[align=right]تابع ... بمقامات الفراق [/align]
بعض السّّلف ذكر الموت فخارت قواه ، وصاح أواه ، وبعضهم كاد أن يطير لبّه ، وأن يتفطّر قلبه .
إذا رأيت الإخوان والجيران والخِلان فتذكر ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾
إذا أبصرت البستان والأفنان والأغصان فتذكر﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾
إذا شاهدت القصور والدّور والحبُور والسرور فتذكّر ﴿ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴿9﴾ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴾.
الله سمّى الموت مصيبة ، وأنت عنه في غيبة ، أخذ القوي والضعيف ، والوضيع والشريف ، والغالب والمغلوب ، والسّّالب والمسلوب ، قبر الغني جوار قبر الفقير، وقبر المأمور بجانب الأمير .
الموت مُباغت لا يستأذن ، ومُهاجم لا يُؤمن ، لايترك شاباًّ ليكمل شبابه ، ولا صاحب ليتمتّع به أصحابه ، ولا حبيباً يستأنس به أحبابه ، يفصّل الثوب فيأخذ صاحبه قبل أن يلبس ، ويبني المجلس فيخترم الموت الباني قبل أن يجلس ، تُزف المرأة لزوجها فيهاجمه الموت ليلة الزواج ، يزرع الزّارع فيختلسه الموت قبل الّنتاج ،الموت له صور وأشكال ، ومشاهد وأحوال ،مرة يقتل بسيف أو برمح ، أو داء أو جرح ، أو بعرق ينبض أو بعضو يمرض ، أو بحرب هائلة ، أو مجاعة قاتلة ، المهم أنه لا بدّ منه ، ولا محيص عنه ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ﴾ يصبّكم أو يمسّيكم ،﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾ أو دونكم جنود مؤيّدة ، ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ الكريم ، وكلّ حيٍّ فان إلا الحيّ القيّوم .
من لم يمت بالسيف مات بغيره ... تعددت الأسباب والموت واحدُ
.....
الموت يُسقط الطيور ، ويخطف الصقور ، ويلتهم النّسور ،يصيد الموت كل عائمة ، ويدرك كل هائمة ، ويجتاح كل سائمة ، يزحف على الحيوانات ، والعجماوات ، والحشرات ، يدخل القصور والأكواخ ، ويصرع الأطفال والأشياخ ، فسبحان من خلق الموت آية ، وجعله نهاية ، وصيّره لكل حيٍّ غاية .
﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾
زار الرُّسُل والأنبياء ، ووفَدَ على الأصفياء والأولياء ، وطاف على الحُكماء والعلماء والأدباء والشعراء،
فسقى الجميع بكأسه وهشم الكّل بفأسه ، فلا صاحب القصر نجا ، ولا مُحبّ الدنيا عمّر ولو رجا ، ولا كاره له سلم منه وإن ذمه وهجا ،
﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾.
نُعِدُّ المشرَفيَّةَ والعوالي ... وتقتُلُنا المنُونُ بلا قِتَالِ
ونرتبط السوابق مُقَربَاتٍ ... فما يُنجينَ من خَبَبِ الليالي
----
مابقي إل االقليل من مقامات الفراق وهي قصة في قصيده (جميلة جداً)
إعدام الوزير العباسي ابن بقيّة المحبوب من الشعب .
[line]-[/line]
سبحان الله وبحمده
.... سبحان الله ... الحمدلله .... لا إله إلا الله .... الله أكبر ....
---------------------------------
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه