للاسف اصبحت الفوضى سمه عامه فى الحياه وبصورة اكثر اسفا اختلطت الامور لدرجه اصبحنا فيها لا نستطيع تحديد مصدر تلك الفوضى .
انحن مصدرها ؟ذواتنا التى تجمع بين كل التناقضات ... حين يجتمع داخلنا العقل والجنون ...الراحه والقلق ...السعاده والحزن
حين نبكى ونبتسم فى آن واحد ....حين نحب ونكره فى ذات الوقت .حين نبتعد بينما نحن نتمنى القرب وحين نُجبر على التقارب ممن نرجو الابتعاد عنهم.
اليست تلك هى الفوضى بعينها ؟ ان يجتمع المعقول واللا معقول داخل كيان واحد هذا هو العبث الحقيقى
قد نبرىء انفسنا ونقول ان مصدر تلك الفوضى هو عالمنا الذى يحيط بنا ...فان كان ما نحياه منطقى لصار المنطق هو سنتنا وقانون حياتنا ولكن ولان ما نحياه هو اصل الفوضى والعبث فلقد صرنا جزء من منظومه فوضاويه شامله .
اعود واقول ومن صنع محيطنا وشكله ؟ومن صنع مفردات حياتنا ألسنا نحن ؟حين امتلكنا حق الاختيار وامتلكنا فرصة اتخاذ القرار ألسنا نحن من اخطئنا حين قررنا ؟ ألسنا نحن من وضع قوانين تحكم حياتنا ؟ أليست حياتنا صنع ايدينا ونتاج احلامنا ؟ اى اننا فى النهايه المصدر الاساسى لتلك الفوضى التى تعم انحاؤنا .
نضع آمال عريضه ونخطط لاشياء مستقبليه ظنا منا اننا قادرون على ان نمتلك زمام الامور وان نسيرها فى اتجاه مسارها الصحيح وحين نخطىء وحين نصطدم بما يحطم احلامنا نبكى ونصرخ ونأسف على حالنا وما وصلنا اليه متناسيين اننا من سلك ذلك الدرب واننا من قمنا بالاختيارات الخاطئه من البدايه
الفوضى والعبث تتمثل حقا حين نجبر انفسنا على اشياء لا نرضاها ...حين تتملكنا الساديه تجاه انفسنا فنصير ادوات عقاب هيئت لتكيل الينا كل انواع العذاب .
الفوضى والعبث الحقيقين حين نصب جم غضبنا على انفسنا ونوجه لها اللوم رغم انها لا حول لها ولا قوة ما زرعت لتحصد وما اخذت لتعطى وما جنت ليجنى عليها .
الفوضى حين تثق فيمن حولك رغم ان كل الشواهد تقول انهم ليسوا محل ثقه على الاطلاق .
الفوضى والعبث حين تترجم نظرات من حولك على انها نظرات حب بينما يتطاير من اعينهم الشرر
الفوضى والعبث حين تجد يد ممتدة اليك لتحتضنك واليد الاخرى لنفس الشخص تحمل نصل حاد مجهز ليرشق فى ظهرك
الفوضى والعبث حين يختلط احبتك باعداءك فلا تحمل الا صوره
مشوهه المعالم لخارطه علاقاتك بالبشر وحين تهم بمصافحة احد تتوقف للحظات وتحتار فى اجابة السؤال حين تنظر لعين من اقبل عليك تتقافز الحيره فى عينيك ويقف على طرف لسانك اسئله تود ان توجهها الى من اقبل عليك ....من انت ؟وماذا تحمل لى داخل نفسك ؟هل انت عدو ام صديق ؟اتكن لى الاحترام ام انك تسخر منى ومن طيبة مشاعرى تجاهك؟ هل انا حقا امثل لك كما تعلن وتقول ام انى بالنسبة اليك لا شىء ؟ هل انت صادق فيما تقول وتفعل ؟ ام انك متحايل ومدعى ؟
هذا هو العبث بعينه حين تخشى ان تبتسم و حين تخشى ان تبكى وحين تخشى ان تخشى شىء وتخشى ان تطمئن لشىء وحين تخشى المعلوم وتخاف المجهول وحين تخشى العقل وتهاب الجنون .
ما هذا العبث الذى اقوله ؟!!!!!
ما اشعر به الان هو عبث وجودى فى الحياه فلا جدوى من البقاء ولا جدوى من الرحيل وهذا هو جوهر الفوضى والعبثيه ان تكون لا شىء داخل اطار غير مرئى بين اناس مخفيه حقيقتهم يضمكم جميعا عالم قانونه الاساسى "انه لا قانون ولا معيار لشىء على الاطلاق "
اعتذر عن ما احدثته من فوضى داخل عقولكم ....حفظ الله لكم سلامتها وادام علىّ نعمة الجنون