سبحان الله، ما أدق هذه القسم الثلاثي، قسم بالشمال وقسم بالجنوب، وقسم غرباً، وصاحبكم بالشرق في حيرة يتأمل هذه التجزئية ـ التي جعلت الموضوع كمساكن الضرائر، التي تقول كل واحدة لصاحبتها البعاد البعاد، يسلم العباد، ويستقر العماد، ويرضى رب العباد ـ بين قدح ومدح، وعتب وإطراء، وهذا لا يهم، ولا يقدم ولا يؤخر، لأنني رغبت أن نتحاور، في ظاهرة، ولو كانت ثانوية، وغير مهمة، ولا تستحق كل هذا القول، عند بعضنا، بقدر ما حرصت على أن ننمي في دواخلنا، حب النقاش الهادف الجاد البناء، حتى ولو كان على أيقونة المنتدى التي ترونها في أعلى الزاوية اليمنى، أنت تقول الأفضل أن تكون باللون الأحمر، وأنا أقول الأصفر، وكل منا يحضر الدليل والبرهان على صدق دعواه، ويبين لنا قوة حجته، ومحجته التي جعلته يذهب هذا المذهب وينتحل هذه النحلة، بأنها حمراء أو صفراء،
ولكن للأسف الذى بدأ من أول وهلة، أننا لم نتجرد، ولن نتجرد من الميول والعواطف والتوجهات، التي تؤزنا أزاً أن نرد كل مغاير ومخالف لها ولو كان حقاً أبلجاً، بشتى الطرق،
هناك فعلاً حالة إطباق طغت على تفكيرنا، وسيطرت على أحاسيسنا، وسيرت تصرفاتنا على ما تهوى وتذر،
والسبب؟!
هو أننا لم نتجرد، ولن نتجرد، من أجل الحق والحقيقة، وهذا أمر مؤسف وإلى الله المشتكى،
ولا أريد أن يرهب هذا الكلام أحد أن يكون مغلوباً أو مطلوباً فنحن لم نتقاش ولم نتحاور من أجل غالب ومغلوب، أوطالب ومطلوب أبداً، فكل مستفيد فهو غالب إن شاء الله، مهما كان نوع وقدر هذه الفائدة، وكل طالب فهو إن شاء الله طالب خير وفائدة،
و لا تنسيني هذه المقدمة أن أرحب بالأخت الكريمة فديكا التميمي، فحيهلا بك وبمشاركتك معنا هنا، ورزقك الله الجلادة على الرقراءة،
وأعتذر إن كان هنا ثمت وجه للإعتذار، عن التأخر في الرد، لعارض طرأ،
وأشكر لك هذا الإطراء وهو لا يهم و لا يقدم ولا يؤخر، بقدر ما أسعدني مرورك ومشاركتك في الموضوع، وكونك تصفين المقالة بالجريدة، فهذه مدحة لم يسبقك إليها أحد، فالجريدة تعتبر موسوعة مصغرة، فيها من كل بحر قطرة، فشكراً ثانياً وثالثاً ورابعا،
ويبدو أن عندك علم بواقع هذه الكتابات، من خلال قراءتي لبعض ردودك ومواضيعك، فهلا أدليتي بدلوك، وأفدتنا بما عندك، حول هذا الموضوع،
وهو نقاش نكسب منه إن شاء الله الفائدة، ونتعلم سوياً، كيف نشخص المشكلة، وأبعادها، والحلول السريعة لها،
لأن المتأمل لما يدور في واقع النت، يجد الكثير الكثير من المواضيع المستهلكة، والردود العقيمة، والحورات المملة، التي تؤججها وتسيرها حالة الإطباق التي تعتري كثير من شبابنا وفتياتنا، والله المستعان،
فهلا بدأنا بداية جادة موفقة، من أجل أن نرتقي بتفكيرنا، وحواراتنا، وتعاملنا، لنصل إلى شباب نابض بالأمل يحب الحق والحقيقية حيثما كانت ومع من تكون، ويسعى لها بتجرد وحيادية،
هذا ليس موجهاً لشخصك الكريم، وإنما أخص نفسي به أولاً وآخراً، ثم كل أحد قراءه وسمعه،