العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > واحة الحرف

الملاحظات

واحة الحرف إبداعاتكم من نزف أقلامكم

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-01-06, 01:21 pm   رقم المشاركة : 16
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

الفصل السادس



أنا لميس والأجر على الله !

على الدفاتر خلفت الصبا نتفاً وفي الفصولِ تركت القلب أجزاء
على الطباشير شيء من دم 00 عجباً تبدو الطباشير رغم الجرح بيضاء

غازي القصيبي

اعترف بأن قدرات الناس على الربط والتحليل ما انفكت تفاجئني !
رسائل كثيرة وصلتني تسألني عن هويتي الحقيقية ، وهل أكون إحدى الفتيات الأربع
اللواتي أكتب عنهن في هذه الإيميلات ؟ ولم لا ؟ ما رأيكم في أن أضع لكم رقماً
لإرسال توقعاتكم حتى تظهر على إحدى محطات الأغاني ؟ خلونا نترزق الله ! نضع
مذيعة لبنانية مهضومة تستقبل توقعاتكم على طريقة :

' بونسوار لإلكون ' ، مين ببتوأعوا تكون الشخسية المجهولي ؟ أمرة يما سديم يما ميشيل يما لميس ؟
احزوروا
وبتربحوا تزكرتين مع إكامي ببيروت تتجوا تحضرونا بحفلة البرايم ! ويمكن يكون
الحز من نسيبكون وتفوزوا بساعة بؤرب الحبيب ، يا للي هوي شخصيتنا المجهولي !
احزور وما تتأخر ! اتصل أو ابعتلنا إس إم إس ع هالأرآم المكتوبي ع الشيشي .

حتى الآن تنحصر أغلب التوقعات ما بين قمرة وسديم ، واحد فقد يرجح كوني ميشيل ، لكنه
يستدرك قائلاً أن انجليزية ميشيل أفضل من إنجليزيتي 000 هو أنا تكلمت انجليزي
أصلاً !؟ صحيح تجيك التهايم وانت نايم ! يو قت أكيوزد وايل يور أسليب ! حتى لا
تقولوا أنني لا أعرف انجليزي 000 ما أضحكني فعلاً هو إيميل من هيثم من المدينة
المنورة ينتقدني فيه لتعصبي لبنات الرياض (البدو) وإهمالي لشخصية تميس ، أعني
لميس ، حبيبة القلب ما زولا . هل يعرفها الأخ من ورائي ؟ ولا يهمك يا أخ هيثم .
إيميلي اليوم سوف يكون عن لميس ولميس فقط 000 بس لا تزعل علينا يا أبو هيثم يا
عسل (أبو هيثم) عسل بدون ميم قبل العين ، والحدق يفهم ! . وش نسوي يا أبو
الهياثم ؟ بدو ! ما علينا شرهة ! على رأي إحدى دكتوراتي الحجازيات في الجامعة :

بدوية زفتة!
***

** رغم التشابه الظاهري بين لميس وتوأمها تماضر إلا أن هناك اختلافات شاسعة بين
الأختين في الطباع والأفكار ، ومع أنهما اشتركتا في الفصل في المرحلتين
الابتدائية والمتوسطة ، وحتى في دراستهما الجامعية حيث التحقت كلتاهما بكلية
الطب البشري ، إلا أن تماضر كانت وحدها مثار إعجاب الأساتذة والأستاذات ،
لجيتها الشديدة وشخصيتها المنضبطة ، بينما كانت لميس (الدافورة أو الشاطرة
الكول) المفضلة بين الأختين لدى زميلاتهما ، لظرفها وقربها من الجميع ، مع
محافظتها على مستواها الدراسي المرتفع . كانت لميس أكثر جرأة وشجاعة من تماضر
التي تؤثر السير بجانب الحائط ، وتصف أختها دائماً بالمتهورة واللعوب .


كان والدهما الدكتور عاصم حجازي عميداً سابقاً لكلية الصيدلة ، ووالدتهما الدكتورة
فاتن خليل وكيلة سابقة في نفس الكلية ، كان العاملان الأساسيان في نجاح
الفتاتين وتفوقهما الدراسي الملوحظ . منذ ولادتهما والأبوان يحرصان كل الحرص
على توزيع الأدوار فيما بينهما حتى يوليا كلاً من الطفلتين ما تحتاجه من اهتمام
ورعاية ، ومع دخولهما الحضانة ، في الروضة ، في المدرسة ، كان اهتمام الأبوين
يزداد وحرصهما على تميز ابنتيهما يتكثف.

(تمت كتابتها بواسطةمنتديات سماء العرب)
لم ينجب الزوجان سوى هذا التوأم ،
والذي لم ينجباه إلا بعد عناء وعلاج طويل دام على مدى أربعة عشر عاماً ، رزقا
بعده برحمة من الله هاتين الطفلتين الجميلتين . لم يحاولا الإنجاب بعد ذلك ،
حيث أن سن الأم أصبح متأخراً ، ومحاولات الإنجاب بعد ذلك قد تؤثر سلباًَ على
صحتها وصحة الجنين .

من أطرف الحوادث التي مرت بلميس أيام دراستها الثانوية ،
عندما كانت في الصف الأول الثانوي ، كان أن اتفقت هي وميشيل وزميلتان لهما في
الفصل على تبادل بعض أفلام الفيديو . في اليوم المقرر جلبت كل منهن أربعة أفلام .
اتفقن على توزيع الأفلام الستة عشر فيما بينهن في آخر الدوام ، إلا أن الحظ
التعيس (أو القرادة) الرجاء الرجوع الإيميل الأول للشرح ، كان لهن بالمرصاد .
سمعت الفتيات عن نية الإدارة بتفتيش الفصول وحقائب الطالبات بحثاً عن الممنوعات
وعلى رأسها أشرطة الفيديو والكاسيت .

لم تدرِ لميس هل وشت إحدى الفتيات بهن أم
أنه مجرد سوء الحظ الذي يلازمها . ارتبكت الفتيات الأربع وأسقط في يديهن حينما
تسرب خبر التفتيش ، والمصيبة أن المخالفة لم تكن عبارة عن شريط أو اثنين ، إنها
ستة عشر شريط فيديو مع أربعة من أوائل الطالبات يا للفضيحة التي لم تكن على
البال على رأي ماري منيب : (ده اللي حصل واللي جرى لا ينكتب ولا ينقرا).

جمعت لميس الأشرطة من الفتيات ، ووضعتهن في كيس ورقي كبير ، وطلبت منهن أن يتصرفن
على طبيعتهن (وهنا تتضح قدرات لميس الإرهابية) . أخرتهن بأن كل شيء سوف يكون
على ما يرام وأنها ستتولى الموضوع .

ذهبت بالكيس خلال الفسحة إلى دورة المياه ، وراحت تبحث عن مخبأ مناسب . لم يكن
المكان مناسباً ، فالكيس كبير وهي تخشى أن تجده أي من العاملات فتقوم
بالاستيلاء عليه أو إيصاله للإدارة ، وحينما لن تكون مشكلتها مع الفضيحة
المدرسية بل مع زميلاتها اللواتي لن ترضى أي منهن أن تفرط بأشرطتها حاولت إخفاء
الكيس في خزانة الفصل إلا أنها شعرت بأن المكان مكشوف ومتوقع . كان الأمر أشبه
بلعبة (غميمة) في وقت ومكان غير مناسبين .


جاءتها الفكرة العبقرية طرقت باب غرفة المعلمات وطلبت رؤية معلمتها المفضلة أبلة هناء معلمة الكيمياء .
جاءت أبلة هناء مرحبة بهذه الزيارة المفاجئة ، وبجرأة شرحت لميس موقفها الصعب ،
فراحت أبلة هناء تولول :
- وشو بدك يانا نساوي يا لميس ؟
- ولي عا قامتي مستحيل ما بقدر خبيهون عندي
- لو عرفت الإدارة ، والله ليفنشوني
- معقولة يا بنتي سطعش فيلم مرة واحدة يا عيب الشوم عليكي .
أخذت المعلمة الكيس الضخم تحت ضغط لميس
بعد تردد طويل ، ووعدتها أن تفعل ما بوسعها لإنقاذ سمعتها . انقضت بعض
المسؤولات في الإدارة على فصل لميس في الحصة الخامسة وقمن بتفتيش حقائب
الطالبات وأدراج الطاولات والخزانة عن أية ممنوعات ، خبأت بعض الطالبات ما
يحملنه من أشرطة كاسيت (واحد أو اثنين) أو قنينة عطر أو ألبوم صور صغير أو جهاز
بيجر في جيوب المريول المدرسي ، ووقفن وظهورهن ملتصقة بجدران الفصل . كانت أعيث
صديقات لميس تدور مع المفتشات بهلع وهن بانتظار أن تعثرن على أفلامهن في حقيبة
لميس !

أثناء الحصة الأخيرة ، جاءت إحدى الساعيات إلى فصل لميس مخبرة إياها بأن
مديرة القسم الثانوي بالمدرسة قد طلبت رؤيتها . أطرقت لميس مفكرة : هادي آخرتها
يا أبلة هناء ؟ تفتني عليا ؟ أيش هادا الخوف ؟ هادا وانتي أبلة طلعت خوافة أكتر
مني ! صحيح الأبلات ما لهن أمان .

دخلت لميس مكتب المديرة بلا خوف . (ذل دامج
إز دون) ولن ينفعها الخوف والارتباك ، لكنها كانت تشعر بحرج شديد ، فهذه ليست
المرة الأولى التي تقع فيها في مشكلة من هذا النوع ليتم استدعاؤها إلى مكتب
المديرة .
- وبعدين معك يا لميس ؟ مو كفاية اللي سويتيه الأسبوع الماضي لما
رفضتي تعلمينا مين البنتاللي حطت الحبر الأحمر على كرسي الأبلة في الفصل ؟
(تمت كتابتها بواسطةمنتديات سماء العرب)
تطأطئ لميس رأسها وتبتسم رغماً عنها عندما تتذكر كيف وضعت زميلتهن أوراد بضع
نقاط من أنبوبة قلمها الأحمر على كرسي المعلمة بين الحصص . دخلت الأستاذة
لتفاجأ بالقطرات الحمراء على جلد المقعد ! وقفت مشدوهة للحظات والطالبات يغالبن
ضحكاتهن ثم سألت :
- من كان عليكن الحصة اللي قبل هاي يا بنات ؟
- (بصوت جماعي أبلة نعمت يا أبلة ! )
خرجت الأستاذة مسرعة من الفصل لتبحث عن أبلة نعمت التي
تكرهها الطالبات جميعاً ، وبطون الطالبات تؤلمهن من شدة الضحك !

