أختي الفاضلة طالبة التحفيظ
أشكر لك رسالتك الجميلة والتي تخدم مصلحة زميلاتك
فالنشاط جزء لايتجزأ من المنهج الدراسي بل هو أساس التربية والتعليم
فالمدرسة التي لا تقيم نشاطا نجدها تقتل الطموح وتحطم الآمال
وتأد المواهب التي أودعها الحكيم في خلقه
فمدرسة مثل مدرستكم قد تكون بحاجة أكثر من غيرها لإقامة الأنشطة
وذلك لأن موادكم فيها جدية أكثر من المدارس الأخرى
فتحتاج الطالبة إلى متنفس تشم منه الهواء وتبدع في مواهبها
فكم طالبة كانت تؤمل في انتقالها من مرحلة إلى مرحلة أن تجد ما تعبر فيه
عما بداخلها مترجما بالنشاط والذي خصصت له الوزارة الميزانيات الطائلة
فتصطدم بواقع مرير وتواجه مثبطات بشرية تشمئز من النشاط بل قد تحاربه
بل سمعت عن مدرستكم أنها لا تكرم المتفوقات مطلقا خلال سنوات سابقة
وحتى نعدل في القول فقد رأيت تكريما نهاية العام الماضي فقط لاغير
فالنشاط قد يراه البعض مضيعة للوقت مشتتا للدراسة أو يرى أنه للبنين دون البنات
فهذا القول مردود على صاحبه لعد أمور منها
أن الطالبة إنسانة من لحم ودم ولها شعورها وإحساسها فالنشاط يشعر الطالبة بقيمتها
ويمنحها فرصة للتعبير عما بداخلها وإظهار ما لديها من مواهب فتنفتح شهيتها للدراسة
وتعود إليها بكل نشاط وحيوية ( وهذا من واقع تجارب ميدانية )
فالنشاط يخدم العملية التعليمية والتربوية قهو يمتص نشاط الشابات الزائد
وخاصة إذا وجدت الموجهات له التوجيه السليم كرائدة النشاط أو معلمة أو مديرة
فلماذا يحرمن بناتنا من حقهن في النشاط ولايمارسن ما يهوينه بما يناسبهن من نشاط ؟
فليست مدارس التحفيظ بمنأ عن تعليمنا وليس من شرطها أن تكون في دهاليز مظلمة
بل هي أساس الأنشطة فطالباتها من أبدع الطالبات وليس كما يتصور عنهن بأنهن منطويات
على أنفسهن بل هن على العكس تماما فكم مبدعة منهن وجدت فرصة الإبداع في مركز صيفي
أو دار نسائية وقد لا تدوم لأن المركز والدار يأتين في أوقات غير مناسبة للكثير منهن
ختاما قد أطلت عليكم ولكن حسبي كلمات خرجت من حرقة في قلبي على أولئك الذين يقتلون
المواهب ويثبطون المناشط تجاهلا أو جهلا بقيمة ذلك في المستقبل وما يخدم التربية والتعليم .