أخي عبدالله 30 وأنت بألف خير وعافية .. وتسلم لي ..
أخي عبدالله 30 في الحقيقة أتفق معك بكل ما سقته عن الشعر الفصيح والشعبي أو ما يسمى بالنبطي .. وأتفق معك أنه من الظلم أن يقارن الفصيح بالشعبي .. وهذا من المستحيلات .. وما غيرتي على الفصيح إلا نزر يسير مما أستطيع أن أقدمه معروفاً لهذه اللغة العظيمة لغة الضاد التي نزل بها القرآن العظيم .. وتقديرا لهؤلاء العلماء من السلف الذين وضعوا لنا هذه الكتب القيمة في اللغة والأدب .. وما أوتينا من العلم إلا قليلا ..
وأشكرك على إطراءك لي ومتابعتك .. والموضوع يطول حول هذه القضية . فشكرا لك على تفاعلك وغيرتك ووقوفك معي .
======== أما أنت يا أيها ( الفاهم ) !!!!!!
أخي الفاهم لقد أبهجني كلامك ونقدك وتقول أن ليس عندي مَلَكةٌ نقدية عندك فلا تخفيها .. أقسم بالله يا أخي الفاهم أنني سعدت وطرت فرحاً لأنك نقدت هذه القصيدة ولو كنت تراني لعرفت ملامح الفرح من تعابير وجهي .. فالأخلاق رياضية وصدري رحب لكل ما تلقيه وجميع ما قلته تحت عنايتي ومصدر من مصادر الفخر لي .. فاقرأ ردودي هذه وليكن صدرك رحيبا ..
في البداية / أحمد الله سبحانه أن وضع في قلبي حب علم ( العروض ) وأحمده كذلك أن جعل فيّ موهبة في علم العروض .. ولا أقول هذا رياء وكبرياء كلا ولكن أجد في نفسي قدرة على الوزن والتقطيع وإجادة البحور والزحافات والعلل والتفاعيل .. فلله الحمد من قبل ومن بعد .
أخي الفاهم إذا كنت قد إطلعت على العروض فستفهم تبييني هذا وإذا كنت لم تعرفه فاقرأعنه لأنه سهل جداً .
قلت في مطلع ردك (أن كلمة انكسار في البيت التاسع تكسر البيت أو بالأصح تخل في النظم والبحر ) قلت : تخل في النظم والبحر .. جميل جداً أنك لاحظت هذا الشيء أولا أبين لك أنه لم يكن هذا الشيء إخلالاً بالبحر والنظم أو كسراً فيه كلا وإنما هو نقص في جودة الكلمة وإختيارها حيث أن التنوين كما يقول الشعراء والنقاد في آخر الشطر الأول أقوى وأفضل تنغيماً من التسكين وآخر الشطر الأول يسمى ( عروض ) وآخر الشطر الثاني يسمى (ضرب ) فالعروض أن يكون تنويناً أقوى من أن يكون ساكنا وإذا حصل أن سُكِّن فلا يخل بالبحر .. وقد أورد كثير من الشعراء في قصائدهم مثل هذا ( التسكين ) ولم يحسب عليم ولم يكن مأخذاً ومنهم أبو العلاء المعري ومعروف أبو العلاء ومن الظلم أن أعرف له وهو كما يقولون عنه النقاد والعلماء من بعده أنه ( فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة ) حيث يقول في قصيدته ( العنقاء ) الذي مطلعها : أرى العنقاء تكبر أن تصادا ** فعاند من تطيق له عنادا .
حيث يقول في بيت من الأبيات :
مقارعة أحجتها العوالي ** مجنبة نواظرها الرقادا .
حيث قال العوالي في نهاية الشطر الأول ولو قال ( أحجتها عوالٍ ) بتنوين اللام في آخر الشطر لكان أقوى من ناحية المعنى والمبنى .. وهذه رأيتها أنا عليه .. حيث أنه لو نكّر العوالي لكان أقوى من تعريفها ومعروف أن التنكير أقوى وأشمل من التعريف . وكثير يا أخي الفاهم هذا عند الشعراء ولا أستطيع أن أحصرها ولكن لتعرف أخي الفاهم ..
ثانياً / أريد أن أبين لك عروضياً أنها ( إنكسار ) ليس بها شيء وأن البيت لم ينكسر وسليم وذلك من خلال التقطيع هذا :
عيديتي حزن وذل وانكسار ** وكآبة وجفاوة بين الصحاب
الكتابة العروضية
عيدييتي ا حزنن وذل ا لن ونكسار ** وكاابتن ا وجفاوتن ا بين صصحاب
/5/5//5 ا /5/5 //5 ا /5 /5//55 **///5//5 ا///5//5 ا /5/ 5//55
متفاعلن ا متفاعلــن ا متفاعــلان ** متفاعلن امتفاعلن ا متفاعــلان
علة الخبن ا علة الخبن ا علة التذييل** صحيــــح اصحيـــح ا علة التذييل
----------------------------
أخي الفاهم /ماكتب عليه صحيح أ ي أنه ليس به زحافات ولا علل .
والخبن / علة وهي تسكين الحرف الثاني المتحرك .
والتذييل / زيادة ساكن على ما آخره وتد مجموع .
أخي الفاهم وجميع القراء الذي لا يعرف العروض يمكن لافهم شيئاً ولكن التقطيعات والحركات والتفاعيل هي اللتي تبين للفاهم أنها صحيحة وسليمة ليس بها كسر ولا إخلال بالبحر .
هذا من ناحية البحر والكسر والإخلال وما في البيت التاسع من إشكال .
=======================
أما من ناحية
الإغراب
فأبين لك هذا من كتابين إثنيين من أمهات الكتب وأهم المراجع والمصادر في اللغة .. هما كتاب (لسان العرب للإبن منظور ) وكتاب ( القاموس المحيط للفيروز آبادي ) .
قلت تدفعني القافية (إلى الاغراب فتستخدم مفردات منافية للمعنى المراد) جميل جداً أولا أريد ان أبين لك أن في الشعر يسمى إستخدام مفردات منافية للمعنى المراد .. يسمى (تضاد ) . ولا يسمى إغراب . والله أعلم .
* ثم أن كلمة ( تباب ) ليس معناها ( النعيم ) ولكن معناها كما قال إبن منظور في لسان العرب ( تبب : التب ُّ : الخسار .. والتباب : الخسران والهلاك . وتباً له على الدعاء .. ونصبه على المصدر بإضمار فعل ، أي ألزمه الله خسرانا وهلاكاً .
وفي التنزيل العزيز : تبت يدا أبي لهب .. أي ضلتا وخسرتا . وقال الراجز :
أخسر بها من صفقة لم تستقل ** تبت يدا صافقها ماذا فعل .
وهذا مثل قيل في مشتري الفسو .) والحقيقة كلام طويل أقرأه الآن ولكن أخشى أن أطيل على القراء وأزعجهم .. ولكن أنظر إلى ( لسان العرب لإبن منظور .. المجلد الأول .. ص226 .. باب الباء .. فصل التاء المثناة .
* وكذلك في القاموس المحيط : التبُّ ، والتَبَبُ ، والتباب ، والتبيب : النقص والخسار .. وتبت يداه : ضلتا وخسرتا . وكلام طويل حولها في صفحة 78 باب ( الباء ) فصل ( التاء ) .
وأما الصور والأخيلة فيطول الحديث حولها لكن أذكرها بإختصار ..
* البيت الأول الشطر الثاني . وكأنه (تشبيه ).
*البيت الثاني الشطر الأول ( تنحى ) كالرجل إذا أتى أحد من جانبه وتنحى عنه .
* البيت الثالث الشطر الأول .
* البيت الرابع الشطر الأول .
* البيت الخامس كله .. صورة واضحة .
* البيت السادس والسابع فيهما وفيهما .
* البيت الثامن الشطر الثاني ( متدرعاً درع ) إستعارة .
* البيت العاشر الشطر الثاني ( أدس به ...) .
* البيت البيت السادس عشر كله صورة .
* البيت السابع عشر الشطر الثاني .
* البيت الثامن عشر الشطر الأول .
* البيتين الثالث والعشرون والرابع والعشرون .
وآآسف كل الأسف على الإطالة ولكن لم ندخل ونتناقش ونكتب إلا للفائدة وحباً في زيادة الثقافة والإطلاع . ووالله إني فرحٌ بهذه ( الغشمرة ) الأخ كويتي .. ومن فرط فرحي بدأت أبحث بطعم في الكتب .
وأتمنى ان تستمر هذ النقاشات وهذا النقد حتى نستفيد من أخطاءنا ونعلم غيرنا ويعلمنا غيرنا .. أشكرك مرة أخرى أخي ( الفاهم ) وحاول وأحاول أنا أيضا إثبات الوجود .. وليكن التحدي قائماً .
الله يبارك لك أخوي الفاهم ومبروكين كلنا وتسلم .. وتراني ما فهمت كلمة السر أرجو أن ترسل رسالة خاصة أو دبر حالك .