ردت عليها لميس يومها بغض :
- أبلة أنا قلت لك إني ما أقدر أفتن على صاحباتي .
- هاذي اسمها سلبية يا لميس ! أنتي لازم تكونين في صفنا إذا كنتي حريصة على مستواكِ وعلاماتك .
ليش ما نتي مثل أختك تماضر ؟
بعد هذا التهديد الصريح ، والسؤال المستفز
المعهود (ليش ما نتي مثل أختك تماضر) قدمت أم لميس الدكتورة سميحة للقاء
المديرة ، وحذرتها من استخدام هذا الأسلوب مع ابنتها مرة ثانية . ما دامت لميس
لم تكن هي من قامت بترتيب المقلب، فليس من حقهن أن يطالبنها بإفشاء سر صديقاتها
، والأفضل لهن كمعلمات أن يبحثن عن الفاعلة الحقيقية بأنفسهن عوضاً عن محاولة
تسخير لميس للتجسس لحسابهن لتخسر بذلك احترامها لنفسها ومحبة رفيقاتها الكبيرة
لها . صحيح أن المعلمات يسألنها دائماً لم ليست كأختها تماضر ، لكن صديقاتها
بالمقابل يسألنها لم ليست تماضر مثلها !
(تمت كتابتها بواسطة منتديات سماء العرب)
كانت لميس أكيدة أن المديرة ستكون أكثر
تساهلاً معها هذه المرة ، خاصة وأنه لم يمض على زيارة والدتها للمدرسة سوى أيام
، وقد كانت لوالدتها مكانة خاصة في تلك المدرسة ، فهي رئيسة جمعية أمهات
الطالبات منذ خمس سنوات ولها الكثير من المشاركات الفعالة في نشاطات المدرسة
الخيرية ، علاوة على أن ابنتيها من أبرز الطالبات في تلك المدرسة وغالباً ما
يتم اختيارهن لتمثيل المدرسة في المسابقات الثقافية على مستوى المنطقة
.

قالت لها المديرة :
- أنا وصلني الكيس مثل ما انتي شايفة لكن أنا وعدت أبلة
هناء أني ما أعاقبك وأنا عند وعدي . كل اللي حاسويه هو أني راح آخذ الأفلام معي
اليوم وأرجعها لك بعدما أتفرج عليها .
- تتفرجي عليها ؟ ليه ؟!
- علشان أتأكد من إن ما فيها أفلام كذه وإلا كذه (وهي تغمز).
يا له من طلب مكشوف ! لم لا تطلب
منها بصراحة أن تستعير الأفلام لمشاهدتها ؟ على أية حال ، لن تتمتع هذه المديرة
الكريهة بأفلامها بعد هذه المشاكل التي تزجها فيها كل يوم
- آسفة يا أبلة الأفلام ما هي حقتي ، وصاحباتي لو عرفوا إنو الأفلام اتخدت راح يبهدلوني . – .
ومن هم صديقاتك هذول ؟ يا لهذه المديرة التي لا تكف عن السؤال المحرج .
- ما قدر أقول لك يا أبلة . حيعرفوا إني قلتلك وأنا وعدتهم إني أحل المشكلة لوحدي. –
- مشكلتك يا لميس إنك مسوية فيها زعيمة عصابة وكل التهزيء يجي على راسك انتي في
النهاية ! - (وهي تحاول اكتشاف صدق المديرة من كذبها) يعني يا أبلة ، لو قلتلك
أساميهم دحينا ما حيوصل لهم خبر ؟ ولا حيعرفوا إني فتنت عليهم ؟ ولا حتعملي لهم
حاجة أكيد ؟
(تمت كتابتها بواسطةمنتديات سماء العرب)

- أوعدك .
أخبرتها لميس بأسماء شريكاتها في الجريمة وأخذت الأفلام
بعد ذلك ووزعتها بينها وبين صديقاتها الثلاث قبل انصرافهن إلى بيوتهن وهن
يسألنها أين كان المخبأ وكيف استطاعت أن تتخلص من هذا الكيس الكير ! اكتفت لميس
بابتسامة واثقة وقولها المعتاد : ده أنا لميس والأجر على الله . هكذا كانت
شخصية لميس ، وكانت تماضر على العكس منها ، هادئة ومطيعة ، ورافضة لكل ما تقوم
به أختها العنيدة . رافضة ، كانت تلك الكلمة بداية لأكبر خلافات لميس مع أختها
تماضر ، ومع بقية الشلة أيضاً .

غداً بأذن الله أكثر من فصل







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 09-01-06, 02:51 pm   رقم المشاركة : 17
الرمادي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الرمادي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الرمادي غير متواجد حالياً

الف شكر اخي الغالي ابو سليمان



لقد حققت رغبة الكثيرين بالحصول على هذه الرواية الجدلية



كعادتك تقرب المسافات بجهودك الكبيرة







تقبل تحياتي وتقديري ,,,







قديم 09-01-06, 02:57 pm   رقم المشاركة : 18
الافق
عضو قدير
 
الصورة الرمزية الافق






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الافق غير متواجد حالياً

بسم الله الرحمن الرحيم

روايه اثارت الغريزه وليست الفضيله من عنوانها شدت الجميع للقراءه ولكن محتوها تفضيح وتشهير ولو كانت من نسج الخيال.. هذه قصه لاتوعي بل تفتح اعين الغافلين والغافلات.. وسلبيتها اكثر من ايجابيتها.. ومن عنوانها بنات الرياض الرياض مليى بالبنات الصالحات العفيفات الطاهرات.. وبه من هو طالحات ومتدنيات.. وهذا العنوان جرح بليغ لأهل الرياض جميعا لانه عنوان المقصود فيه الرياض.. نحن نرى ونعلم من المقصود..لكن من هو خارج الرياض. ومن هو خارج المملكه لايعلمون.. وانا بنظرتي هذي اعتبر العنوان قذف وتشهير وتجريح.. وهذا امر لايسكت عليه.. الا من رضى به باهله وجيرانه واقربائه...

ولكم تحياتي







التوقيع

قديم 09-01-06, 03:05 pm   رقم المشاركة : 19
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

اخي الفاضل الافق


هذا ما كتبته عند بدية حلقات القصة



رواية بنات الرياض

التي أخذت سمعه كبيره في الأوساط العربيه.

والهدف من نشر هذه الروايه ليس برفع شأن الكاتبه لها وأنما

لتوضيح مفهوم هذه الكاتبه وما تحتويه من قصص غريبه.







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 09-01-06, 03:09 pm   رقم المشاركة : 20
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

الرمادي


اشكرك على مرورك هنا اتمنى ان لاتحرق القصة







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 11-01-06, 10:06 am   رقم المشاركة : 21
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

الفصل السابع

: أساطير شارع خمسة

هل هذه الكلمات شغل يدي ؟
إني أشك بكل ما حولي ...
بدفاتري ...
بنزيف ألواني ...
هل هذه اللوحات من عملي ؟
أم أنها لمصور ثاني ؟

((نزار قباني))

اتهمني الكثيرون بأنني أقلد طريقة بعد الأدباء في الكتابة ، ولي الشرف
صراحة أن أقلد كتاباً كالذين ذكروا ، مع أنني والله أصغر من أن أقلدهم .
للأمانة ، أنا أكتب بهذا الأسلوب (المصرقع) حبتين ، حبة فوق وحبة تحت منذ صغري
، ولدي ما يثبت أن صرقعتي قديمة و (منذ مبطي) ، دفاتر مادة التعبير المليئة
بخنبقاتي عبر السنين . كان أكثر ما يغيظني المدرسات اللواتي لا تستهويهن
تقليعاتي وكتاباتي المرجوجة . كنت أعاقب هؤلاء شر عقاب فأنقل لهن مواضيعاً من
دفاتر قريباتي أو صديقاتي من المدارس الأخرى. لست أنسى المرة التي طلبت فيها
إحدى المعلمات الرزينات مني أن أقرأ موضوعي عن الشجرة أمام زميلاتي في الفصل .
وقفت بثقة في مواجهة ثلاثين طالبة لأقرأ ما نقلته من كراسة إحدى قريباتي الأكبر
مني بثلاث سنوات تمت كتابتها بواسطةمنتديات سماء العرب)
( من منا لا يعرف الشجرة ؟ الشجرة هي المصنع الأول للأكسجين
...! ).
بعد بضعة سطور إضافية تعذيبية من هذا النوع ، طلبت مني المعلمة أن أعود
إلى مقعدي ، ورجتني أن لا أنقل مواضيعاً من آخرين في القادمة ! واعترفت لي على
مضض أنها تفضل مواضيعي المرجوجة على هذه التفاهات .

ما أسوأ أن لا يجد الإنسان
تقديراً من أقرب الناس إليه . في تلك السن المبكرة ، عرفت أحد أهم الأسباب
المؤدية إلى الزواج الثاني


***

** كانت فاطمة زميلة للميس في كلية الطب . كان كل ما تعرفه لميس في البداية أن
فاطمة من القطيف . لم تتعرف لميس من قبل على أي فتاة قطيفية كما لم تتعرف على
أي فتاة من الأحساء أو الجبيل أو غيرها من مناطق الساحل الشرقي . لم تكن تعرف
من المنطقة الشرقية سوى الخبر والدمام . تعرفت عند دخولها للجامعة على زميلات
لها في كلية الطب قدمن من مناطق بعيدة لم تسمع بكثير عنها . منهن من جاءت من
حفر الباطن ، ومنهن من قدمت من الجوف ومن عرعر ومن القريات ومن خميس مشيط ،
ومنهن من تسكن على أطراف مدينة الرياض أو في أحياء لم تسمع بها من قبل كالسويدي
وخنشليلة.(تمت كتابتها بواسطة arab-sky.comمنتديات سماء العرب)
كانت كمية الطالبات القادمات من خارج الرياض كمية كبيرة قد تصل إلى
أكثر من نصف الدفعة المكونة من ستين طالبة . كانت لميس تشعر بالإعجاب كلما
تقربت من هؤلاء الفتيات لما تتميز به شخصياتهن من نشاط واستقلالية وقدرة على
التحمل . كن قد تخرجن من مدارس حكومية ولم تتوفر لهن ربع المساعدات التي توفرت
لا ولصديقاتها الثلاث في مدارسهن الأهلية المعروفة ، ومع ذ لك فقد تفوقن ونلن
أعلى الدرجات ، ولولا ضعف غالبيتهن في اللغة الإنجليزية لما استطاع أحد تمييزهن
عن صديقاتها ، إلا ربما ببساطة ما يرتدينه . لم تكن إحداهن قد سمعت من قبل
بالماركات الشهيرة التي لا تشتري فردات الشلة الرباعية من سواها ، ولم تتخيل
أخرى يوماً وهي تتذوق ما مع لميس من شيكولاتة فاخرة أنها بهذا السعر الباهظ
: -
خير إن شاء الله ؟ وش ذي ؟ شوكاطه والا ذهب ؟
- أنا سمعت عن شي عندكم اسمه باتشي يقولون مرة كشخة !
- في شي أغلى من باتشي بعد ؟ يا ويلي !
ذهلت ميشيل مرة
عند سماعها إحدى الطالبات وراءهما تستغفر بحنق عندما سمعت بالصدفة لميس للفستان
الذي سترتديه الليلة في عرس ابنة عمتها ! وقالت لها سديم أن إحدى الطالبات معهن
في القسم تكرر في كل حين أنها تبحث بين زميلاتها عن عروس لزوجها الذي تزوجت منه
قبل سنة واحدة لتخطبها له بنفسها ! والسبب أنها تريد أن تجد وقتاً لتنظيف
المنزل ودهن شعرها وتحنية كفيها والتزين له والعناية بطفليهما وما سيتبعه من
أطفال ، في الوقت الذي يقضيه زوجها مع زوجته الأخرى !
لم تكن ميشيل من بين
صديقاتها تستسغ هذه النوعية من الفتيات ولا تحبذ الدخول مع أي منهن في نقاش
وجدل عقيم ، ولم تكن سعيدة بحماس لميس الواضح لتكوين علاقات معهن . كانت تشعر
وكأن لميس تمثل دور شير في فيلم مراهقتهما المفضل (كلوليس) . تتعرف على أقل
الفتيات حظاً لتبدأ معها رحلة التجميل والتثقيف والتطوير . تعطيها (كومبليت ميك
أوفر) ربما لتشعرها بتفوقها وسيطرتها عليها .
لم تكن ميشيل تفهم ، وزادها حنقاً
أن سديم كانت تشارك لميس حماسها وانسجامها مع هؤلاء الفتيات الجدد . كانت هؤلاء
الفتيات على بساطتهن في غاية الأدب ورقة الطباع وكانت طيبتهن تجذب الجميع لهن ،
علاوة على خفة الدم التي تكاد تكون معدومة في الأوساط الراقية !
هل هناك علاقة عكسية ما بين المركز المادي والاجتماعي وبين خفة الدم والشخصية المرحة ؟ مثلما
يؤمن البعض بوجود علاقة طردية بين البدانة وخفة الدم ؟ أنا شخصياً أؤمن بذلك . (
المصالة) أو (ثقالة الطينة) أو السماجة داء متفش في الأوساط الراقية ،
وباعتبار أن نسبة المصالة بين الإناث تفوق بكثير نسبتها لدى الذكور ، ولأن
التماسيح للأسف أخف دماً من السحالي ، (خصوصاً السحالي الجميلة مثلنا) ، فإنني
أنعي بكل أسى نفسي وصديقاتي ، ولكن الحمد لله على أية حال ، فكما يقول المثل
الشعبي : العَوَض ولا القطيعة ! (تمت كتابتها بواسطةarab-sky.comمنتديات سماء العرب)
بدأت لميس تلاحظ غيرة ميشيل من كل فتاة تتقرب
منها في الجامعة . مع أن لميس اجتماعية منذ معرفة ميشيل بها ، لكن البيئة في
الجامعة تختلف تمام الاختلاف عن بيئة مدرستهن ، والطبقة الأرستقراطية أو
المجتمع المخملي الذي تنحدر منه معظم زميلاتهن في المدرسة ، ليس إلا جزءاً
بسيطاً من الطبقات المتباينة الموجودة في الجامعة . إن مجتمعنا السعودي أشبه
بكوكتيل الطبقات الذي لا تختلط فيه أي طبقة بالأخرى إلا للضرورة وعند الخفق
القوي. في الفصل الدراسي الأول من أولى سنواتهن الجامعية ، كانت سديم ولميس
تجتمعان ويمياً على رصيف شارع خمسة أو الشانز (الشانزليزييه) كما يسمونه في
جامعة البنات بعليشة . كانت الفتاتات تحلمان برؤية شانز عليشة من كثرة ما سمعتا
عنه ، فإذا به مجرد بضعة مقاعد خشبية قديمة موزعة أمام بوابة الخروج رقم خمسة ،
وإذا بجامعة عليشة مجرد مبانٍ آيلة للسقوط وشوارع مغطاة ببقايا تمر جاف سقط من
نخلات متراصة على امتداد طرقها ، بعد أن يئس من قدوم من يجنيه ، وحتى بعد وقوعه
، لم يجد له من يرفعه عن الأرض . ميشيل التي قدمت من كليتها بالملز خصيصاً
للتحقق من ما هية شانز عليشة أصيبت بخيبة أمل كبيرة ، وندبت حظها الذي أجبرها
على دخول الجامعة في السعودية بدلاً من أمريكا . لمجرد أن عماتها اجتهدن في حشو
رأس والدها المتفتح بأفكار بالية . حذرنه من مغبة السماح لها بالدراسة وحدها في
الخارج ، لأن الفتيات اللواتي يقمن بذلك يكثر حولهن الكلام فلا يجدن من يتزوج
منهن بعد عودتهن إلى البلاد . الطامة الكبرى كانت في اقتناع أبيها المتحضر فجأة
بهذه السخافات ! كان لرصيف نمرة خمسة كما في أغنية عمرو دياب في فيلم آيس كريم
في جليم – هل كان يعني عليشة ما غيرها ؟ - أسرار أشبه بالأساطير ، وكانت تروى
عنه الكثير من القصص الحقيقية أحياناً والمبالغ بها أحياناً أخرى .

إحدى قصص رصيف خمسة المشهورة والتي تناقلتها الأجيال في جامعة عليشة قصة أروى . هل توجد
بين طالبات عليشة من لم تسمع بأروى؟! كانت أروى طالبة مليحة التقاطيع ، يميزها
شعرها القصير جداً ومشيتها المسترجلة . كان الكل يخاف من أروى والكل يطلب ود
أروى . إحدى البنات تقسم أنها رأت أروى في أحد الأيام جالسة على رصيف شارع خمسة
وقد ظهر طرف السروال الرجالي الأبيض من تحت تنورتها السوداء الطويلة ! وأخرى
تؤكد أن صديقة لها كانت قد رأتها وهي تلف يدها حول خصر إحدى الفتيات بطريقة
مشبوهة ! تذكر سديم أنها ماتت رعباً عندما مرت بجانبها أروى وهي (تحش) فيها .
لم تكن سديم قد التقت أروى قبل ذلك ولذلك فإنها لم تنتبه للمأزق الذي وضعت
نفسها فيه حتى أخبرتها إحدى الزميلات التي انضمت متأخرة إلى الحديث أن المستندة
إلى ذلك الجدار القريب وعيناها معلقتان بسديم وابتسامتها المخيفة لا تغادر
شفتيها ليست سوى أروى ! (تمت كتابتها بواسطةarab-sky.comمنتديات سماء العرب)
- تهقونها سمعتني يا بنات ؟ إذا كانت سمعت ، وش بستوي
فيني !؟ سألت سديم صديقاتها والعرق يتصبب من كل مسام جلدها . حذرتها صديقاتها
من أن تسير بمفردها في تلك الجامعة بعد ذلك اليوم ، فمن الواضح أنها قد انضمت –
عن جدارة – إلى اللائحة السوداء لأروى!.
- الله يخلف عليك يا سدّوم ! ابتعدي عن مبنى رقم (............) فهو أقدم المباني وأبعدها ويقولون إن أروى تصطاد
البنات اللي يروحون هناك بلحالهم لأن المكان بعيد وخرابة والبنت إذا صرخت وإلا
كسرت الدنيا هناك محد داري عنها !
- أروى الشوشو ، الله الحافظ ! إلا صحيح هل
تخرجت أروى من عليشة ؟ لم أسمع عنها منذ زمن . أصبحت أروى الآن أسطورة كغيرها
من أساطير هذه الجامعة الأثرية . (تمت كتابتها بواسطةمنتديات سماء العرب)
بعد انتهاء النصف الدراسي الأول من سنتهما الأولى
، انتقلت لميس مع تماضر للدراسة في جامعة الأقسام العلمية للبنات بالملز
حيث تدرس ميشيل أيضاً في كلية الحاسب الآلي ، وذلك لمدة فصل دراسي واحد تنتقلان
بعده إلى كلية الطب البشري للبنات – في الملز أيضاً – لمدة سنتين ، تنتقلان
بعدها – أخيراً – للدراسة في مستشفى الملك خالد الجامعي . وهذه المحطة الأخيرة
في دراستهن هي ما تحسدهن عليه بقية الفتيات ، ففي نفس المستشفى يدرس طلاب الطب
البشري وطب الأسنان والصيدلة والعلوم الطبية – وذلك قبل افتتاح كلية العلوم
الطبية في عليشة .
كان حلم الاختلاط بالشباب حلماً كبيراً بالنسبة لكثير من
الطالبات والطلاب ، ودافعاً للبعض ممن ليست لهم أي ميول طبية للالتحاق بتلك
الكليات التي قد توفر لهم مساحة أكبر من الحرية ، حتى وإن كان الاختلاط المنتظر
مقيداً ولا يتجاوز الصدف العابرة أثناء الفراغات ما بين المحاضرات أو وقت
الصلاة حيث لا يحلو للطلاب إلا أن يصلوا في المصلى القريب من الطالبات ،
واللمحات السريعة أثناء التجول في المستشفى أو أثناء ركوب المصاعد.
أنتهاء الفصل السابع....







