[
,, سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ,,]
استشراف:
ليه كلمة (الموجوع) يجي آخرها (... جوع) ؟!
ليه كلمة ( تقدّم ) يجي آخرها ( ... دم ) ؟!
............................. الرطيان
بينما أمتهنُ ميكانيكية أحد الأجهزة الكهربائية في أقصى المطبخ.. بيدي اليُمنى مفتاح،، وبيدي اليُسرى مسمار أرهقني صغر حجمه.. حتى اجتثّ كل غضبي من قاع النخاع المستطيل،، وحتى آخر عظم في قدميّ..! 
كل ما أضعهُ يتدحرج،، وكل أمسكهُ يتزلق،، ولا يسقط إلا في الزوايا الضيقة،، لِتختنق أنفاسي المحشورة بعنقي،، فأزفرها بأُفٍ طويلة،، وأختِمها بِـ لاإله إلا الله،،،،!
إنهُ من جُند الله،، وكفى أن يُعلمني هذا المسمار الصغير الحقير ضعف الانسان ومدى قابليتهُ للكسر،،!
(اللعنة عليه
)
أين وصلنا ..؟ حسناً نعود إلى بينما..
بينما أنا كذلك.. دخل أبي المطبخ,,, فلما وجدني به اصطادني وقال لي:
- احضري لي بعض الفاكهة ،،
ولأن المسمار العنيد جعل من جسدي حفلة غضب،، هذا ماجعل شيطاني الأشِر يدعو نفسه إليّ،،
ها أنا أراهُ يتسلّق عمودي الفقري
،، مُتسلِّلاً نحو دماغي،، ومُتأبطاً عقوق الوالدين،، ليُحرِّضُني على عدم استجابتي لأبي،، وفعلتّ!!
فـ أجّلتُ مشروع الفاكهة دقائق،، كظمتُ غيظي،، وسكتّ
ولكن يبدو أن شهيّة أبي تلك الليلة كانت مُحدّدة،، ليعود بإتجاه الثلاجة وهو يُعدّد ما يُريدني أن أُحضره
اقتربتُ منه.. وحالما شاهدتُ وجههُ يتسكع بين أزقة الثلاجة،، سرقتُ نفسي بمساعدة شيطاني،، وهربتّ،،!
انسليتُ إلى جناحي الخاص،، أغسلُ فيه وجهي وذاكرتي،، من غضب المسمار،، ومن آثار خطوات الشيطان،،
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
في مُبتدأ الصباح
لا أعلم ماحدث لأبي من بعدي،، أهو تفكَّه أم لا،،؟
كل الذي أعلمه أني ندمتّ... لو أني قليلاً صبرتّ،،!
كان جالساً يشرب قدحاً من الحليب.. إتماماً لطقوس مابعد صلاة الفجر،، إذ سمع جريان لماءٍ غزير.. تتوضأ به احدى شقيقاتي.. فقال: لاتسرفون في الماء.. فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لسعد وهو يُسرف في الوضوء [,, وإن كنتَ على نهرٍ جارٍ,,]
وكعادتي اللحظية في استغلال المواقف،، وانتهازالفرص
،، قُلتّ:
- وقد روي أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خيركم خيركم لأهله)،،
ولم أراك يا أبي بالأمس دخلت المطبخ.. وأحضرت لك (ولنا) صينية فاكهة ،،!!
إني أراكم ترددون فقط الأحاديث التي تُناسب امزجتكم ،،
تقتدون بسنته بالتعدد،، ولا تقتدون بسنته في خدمة نفسه ..؟
* هل نراكم أيُّها المُتطوسون،، تدخلون المطبخ.. لا للطلب.. بل للطبخ ..؟
* هل نراكم تغسلون أواني العشاء.. أو تمسكون خراطيش المكانس
،،؟؟
ليلة سعيدة.... تنتهي بشمس ربيعية رائعة 
يا أيُّها المُتطـــــوسون ،’،
لأنه لابد من مرورهم بفترة من حياتهم لوقت يحتاجون لهذه المهارات أثناء فترة العزوبية 
العرض العادي
