث عن (الهدية) مستحضرين تاريخها القديم , ومعترضين على ممارسات مُُورست تجاهها قبلاً , حتى بت أنت ومن هم على شاكلتك ( ينبزون ) بأسئلة تدل على قفز للمرحلة التي وُئدت بها تلك البلدة !!
أخي ..
ليتك صُغت أسئلتك التهكمية السابقة , بصياغة تنال كبد الحقيقة , ليتك قلت :
ــ لماذا لانرى في الهدية تلك المرافق وتلك المجمعات وتلك الدور وتلك المساجد وتلك المدارس وتلك المستوصفات وتلك وتلك .. ؟
لو كانت تلك الصيغة السؤالية , لقلنا لك أهلاً بك حاملاً للهم مثلنا .. ولكن أبى تسفيهك لإخوان لك إلا أن تلمزهم بتلك الأسئلة .. بعد أن أن وصل لك الماء والكهرياء والهاتف والغاز , وبعد أن وقفت على عتبت دارك تطالع أبناءك وهم ذاهبون لمدرسة الحي , وتطالعهم وهم يخرجون منها , وبعد أن بت لا تتكبد عناء الطريق في سعيك إلى المستشفى أو المستوصف و و و ...!!
أخي ..
ومع ذلك سأتواصل معك وفق ظاهر القول !! وسأتفاعل مع أسئلتك ..
أما سؤالك عن سكانها وكثافتهم وتعدادهم ..
فليدر في خلدك أننا نريد أن ننكأ المرض .. لا أن نتلمس العرض !!
نعم نريد أن نتدارس السبب والداعي لهذهـ المصيبة.
نعم أخي ..
قد قطن تلك البلدة ومنذ قديم , كثير من الأسر والعوائل .. وسأذكر لك منهم على سبيل المثال لا الحصر.
1) التويجري ( الخريف ) وهم من المؤسسين للبلدة.
2) البديوي.
3) الربيش ( الهدية )
4) السعيد ( العثمان ) وهن أمراء البلدة حالياً.
5) العجلان ( خب العكرش ) وقد كان لهم إمارة فيها
6) اليحيى.
7) الحسين.
8) المسند ( أهل الجوي )
9) المخلف.
10) الحواس . ومازالوا فيها.
تلك أسر قد كان لهم في البلدة ولايزال , صولة وجولة عندما كانت تلك البلدة كمثلها من باقي القرى , بِكر .. لم تمسسها يد التخريب والتدمير . بكر .. لم تصلها يد الإقصاء والتهميش !!
نعم ..
لقد كانت تلك البلدة مقصداً للحاضرة من أهل بريدة وللبادية من أصقاع المعمورة , في الصيف وفي الشتاء !!
لقد كان الجميع يقصدها صيفاً طلباً لتمرها وظلها وظلالها , وفي الشتاء طلباً لمرعاها وخضرتها !!
لم لا وهي - وكما ذكر العبودي في معجم بلدان القصيم - أنها من أهم مراكز طُرق قوافل الشام والعراق قديماً !!
أما سؤالك عن المحاصيل الزراعية والمنتجات الإستهلاكية !!
فكيف تطالب تلك البلدة بما هو فوق طاقتها ؟
فوق طاقتها ليس لأنها لاتقدر .. بل لأنها مُنعت من ذلك !!
نعم .. فكيف تطالبها بتلك الأشياء وهي تفتقر لأدنى مقومات الحياة والنهوض والحركة !!
الماء والآبار الإرتوازية والهاتف والطرق والخدمات ..كلها ضرب من الخيال في تلك البلدة !!
كيف تطلب منها ذلك وهي المرمى الرسمي والوحيد لكل مخلفات القصيم من صرف صحي ومن مخلفات صناعية ومن بناشر ومن خردة ومن زيوت ومن ومن ومن .. والحديث يطول حول ذلك !!
أخي ليتك تتساءل عن السبب في تهميش تلك البلدة { بدايةً } وعن السبب في إختيارها لتلك المشاريع التي تقضي على كل مقومات المعيشة البشرية من حولها .. سوق ماشية .. محطة تنقية صرف صحي ..ميدان خيل ..محرقة للنغايات !!
تلم مشاربع حيوية وجوهرية ولكن !! لماذا رُكزت كل تلك المشروعات على جهة معينة ونقطة محددة ؟ ألم يكن الأجدى بأن يضرب لتك المشروعات أكباد الإبل خارج نطاق السكان والمعمورة !!
نعم ..
وهل النزوح إلا النتيجة المنطقية والسليمة لتلافي مثل تلك الممارسات والجرائم!!
وفي الأخير لعل الجهد والوقت والإمكانيات تسمح لي بنشر الصور والوثائق والمقالات التي تُجرم المتسبب وتدينه !!
آمل أن يكون ذلك قريباً .
ودمت بخير وعافية ,,