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 11-01-06, 02:13 pm   رقم المشاركة : 22
ديز ابي
زائــــر




معلومات إضافية
  النقاط :
  المستوى :
  الحالة :

بلييييييييييييييييييييز عطنا الفصول الباااااااااقية بأسرع وقت


ومشكووور أخي على تنزيلك للروااااااااااااية







قديم 11-01-06, 04:13 pm   رقم المشاركة : 23
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(8)

الذي لا يعجبه العجب


عندما تصاب المرأة بحالة يأس فإن قلبها يصبح كأكرة الباب ، أي إنسان يديرها يميناً وشمالاً .

(( أنيس منصور))

أولاً أقدم لكم اعتذاري عن تأخري غير المقصود عن إرسال هذا الأيميل ، فقد تعرضت لظروف صحية منعتني من الكتابة بالأمس يوم الجمعة ، ولذلك يأتيكم إيميلي اليوم السبت ، فسامحني يا عزيزي إياد لأني أعدت لك عصر الجمعة الكئيب بعد أن تعودتعلى إيميلاتي التي صارت تخفف عنك تعاسة هذا اليوم ، واعذريني يا غادة و (أشكرك) بالمناسبة لأنك أول فتاة تعبّرني بإيميل منذ بداية هذه السلسلة الفضائحية ، لأنني لم أوفر لك مادة للتعليق أنت وزميلاتك في البنك هذا السبت ، وسامحني يا رائد أبو دم خفيف لأنني لخبطت عليك جدولك الأسبوعي وشككتك باليوم والتاريخ حتى ظننت أن البارحة هو يوم الخميس وكدت تتغيب عن العمل اليوم السبت وتأكل بهدلة بسبب إيميلي المتأخر !

وضعت أحمري الصارخ ، وصحن (طرشي( كبير إلى جانبي . أنا بحاجة لطعم لاذع هذه المرة ليذكرني بطعم ما سأكتب في هذا الإيميل .

***

عودت قمرة نفسها على حياتها الجديدة ، بعد أن اتضح لنا أن ما يقوم به راشد ليس مجرد حياء من الزوجة التي اقتحمت حياته فجأة ، وإنما أكثر من ذلك . لم تكن قمرة قادرة على تسمية تصرفاته باسمها الذي يرد في ذهنها وإن ظلت الكلمات تتسرب من عقلها إلى قلبها الوجل : ( زوجي اللي أحبه يكرهني . يبغي يطفشني ...)

. تعودت بعد أسابيع قليلة من وصولهما إلى شيكاغو وبعد أن زاد تذمر راشد من كسلها وعدم مغادرتها الشقة أن تذهب للتبضع وشراء مستلزمات المنزل في نهاية كل أسبوع . لم يكن راشد على استعداد لتعليمها قيادة السيارة بنفسه ، ولم يكن يثق بقدرتها على التفاهم مع معلم أو معلمة أجنبية بإنجليزيتها الركيكة ، فاستعان بزوجة أحد أصدقائه العرب التي عرضت تلعيمها القيادة لقاء مبلغ مالي . رسبت قمرة في الامتحان العملي ثلاث مرات متتالية فقطع راشد عليها دروس القيادة وأمرها بأن تعتاد على استخدام سيارات الأجرة في قضاء حوائجها .

كانت ترتدي عند خروجها معطفاً طويلاً فوق ثيابها مع حجاب أسود أو رمادي . حتى لباسها هذا أصبح بعد فترة مصدر إزعاج لراشد .

-ليش ما تلبسين ملابس عادية مثل باقي الحريم ؟ كإنك تتعمدين تحرجيني قدام أصدقائي بهذه الملابس المبهذلة ! وتسأليني ليش ما أطلع معك ! (تمت كتابتها بواسطةarab-sky.comمنتديات سماء العرب)
لم تتمكن قمرة ولا والدتها من استيعاب مصدر الإزعاج ولاتوبر المستمر لدى راشد، إلا أنه على الرغم من ضيقها وحزنها الشديدين فقط كانت مستعدة لعمل المستحيل لإنجاح هذا الزواج ، أو على الأقل مجرد الاستمرار فيه.

ألحت عليه في أحد الأيام أن يصطحبها إلى السينما . بعد أن وصلا واتخذا مقعده في القاعة وهي إلى جانبه ، فاجأته بنزع معطفها وحجابها ، وهي تبتسم بخجل وتحاول قراءة أفكاره في تلك اللحظة . بعد أن تأملها بطرف عينه لبضع ثوان قال لها بجلافة
: - الحجاب أرحم ... البسيه بس البسيه

قبل الزواج ، كانت فرحتها بالخطوبة والعريس )الكشخة) والتجهيز من لبنان بالمهر الذي لم يُدفع لأي من بنات العائلة أكثر منه ، أكبر من أن تشوبها شائبة ، لكن تساؤلات وشكوك كثيرة وجدت طريقها لنفسها مع مرور الأيام .

(وشو له تزوجني إذا ما كان يبيني؟) سألت قمرة نفسها مراراً وتكراراً ، وسألت والدتها أيضاً عما إذا كانت قد سمعت من أهل راشد أنه كان مرغماً على زواجه منها ، ولكن أيعقل أن يُجبر رجل – طول بعرض – على الزواج من امرأة لا يريدها أياً كانت الأسباب ؟

لم تره قبل العرس إلا يوم الرؤية الشرعية ، وبما أن تقاليد عائلتها لا تسمح للمتقدم للخطبة برؤية العروس بعد ذلك إلا بعد أن يتم عقد القران ، ولأنه لم يكن بين العقد والعرس سوى أسبوعين ، فقد تم الاتفاق بين والدة قمرة وأم راشد على أن لا يرى راشد عروسه في تلك الفترة حتى تتمكن من الاستعداد لحفل العرس . كل ذلك كان منطقياً في نظر قمرة ، إلا أنها استغربت عدم طلب راشد من والدها أن يسمح له بمهاتفتها للتعرف عليها قبل أن يتم الزفاف ، كما فعل وليد مع سديم فيما بعد .

كانت تسمع أن غالبية الشبان هذه الأيام يصرون على التعرف على خطيباتهن من خلال المكالمات الهاتفية قبل أن يتم عقد القران ، مع أن عادات أسرتها لا تسمح بالمكالمات إلا بعد العقد . كان الزواج عندهم كالبطيخ على السكين كما يقولون ، وقد كانت بطيخة أختها الكبرى نفلة سكر زيادة بينما كانت بطيختها وبطيخة حصة قرعة .

كل هذه الدقائق وملاحظاتها على شخصية راشد الصعبة و(كلاكيعه) النفسية بدأت تكبر وتكبر ككرة متدحرجة من الثلج تنحدر من قمة الجبل وهي آخذة في التضخم . ظلت قمرة تبحث بين تلك الدقائق عن السبب الحقيقي لنفوره منها ، السبب الحقيقي وراء استخفافه بها ، السبب الذي يدفعه لإجبارها على تناول حبوب منع الحمل طوال هذه الأشهر ، على الرغم من تحرقها لإنجاب طفلة منه .

بدأ الشك يتسرب إلى نفس قمرة بعد مرور بضعة أشهر على زواجهما . لم تكن معاملة راشد لها تختلف كثيراً عن معاملة أبيها لأمها ، إلا أنها كانت تختلف عن معاملة محمد لأختها نفلة وحتى عن معاملة خالد لحصة في بداية زواجهما ، وكانت تختلف كل الاختلاف عن معاملة جارهما الكويتي لزوجته التي تزوجها قبل زواج راشد من قمرة بستة أشهر .
أحبت قمرة زوجها رغم ما قابلها به من قسوة وغلظة ، وتعلقت به على الرغم من كل شيء ، فهو أول رجل تختلط به من خارج وسط محارمها ، وهو أول رجل يتقدم لطلب يدها ليشعرها بأن هناك من يحس بوجودها في هذا العالم . لم تدر قمرة هل أحبت راشد لأنه جدير بأن يحب أم لأنها تشعر بأن من واجبها أن تحبه بصفته زوجها ، لكن الشك الذي بدأ يغزو قلبها من ناحيته أقلق منامها وأيقض مضجعها وجعل أيامها سوداء بسواد أفكارها .
أثناء تسوقها في بقالة الخيّام العربية في شارع كيدزي ، كان صاحب البقالة يغني مع أم كلثوم بطرب واضح . أصغت قمرة إلى اللحن الحزين والكلمات التي لامست جرحاً غائراً بداخلها :

كأني طاف بي ركب الليالي*** يحدث عنك في الدنيا وعني

على أني أغالط فيك سمعي*** وتبصر فيك غير الشك عيني

وما أنا بالمصدق فيك قولاً*** ولكني شقيتُ بحسنِ ظني

تعذب في لهيب الشك روحي*** وتشقى بالظنون وبالتمني

أجبني إذا سألتك ! هل صحيح ... حديث الناس ؟ خنت ؟؟ أم لم تخني ؟ أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك وأنت مني ..

(( معقولة راشد يحب واحدة غيري )) ؟ .

اغرورقت عينا قمرة بالدموع وهي تصل بتفكيرها عند هذا الحد .

** *
عندما زارت قمرة الرياض في عطلة رأس السنة لم يكن راشد معها . قضت بين أهلها ما يقارب الشهرين آملة أن يطلب منها راشد العودة بعد أن يمل الوحدة ، إلا أنه لم يسألها يوماً أن تعود ، بل إن إحساسها كان يقول لها أنه يتمنى أن تبقى في الرياض ولا تعود ! كم كان يقتلها مئات المرات كل يوم ببرودة ! حاولت المستحيل حتى تستميله ولكن بلا جدوى ، فقد كان راشد مثالاً لرجل الأسد بعناده الفطري وطبيعته المراوغة .

كانت لميس المستشارة الفلكية للشلة تأتي بكتب خيرية حديب وماغي فرح عن الأبراج من بيروت ، وتقرأ لكل منهن مواصفات برجها ، ونسب التوافق بين ذلك البرج مع غيره من الأبراج . كانت استشارة الفتيات للميس أساسية قبل أية علاقة ، فقمرة اتصلت بها لتسألها عن مدى توافق برجها – الجوزاء – مع برج راشد – الأسد – في فترة الخطوبة ، وسديم التجأت إليها أيضاً عندما تقدم وليد – الحمل – لخطبتها ، حتى ميشيل التي لم تتحمس يوماً لهذه الأمور اتصلت بلميس بعد أن اكتشفت أن فيصلاً من مواليد برج السرطان طالبة منها المشورة حول نسب نجاح علاقتها – امرأة الأسد – به . (تمت كتابتها بواسطةarab-sky.comمنتديات سماء العرب)

أهدت لميس قمرة قبل زواجها نسخة مصورة من أحد كتبها الثمينة . كانت قمرة تعيد قراءته باستمرار وتخطط على ما يناسبها منه :

((أنثى الجوزاء جذابة مغرية تدير بجمالها رؤوس الناس . كثيرة النشاط والحركة وصبرها القليل يتحكم حتى في مواقف الحب . إنها أصدق نموذج للمرأة الهوائية التي لا تستقر على شيء أو شخص . عاطفية بل متأججة العاطفة إذا ما لقيت الرجل الملائم الذي يرضى قلبها وعقلها وجسدها معاً . إنها إنسانة معقدة على الرغم منها . أعصابها متوترة ومخاوفها كثيرة ، إلا أنها مثيرة ومسلية ومن يعرفها يجهل معنى الضجر... )).

((الرجل الأسد إنسان واقعي ، ذكي مقتصد لا يحب أن يضيع وقته في اللعب غير المثمر ، عصبي سريع الانفعال ، أناني وعنيد ويزأر حيث يغضب . إذا أحب فإنه يمتلك حبيبته ويغار عليها . متسلط في حبه لكنه مندفع في الحب كبركان يطلق حمم الغرام . على المرأة الحبيبة أن تغمض عينيها ولا تبالي عندما يتدخل في شؤونها وأن لا تعظم الأمور. لا يتردد في إظهار العنف إذا راوده الشك في طاعتها وإخلاصها له ..))

كان أسوأ ما قرأته قبل زواجها هو نسبة التوافق بين المرأة الجوزاء والرجل الأسد التي لا تتجاوز الـ 15% !

((يصعب الاتفاق والانسجام بين أنثى الجوزاء ورجل الأسد . يتعاونان لمدة معينة من أجل تحقيق النجاح العملي ، أما العلاقة العاطفية فتبقى فاترة نافرة وميالة إلى الفشل الأكيد)).

كانت تقرأ هذه السطور قبل زواجها وهي تتمتم (كذب المنجمون ولو صدقوا))، لكنها تقرأها الآن بإيمان أكبر ، وهي تتذكر مليكة طباختهم المغربية في الرياض ، التي كانت تقرأ لها الفنجان والكف أثناء فترة الخطوبة مؤكدة لها أن زواجها من راشد سوف يكون من أنجح الزيجات في العائلة ، وأنها سوف ترزق بكثير من الأطفال ، حتى أنها كانت تصفهم لها وكأنها ترى ملامحهم في بقايا البن المتخثرة في قاع الفنجان أو بين طيات كفيها .

حتى الويجي بورد التي شاركت صديقاتها الثلاث اللعب بها في المرحلة المتوسطة عندما جلبتها لهن ميشيل بعد إحدى رحلاتها إلى أمريكا . أخبرتها لوحة الويجي أنها ستتزوج من شاب يبدأ اسمه بحرف الراء وأنها ستسافر معه إلى الخارج . ستنجب له ثلاث أبناء ذكور واثنتين من الإناث . تحركت القطعة الزجاجية الصغيرة التي تلمسنها بأصابعهن بخفة فوق لوحة الأحرف وسط ظلام الغرفة في تلك الليلة لتدل على أسماء أبنائها واحداً واحدة !

تحاول قمرة التخلص من أفكارها الخبيثة التي تتسرطن في دماغها . تتصل بأمها في الرياض لتسألها عن كيفية إعداد الجريش وتمضي الوقت في سماع آخر أخبار أقاربهم في القصيم وجيرانهم في حي الربوة وحكايا أبناء نفلة الأشقياء وصبر حصة على زوجها خالد بانتظار أن تنضج الطبخة .



نهاية الفصل الثامن







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 11-01-06, 04:16 pm   رقم المشاركة : 24
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

استجابة لطلب الكثير من المتابعين اليوم اطرح فصلين من الرويه





الــفــصـل الــتــاســع



(9)


كنز في قصيدة

كيف أحبه ؟ دعني أعدد لك كيف
أحبه بكل أبعادي وأنفاسي
أحبه ملء كل يوم
أسعى إليه بحرية كما يسعى الرجال لحقوقهم
بطهارة المتعبد بعد الصلاة
بأحزاني القديمة وبإيمان الطفولة
بكل القديسين الذين رحلوا
بدموعي وابتساماتي
وإن شاء الرب
سأحبه أكثر بعد الممات

((اليزابيث باريت براوننج))

وصلتني الكثير من الرسائل الة خلال الأسبوع الماضي . البعض من راشد الجلف ، والبعض من قمرة الضعيفة ، والبقية وهم الأكثرية ون علي لحديثي عن الأبراج وقراءة الفنجان والويجي بورد ، وأنا مع الجميع في غضبهم وضدهم . أنا كما ترون وسوف ترون فتاة طبيعية ، وإن كنت مرجوجة بعض الشيء . أنا لا أحلل ما أفعل ولا أحرمه ، كل ما هنالك أنني لا أدعي الكمال الذي يدعيه البعض.(تمت كتابتها بواسطةarab-sky.comمنتديات سماء العرب)

صديقاتي أمثلة بيننا يتجاهل بعضنا وجودها عمداً ويغفل البعض الآخر عنها تماماً . دائماً ما تردد هذه الجملة على مسامعي : (أنت لن تصلحي العالم ولن تغيري الناس..) معهم حق ، لكنني لن أتخاذل عن المحاولة كالجميع ، وهذا هو الفرق بيني وبين الآخرين . إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، عسى الله أن يجعل كتابتي في ميزان أعمالي ، وأكرر لمن لم يفهم ! أنا لا أدعي الكمال ! أنا أعترف بنقصي وجهلي ، ولكن كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ، وأنا أعمل على تصحيح أخطائي باستمرار وأقسو على نفسي في سبيل تطويري لذاتي ، لكنني وللأسف لا أجد في من حولي من يقوم بالشيء ذاته . ليت الذين يحاسبونني يلتفتون لتقويم أنفسهم قبل أن يثوروا لتقويمي ، علناً نتوب عن بعض معاصينا بعدما نقرأها على صفحات الأنترنت . علنا نكشف أورامنا المستترة ونستأصلها بعد أن أعرض لكم عينات بشعة منها تحت المجهر . إنني لا أرى عيباً في أن أورد عيوب صديقاتي في رسائلي ليستفيد منها الآخرون ممن لم تتح لهم فرصة التعلم في مدرسة الحياة ، المدرسة التي دخلتها صديقاتي من أوسع أبوابها ، باب الحب ! العيب الحقيقي في رأيي أن يقف كل منا ضد الآخر محاولاً النيل منه والتحقير من شأنه مع أننا نعترف جميعاً بوحدة الهدف ، ألا وهو الإصلاح .

في يوم الفالنتاين أو عيد الحب ، ارتدت ميشيل قميصاً أحمراً وحملت حقيبة من نفس اللون ، وكذلك بالنسبة إلى شريحة كبيرة من الطالبات ، فاصطبغ الحرم الجامعي باللون الأحمر ، ثياباً وزهوراً ودمى . كان العيد أيامها تقليعة جديدة استلطفها الشبان الذين صاروا يجولون في سياراتهم في الشوارع مستوقفين كل فتاة جميلة ليقدموا لها وردة حمراء ملفوفاً على ساقها (الرقم) ! واستلطفتها الشابات اللواتي وجدن أخيراً من يهديهن وروداً حمراء كما في الأفلام . كان ذلك قبل أن تمنع جميع مظاهر الاحتفال بعيد الحب في السعودية ، وتتم معاقبة أصحاب محلات الزهور الذين يقومون بتوفير الورود لزبائنهم الفي آي بيز بطرق ملتوية وكأنها بضاعة مهربة . يمنع الاحتفال بعيد الحب في بلادنا ولا يمنع الاحتفال بعيد الأم أو الأب مع أن الحكم الشرعي واحد . مضطهد أنت أيها الحب في هذا البلد .

استلمت ميشيل هديتها الضخمة من سائق فيصل الذي كان بانتظارها عند بوابة الجامعة . كانت الهدية عبارة عن سلة كبيرة تناثرت في الورود المجففة والشموع الحمراء على شكل قلوب ، وفي وسط السلة دب أسود يحمل قلباً مخملياً قرمزي اللوز . إذا ضغطت على القلب تنبعث أغنية باري مانلو you know I can't smile without you بصوت مضحك بعض الشيء .

دلفت ميشيل (أو ذلفت باللهجة السعودية) إلى قاعة المحاضرات منتشية . أطلت على زميلاتها اللواتي نهشت قلوبهن الغيرة وهي تقرأ لهن القصيدة التي خطها فيصل على البطاقة المرفقة بالهدية ، حتى أن عدداً منهن قام بجلب الدمى والورود في الغد كدليل لحصولهن على هدايا مثلها عشية عيد الحب .

من أجلها دُبجت هذه القصيدة ، صاحبة العينين البراقتين
هي مشرقة التعبير ، كتوأمي ليدا 00
ستشف هذه الكلمات عن اسمها الجميل الكامن وسطها لتجده بنفسها ...

مخفي في هذه الصفحة, محجوب عن كل قارئ
بين السطور ، فتشن بدقة ! فهي تخبئ كنزاً مقدساً طلسماً ... تعويذة

علقنها بالقرب من القلب

ابحثن جيداً بين حروف القوافي
بين الكلمات والمقاطع . لا تستصغرن أي شيء
حتى المبتذل منها ، وإلا ضاع عليكن نتاج جهدكن
ما من عقدة غوردية هنا في لغزي تستلزم سيفاَ ضالعاً لحلها
فلو استطاعت إحداكن أن تفهم الحبكة ، المرسومة على هذا الورق الذي بين أيديكم...
إنها كلمات كالمرآة ، تعكس روح صاحبتها.

ثلاث كلمات تحمل أبلغ المعاني...

أحرفي ربما تخدعكن ، لكنها ما زالت تحمل بين طياتها شيئاً من الحقيقة ... كفوا من المحاولة فلن تحلوا الأحجية مهما فعلتم ! (تمت كتابتها بواسطةarab-sky.comمنتديات سماء العرب)

لم تفهم أي منهن معنى تلك الأبيات الغريبة ، ولم تكشفن حل اللغز المخبأ وسط السطور ، فعن أي كلمات يبحثن وكيف ؟ كانت ميشيل قد اتصلت بفيصل قبل دخولها القاعة لتشكره على هديته وتسأله عن معنى القصيدة . قال لها أنها قصيدة لإدجار آلان بو عمل على ترجمتها منذ أسابيع ليهديها إياها في يوم الفالنتاين ، وأسرّ لها أن حل اللغز سيظهر بين يديها إذا ما قرأت الكلمة المكونة من الحرف الأول من السطر الأول ، والحرف الثاني من السطر الثاني ، والحرف الثالث من السطر الثالث ، وهكذا ..

بدأت إحدى الفتيات بعدّ الأحرف في كل سطر وراحت الأخرى تدونها حرفاً بعد حرف بالقلم الرصاص على سطح الطاولة ، وميشيل تراقبهن باستمتاع بعد أن عرفت الحل قبلهن : السطر الأول ميم ... السطر الثاني ياء ... الثالث شين ... الرابع ياء ... لام ... عين ... باء ... دال ... ألف ... لام ... راء ... حاء ... ميم ... ألف ... نون ...

صرخت الفتيات بصوت واحد : ميشيل عبد الرحمن !!!

في ذلك اليوم ، بكت الكثير من الطالبات أحباء قدامى و(صارت فضائح !) وتمت مصادرة العديد من الهدايا ووقعت الطالبات اللواتي ارتدين ثياباً أو إكسسوارات حمراء تعهدات بعدم تكرار هذا الفعل في السنة القادمة . في السنوات التي تلي كان التفتيش يتم على الملابس قبل أن تنزع الطالبة عباءتها عند البوابة ، حتى يتسنى للمفتشات إعادتها مع سائقها إلى منزلها بمجرد العثور على أية دليل للجريمة الحمراء في حوزتها ، حتى وإن كان الأحمر ، ربطة للشعر .

المهم ... لم تنته هدية فيصل لميشيل عند هذا الحد ، ففي طريقها إلى المنزل ، وبينما هي تقلب الدب الأسود الناعم بين يديها ، وتستنشق عطر فيصل الأنيق (بولغاري) الذي عطره به ، انتبهت إلى قرطين ماسين على شكل قلبين علقهما فيصل في أذني الدبدوب الجميل حتى تعلقهما دبدوبته الجميلة في أذنيها .







نهاية الفصل التاسع







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 11-01-06, 05:37 pm   رقم المشاركة : 25
ديز ابي
زائــــر




معلومات إضافية
  النقاط :
  المستوى :
  الحالة :

حبيبي ... هي كم فصل الرواااايه ..


ومشكووور على تعبك عليهاا ,.,.







قديم 11-01-06, 05:55 pm   رقم المشاركة : 26
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

باقي خمس اجزاء







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 11-01-06, 06:04 pm   رقم المشاركة : 27
ابو الحسن
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ابو الحسن






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ابو الحسن غير متواجد حالياً

أخي الفاضل المجمعة ديرتي


لم ينزل حتى الأن الفصل الثاني ؟؟؟؟







التوقيع

[align=center][/align]

قديم 11-01-06, 06:39 pm   رقم المشاركة : 28
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

الفصل الثاني




البنات يحتفلن بقمره على طريقتهن :Subject

إما أن تكون الحياة تحديا ومغامرة, أو لأتكون شيئا أبدا.

هيلين كيلر


في البداية, رسالة صغيرة من الأخوة حسن وأحمد وفهد ومحمد وياسر, الذين أسعدوني بمداخلاتهم الجادة:
لا ... مايمكن نتعرف .
وبعد أن وضعت أحمري الصارخ, أكمل من حيث توقفت.


* * *
بعد زفاف قمره , وضعت صديقتها الجرار الفخارية الصغيرة التي نقش عليها اسما العروسين كتذكار إلى جانب التذكارات التي وزعت عليهن في أعراس زميلاتهن , وكل واحدة منهن تتمنى أن يضاف تذكار زفافها إلى جانب بقية التذكارات عاجلا غير آجل كي لاتموت بحسرتها .


أعدت الشلة ترتيباتها الخاصة قبل حفلة العرس لعمل مايشبة الباتشلوريت بارتي التي يقيمونها للعروس في الغرب قبل زفافها . لم يردن أقامة حفل دي جي كما جرت عليه العادة مؤخرا , حيث تقوم صديقات العروس بعمل الحفل الراقص الضخم والذي قد يشتمل أحيانا على وجود مطربة (طقاقه) , ودعوة جميع الصديقات والقريبات والمعارف بدون علم العروس " أو في الغالب بعلمها مع إدعاء العكس " , وتتكفل الشلة التي تقيم الحفلة بجميع التكاليف التي لاتقل عن بضعة الألف من الريالات , أرادت الفتيات شيئا جديدا هذه المرة , صرعه من اختراعهن لتقلدهن الأخريات فيما بعد .

وصلت قمره محمرة الوجه والجسم بعد الحمام المغربي وفتلة الوجه والحلاوة , كن في اجتماع في منزل ميشيل التي ارتدت بنطا لا فضفاضا به الكثير من الجيوب مع سترة ضخمة لتخفي معالم الأنوثة منها , وطاقية " بندانة " خبأت تحتها شعرها ونظارة شمسية ملونه لتبدو كمراهق أفلت من رقابة والدية , وارتدت لميس ثوبا أبيضا رجاليا مع شماغ وعقال فبدت لطولها وجسمها الرياضي شابا وسيما ناعما بعض الشئ , أما بقية الفتيات فارتدين العباءات المخصره والمطرزة مع لثمات تغطي مابين الأنف والنحر وتبرز جمال أعينهن المكحلة وعدساتهن الملونة ونظاراتهن الغريبة .

تولت ميشيل التي تحمل رخصة قيادة دولية قيادة الجيب أكس فايف ذي النوافذ المعتمة كليا والذي تدبرت أستئجارة من أحد معارض السيارات باسم السائق الحبشي . اتخذت لميس مكانها إلى جانب ميشيل بينما تراصت بقية الفتيات وهن خمسة في المقاعد الخلفية , وارتفع صوت المسجل مصحوبا بغناء الفتيات ورقصهن .

كان محل القهوة الشهير في شارع التحلية أول محطة توقفن عندها , ومن الزجاج المظلل أدرك الشباب بفراستهم أن في الاكس فايف صيدا ثمينا , فأحاطوا بها من كل جانب ! بدا الموكب يسير نحو المجمع التجاري في شارع العليا والذي كان محطتهن الثانية , دونت الفتيات ماتيسر لهن من أرقام الهواتف التي جاد بها الشباب , أما بترديد المميز منها , أو باللوحات المعدة مسبقا لتعليقها خلف نوافذ السيارة بحيث تراها الفتيات في السيارات المجاورة بوضوح , أو بالبطاقات الشخصية التي يمدها الجرئيون من الفتيان أيديهم بها عبر النوافذ لتلتقطها الجريئات من الفتيات أيضا .

عند مدخل السوق , نزلت الفتيات تتبعهن مجموعة لايستهان بها من الشباب , الذين وقفوا حائرين أمام رجال الأمن " السيكيورتي " الذي لايسمح بدخول العزاب إلى السوق بعد صلاة العشاء . انصرف المستضعفون ولم يتبق سوى شاب واحد , تجرأ وتقدم نحو ميشيل التي بدا واضحا له ولغيره من المطاردين منذ البداية - لجمال وجهها ونعومة تقاطيعه التي عجزت عن إخفائها - أنها ولميس فتاتان جريئتان تبحثان عن المغامرة , وطلب منها أن تسمح له بالدخول معهن كفرد من العائلة مقابل ألف ريال . ذهلت ميشيل لجرأته إلا أنها وافقت سريعا , وسارت وبقية صديقاتها إلى جانبه وكأنه فرد من المجموعة .

داخل السوق تفرقت الفتيات إلى مجموعتين , مجموعة من البنات تترأسهن سديم , ومجموعة الشباب المكونة من لميس وميشيل وإلى جانبهما ذلك الشاب الوسيم .

كان يدعى فيصل . ضحكت لميس وقالت له أنه مامن شاب ذلك اليوم يدعى عبيد أو دحيم ! الكل أسمة فيصل أو سعود أو سلمان ! ضحك الشاب الوسيم معهما ودعاهما إلى العشاء في مطعم فاخر خارج السوق إلا أن ميشيل رفضت الدعوة .

أعطاها ورقتين من فئة الخمسمائة بعد أن خط رقم هاتفة الجوال على إحداهما واسمه الكامل على الأخرى : فيصل البطران .

كانت أعين النساء في السوق تتابع قمره وسديم وبقية البنات بصورة مزعجة . كانت الواحدة منهن تتفحصهن من وراء نقابها بجرأة وتحد وكأنها تقول لهن " عرفتكن وماعرفتوني " . هذه هي الحال لدينا في الأسواق , يحملق الرجال في النساء لأسبابهم الخاصة , وتحملق النساء في بعضهم لإشباع غريزة " اللقافه " ! لايمكن لفتاة أن تسير في أسواقنا بأمان الله دون أن يتفحص الجميع " وخاصة بنات جنسها " العباءة التي ترتديها والطرحة التي تغطي بها شعرها , وطريقة سيرها والأكياس التي تحملها وفي أي اتجاه تلفت وعند أي بضاعة تقف ! هل هي الغيرة ؟ صدقت مقولة ساشا غيتري : " النساء لايتجملن للرجال , بل نكاية في النساء " !

بعد السوق وكمية من المغازلات البريئة وغير البريئة , اتجهن الفتيات نحو احد المطاعم الراقية لتناول العشاء , ومن ثم توجهن إلى محل صغير لبيع الشيشة والجراك والمعسل واشترين شيشا بعددهن واختارات كل منهن مذاق المعسل الذي الذي تفضلة .

بقية السهرة تمت في بيت لميس , بداخل خيمة صغيرة في ساحة المنزل يقضي فيها أبوها واصدقاءه أماسيهم مرتين أو ثلاث في الأسبوع . يدخنون الشيشة ويتناقشون في مختلف الأمور, بدءا من السياسة وانتهاء بزوجاتهن, أو العكس. كانت العائلة قد سافرت منذ بداية العطلة الصيفية إلى جدة وبقيت لميس وأختها تماظر لحضور زفاف قمرة .

وزعت الشيش الجديدة في الخيمة لأن شيش الأب تنتقل حيثما يسافر . أعدت الخادمة الفحم وأخذت الغاني تصدح والجميع بالرقص والتعسيل ولعب الورق , حتى قمرة جربت المعسل هذه المرة بعد أن أقنعتها سديم أن " الواحدة ما تتزوج كل يوم " , وأعجبها معسل العنب أكثر من غيره .

أحكمت لميس شد ربطتها حول ردفيها , وأبدعت بالرقص الشرقي كعادتها وخاصة على عزف حديث لأغنية لأم كلثوم " ألف ليلة وليلة " . لم تكن تشاركها الرقص أي من البنات الموجودات , وذلك لأسباب وجيهة ؛ أولها انه يستحيل على أي من الفتيات مجارة لميس في رقصها المتقن , وثانيها أن الجميع يحببن مشاهدة لوحاتها الراقصة , حتى أن البعض أطلق على أسماء على كل حركة من حركاتها , فهناك حركة فرامه الملوخية وحركة عصارة البرتقال وحركة ورايا ورايا . تؤدي لميس هذه الحركات باستمرار في الرقص مالم تلاقي التشجيع والتصفير والتصفيق والهتافات التي تليق بمقامها أثناء أداء " النمرة بتاعتها " .

تشاركت لميس مع ميشيل تلك الليلة في شراب زجاجة الشامبيين الغالية التي أخذتها الأخيرة من خزانة والدها للمشروبات الخاصة بالمناسبات الهامة . زفاف قمرة كان جديرا بزجاجة من الدون بيرنيو . كانت ميشيل تعرف الكثير عن البر اندي والفودكا والواين وغيرها من أنواع الكحول . علمها والدها كيف تقدم له النبيذ الحمر مع اللحوم والأبيض مع الأطباق الأخرى , لكنها لم تكن تشاركه الشرب إلا في المناسبات , أما لميس فهي لم تتذوق أيا من تلك المشروبات قبل ذلك إلا مرة واحدة في منزل ميشيل إلا أنها لم تستسغ الطعم , ولكنهما اليوم تحتفلان بزفاف قمره ولابد من أن تشارك ميشيل الشرب حتى تجعلا من تلك الليلة ليلة مميزة في كل شئ !

عندما علت أغنية عبد المجيد عبد الله " يابنات الرياض ... يابنات الرياض .... ياجوهرات العمايم ... ارحموا ذا القتيل .... اللي على الباب نايم " لم تتبق في الخيمة أي من البنات إلا وقامت ترقص .

نهاية الفصل الثاني.. وغداً جزئين أخرين


المعذرة فقط سقط الفصل الثاني سهواً







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 11-01-06, 06:42 pm   رقم المشاركة : 29
المجمعة ديرتي
مـستـشار المنتــدى الريــاضي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : المجمعة ديرتي غير متواجد حالياً

(10)


عندما يصبح الحزن لذة



قال لها يوماً : كل ما يريده الرجل من المرأة أن تفهمه ، فصاحت المرأة في وجهه قائلة : وإن كل ما تريده المرأة من الرجل هو أن يحبها !

(سقراط)

من بين الانتقادات الكثيرة التي صارت تصلني يومياً عبر بريدي الإلكتروني ، كان انتقاد فئة كبيرة من القراء لي بسبب استشهادي بأبيات نزار قباني ، وترحمي عليه في أول إيميل . لا أعرف سبب هذه الثورة غير المبررة ! أنا أصر على أنني لم أقرأ يوماً من الشعر الحديث شعراً ببساطة شعره وبلاغة بوضوح بلاغته ، ولم أتأثر يوماً بهؤلاء الشعراء الحداثيين الذين يكتبون قصيدة من ثلاثين بيتاً تتحدث عن لا شيء ! لا أحب القراءة عن صديد الجبين المتقرح المنبثق من وراء خصر الحزن السرمدي ! ولا أنسجم إلا مع أبيات نزار الواضحة والتي لم يستطع أي من هؤلاء الشعراء الجدد مع احترامي لهم نظم مثلها رغم بساطتها .

بعد رسوب سديم المفاجئ للجميع وهي المعروفة بتفوقها ، اقترح والدها عليها اصطحابها إلى لندن للاستجمام ، إلا أنها طلبت منه أن تسافر وحدها وتقيم في شقتهما في ساوث كينزنغتون لأنها كانت تريد أن تقضي فترة من الوقت مع نفسها . وافق على طلبها بعد تردد ، وقام بتزويدها ببعض الأرقام والعناوين لأصدقاء له يقضون الصيف هناك برفقة عوائلهم حتى تلتقي بهم إن أرادت الترفيه عن نفسها ، وحثها على ملء فراغها بالالتحاق بأية دورة تعليمية في الحاسب الآلي أثناء إقامتها هناك ، أو بصفوف لتدريس الاقتصاد حتى تستفيد منها بعد عودتها لكليتها في الرياض .

لملمت سديم جرحها مع ثيابها – على رأي راشد الماجد – وقامت بشحن الجميع من عاصمة الغبار إلى عاصمة الضباب . لم تكن لندن جديدة عليها فقد اعتادت قضاء الشهر الأخير من كل صيف فيها ، لكن لندن هذه المرة كانت مختلفة . هذه المرة كانت مصحة كبرة قرر سديم اللجوء إليها لتتجاوز العلل النفسية التي تكالبت عليها بعد تجربتها مع وليد.

قبل هبوط الطائرة في مطار هيثرو ، توجهت سديم نحو حمام الطائرة وقامت بنزع عباءتها وغطاء شعرها لتكشف عن جسم متناسق يلفانه الجينز والتي شيرت الضيقان ، ووجه بريء التقاطيع تزينه حمرة الخدود الخفيفة (البلاشر) وقليل من الماسكارا ومسحة من ملمع (لب قلوس) للشفاه .

أمطار لندن الصيفية التي طالما سعدت سديم بالتنزه تحتها كانت مصدر كآبة وتعاسة لها في تلك الرحلة . بدت لندن لسديم حال وصولها غائمة كمزاجها . الشقة الهادئة ووسادتها الخالية ساعدتاها على ذرف دموع لم تكن تعلم أنها قادرة على ذرفها بتلك الغزارة وخلال تلك المدة القصيرة .

بكت سديم كثيراً ، بكاءً حارقاً . بكت الظلم الذي حل بها وأنوثتها المطعونة ، وبكت حبها الأول الذي وئد في مهده قبل أن تهنأ به ، وبكت وهي تصلي طويلاً لعل الله يهيئ لها من أمرها رشدا ، فلا أم تطمئنها ولا أخت تقف إلى جانبها في هذه المحنة ، ولا زالت لا تدري أتخبر أباها بما حدث بينها وبين وليد في آخر ليلة لهما أم تحمل السر إلى قبرها.

لم يكن بيدها سوى الاستغفار والدعاء بألا يفضح وليد الخسيس السر وراء تطليقه إياها ، وألا يتحدث عنها بما يشينها بعد انفصاله عنها ... (يا رب استر علي . يا رب اكفني شره ! يا رب ! ما لي غيرك ألجأ له . أنت الأعلم بحالي ...).

أدمنت سديم في تلك الفترة سماع أغاني الحزن واللوعة والفراق . استمعت خلال تلك الأسابيع القليلة لعدد من الأغاني الحزينة يفوق ما استمعت إليه منها طوال حياتها. كانت تشعر بنشوة عارمة كلما استمعت لأغانٍ مثل رسالة حب لطلال مداح أو كان يا ما كان لميادة الحناوي أو نسيانك صعب أكيد لهاني شاكر أو آه يا قاسي أنا فيك ابتليت لمصطفى أحمد .
كانت هذه الأغاني تغمرها بالحزن وتلفها كمهاد دافئ . مع مرور الأيام ، لم تعد تستمع إلى هذه الأغاني لترفه عن نفسها بل أصبحت تسمعها لتظل في جو الحزن والنشوة الذي اكتشفته بعد أن عاشت تجربة فشل الحب الأول التي عاشها معظم العشاق . تجربة سادية ماسوشية فريدة من نوعها . عندما يصبح الحزن لذة نسترجعها وقت الفرح . عندما نخلق من التجربة خيمة حكمة نجلس بداخلها لنفلسف حياتنا الموجودة في الخارج . نتحول إلى قلوب مرهفة تستشيرها أي ذكرى وتبكيها أي فكرة ، قلوب تخشى الانكسار بعد الانكسار الأول فتبقى في خيايمها حتى يأتي بدي غريب ليصلح أوتادها ، تدعوه على فنجان قهوة وتستبقيه بعدها في الخيمة حتى يؤنس وحشتها ، فتنهار خيمة الحكمة عليها وعليه ! .

بعد أسبوعين من حظر التجول والحبس الانفرادي بداخل الشقة ، قرر سديم أن تتناول غداءها في أحد المطاعم التي لا يرتادها الكثير من السائحين الخليجيين ، فقد كان آخر ما تريده وهي في تلك الحالة أن تلتقي بشاب سعودي (يتميلح) بمحاولة التودد إليها.

لم تبد بحالٍ أفضل هناك مما كانت عليه بين جدران الشقة ، فقد كان جو مطعم (هش) على اسمه ، هادئاً ورومانسياً . بدت سديم كمجورة تخلي عنها أهلها فجلست لتناول طعامها وحيدة والعشاق من حولها يتهامسون ويتناجون على أضواء الشموع .

تتذكر سديم عشاءاتها الشاعرية مع وليد وخططهما لشهر العسل . وعدها أن يذهب بها إلى جزيرة بالي ، وطلبت منه أن يقضيا بضعة أيام في لندن قبل عودتهما من شهر العسل ، فلطالما كانت تحلم بأن ترافق زوجها يوماً ما إلى الأماكن التي كانت ترتادها وحيدة لسنوات .

سوف تأخذه لزيارة متحف فيكتوريا وآلبرت ومتحف تيت ومدام تسّودز .مع أن وليد لا يستهويه الفن كما يستهويها إلا أنها ستغير من هذه الطباع بعد الزواج ، كما ستجبره على ترك عادة التدخين التي تغيظها . سيربان الشوقا أبل ويتناولان السوشي في إيتسو في درايكوت آفنيو ، وسيغرقان معاً في كريب البلجيم تشوكليت من المحل القريب من شقتها . سوف تصطحبه إلى سهرات إشبيلية ، ولن تنسى بالطبع أن تأخذه في رحلة بحرية في برايتون ، وفي آخر أيامها في لندن ، سوف تذهب معه للتبضع من سلون ستريت الذي يضم العديد من البوتيكات الشهيرة ، سوف تجعل وليد يشتري لها أحدث موديلات الثياب والجلديات من هناك كما أوصتها أم قمرة ، بدلاً من أن تشتريها مسبقاً بمهرها .

كم هي مؤلمة تلك الذكريات . فستان زفافها الفخم وطرحتها المميزة اللذان جُلبا لها خصيصاً من باريس ما زالا قابعين في خزانة ملابسها في الرياض ، كانا يمدان لها لسانيهما باحتقار كلما فتحت باب الخزانة . لم تستطع التخلص منهما . كان شيئاً ما بداخلها ينتظر عودة وليد . لكنه لم يعد ، وبقي ثوب زفافها والطرحة شاهدين قبيحين على دناءة حبيبها وخسته.

كانت مكتبة دار الساقي وجهتها في صباح الغد . قررت أن تذهب إليها سيراً على الأقدام للتمتع بالجو في ذلك اليوم الصحو . اتجهت نحو إقزبشن رود واجتازت متحف فكتوريا وألبرت وهي تتأمل آثار قنابل الحرب العالمية الثانية على جدرانه ، مذكرة البريطانيين على الدوام بمدى كراهيتهم للألمان في حال نسوها . قطعت الهايد بارك التي تغص بألوان مختلفة من البشر والأحصنة والحمام الذي يتقافز بخفة لالتقاط ما يرمى له من حبوب هنا وهناك . أكملت سيرها فوق الجسر وهي تتأمل المناظر الجميلة المحيطة بها.

كان عليها أن تسير لما يقارب العشرين دقيقة حتى تقطع الهايد بارك وتصل إلى شارع بيزووتر . راحت تغني أغنية طويلة بعض الشيء لعبد الكريم عبد القادر (غريب ... شايل جروحي والحكي وياي... غريب ... داير وروحي هدها ممشاي ) وصلت وهي تردد بشجن ( أمشي وقلبي حزن ... أمشي ) إلى الشارع الذي صبغته أشجاره الظليلة بلون أخضر ساحر ، سارت فيه يساراً ثم اتجهت يميناً في كوينز واي وتوقفت فجأة عن الغناء خوفاً من أن تلفت إليها أنظار النشالين في ذلك الشارع المخيف نوعاً ما . عندما وصلت إلى الوايتليس اتجهت يساراً في شارع ويست بورن قروف حتى وصلت أخيراً إلى دار الساقي الموجودة على الجهة المقابلة من الشارع وهي تفكر : (كان لازم أقرأ دعاء السفر ... والله مشوار) .

اشترت ((العدامة(( و(الشميسي) لتركي الحمد بعد أن رأت رجلاً خليجياً أربعينياً يطلبهما من البائع أمامها ، واشترت رواية (شقة الحرية) لغازي القصيبي التي كانت قد أعجبتها كمسلسل بثته شاشة إحدى الفضائيات منذ سنوات ، وأخيراً اختارت رواية (ذاكرة الجسد) لأحلام مستغانمي بعد أن أثنى عليها البائع العراقي اللطيف ونصحها بقراءتها.

عادت إلى شقتها مستقلة الحافلة ، لتجد رسالة صوتية مسجلة من أبيها على هاتف الشقة . أخبرها بأنه قد رتب لها برنامجاً للتدريب الصيفي في أحد البنوك التي يتعامل معها باستمرار وذكر لها أن التدريب يبدأ بعد أسبوع .
أعجبتها الفكرة . عمل صيفي ومزيد من الاستقلالية وتطير الذات . بعد كتب دار الساقي والعمل البنكي لم يتبق من خططها للصيف سوى أن تدرس علم النفس على يد فرويد من خلال الكتب التي جلبتها معها إلى لندن لتتمكن من تحليل شخصية وليد حتى تصل إلى العوامل التي دفعته إلى تطليقها بلا ذنب .
كانت قراءة الكتب التي اشترتها ممتعة وبخاصة روايتي الشميسي وشقة الحرية التي لاحظت اختلافاً كبيراً بينها وبين المسلسل المقتبس منها . كان أكثر ما ضايقها أنها تجهل ما يتوجب عليها قراءته بعد ذلك ، لم تكن أي من صديقاتها المقربات محبة للقراءة حتى تستشيرها في هذا الأمر ، ولم يعجبها كثيراً أن تقلد الآخرين فيما يشترونه أو أن تلتزم باختيارات البائع دون أن تكون لديها أية خلفية عن تلك الكتب التي ينصحها بشرائها . ودت لو أن لديها لائحة بالكتب الإلزامية لكل مثقف ومثقفة حتى تقرأها جميعاً وترتاح .

وجدت في كتابات القصيبي والحمد الكثير من الأحداث والتلميحات السياسية التي ذكرتها بروايات يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس التي أدمنت قراءتها في مرحلة المراهقة . خطرت ببالها المظاهرة التي مُنعت هي وزميلاتها من القيام بها في أحد الأيام عندما قامت جميع الدول العربية بتنظيم المظاهرات تضامناً مع الشعب الفلسطيني وانتفاضة الأقصى . وتذكرت مقاطعة المنتوجات الأمريكية والبريطانية التي بدأت منذ فترة في بلدان كثيرة ولم تشارك فيها سوى قلة من صديقاتها ، وحتى هؤلاء لم تستمر أي منهن فيها أكثر من أسابيع قليلة . هل كانت السياسة فيما سبق في متناول الجميع ثم أصبحت الآن في متناول القادة والحكام فقط ؟

لم لا تجد أياً من معارفها ذكوراً أو إناثاً يخوضون في معترك السياسة ويؤمنون بهذه القضية أو تلك ويدعمونها بأرواحهم كما كان عليه الحال أيام شباب غازي وتركي ؟ ما الذي جعلهم هذه الأيام لا يهتمون من السياسة الخارجية سوى بفائح كلينتون ومونيكا لوينسكي ؟ ومن السياسة الداخلية سوى بفائح شركة الاتصالات ؟ ليست المشكلة قاصرة عليها فكل زميلاتها مهمشات في الحياة السياسية ، ولا دور لهن ولا أهمية . لو كانت تفهم في السياسة ، لو أنها تدافع عن قضية معينة أو تعارض قضية ما ، لكانت وجدت ما يشغلها عن التفكير بوليد الكـ....!

الجزاء الحادي عشر قريباً







التوقيع


غيرنا التوقيع علشان يخف الضغط عند بعض النااااااااااس

قديم 15-01-06, 03:35 am   رقم المشاركة : 30
دمعــة أمـل
عضوه قديره





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : دمعــة أمـل غير متواجد حالياً

اخي المجمعة ديرتي .........

مجهود اكثر من متميز.............الرواية لها صدى كبير والجميع يتمنى قرائتها ...........

واتمنى ان تتم هذا المجهود.........لاننا سوف ننتظرها بشوق.......

بالنسبه لي قريت الجزء الاول قبل الامتحاناات واتمنى بعد رجوعي ان اجد البقيه...........اكرر شكري لك







التوقيع




[align=center][/align]


((إذا لم تستطع أن تنظر أمامك لأن مستقبلك مظلم ,وإذا لم تستطع أن تنظر خلفك لأن ماضيك مؤلم فانظر إلى الأعلى تجد ربك تجاهك فكن مع الله كما يريد يكن لك فوق ماتريد.وإذا اردت أن يكون الله لك كما تحب فكن له كما يحب))>>>ماأعظمها من حكمة..

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 11:10 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة