نقد التعليم
( أختنق مجاملة ) ؟؟!
أهذا ما وصلك من كل كلامي ؟!
حسبي الله ونعم الوكيل ,, ..
سامحك الله يا أختاه .. ما ظننتك والله تنظرين إليّ بهذا المنظار ..
عندما حكيت لك يا عزيزتي حكايتي لم أرم إلى قولبتك فيها كما فهمت ,, بل أردت وأقسم على ذلك أردت ( نقل ) ما توصلت إليه من ( فوائد ) كانت لها انعكاسات ( إيجابية ) علي , إليك وإلى غيرك ,, لتستفيدوا كما استفدت ,, ولئلا أبوء بوزر كتم العلم والنفع .. أقسم ما من دافع لي سوى الحب والإشفاق .. لئلا تتكرر معكم ذات تجربتي الفاشلة وتداعياتها المؤلمة ..
فهل ترين أني قد ارتكبت جريرة استحققت جراءها منك كل هذا ( الجفاء والقسوة) ؟!
عزيزتي :
عندما تقولين (( لاتلزميني بتبني وجهة نظرك في تجاربك !ولاتحاولي تركيب ( التجارب ) في منظومة الإطار الواحد !))
عندما تقولين وتعتقدين بذلك فأنت تقرين أيضا بأن ذات الأمر ينطبق عليك أنت ! فكيف تريدين إلزامنا بتبني وجهة نظرك ,, وقبول تجاربك ( الشخصية ) على أنها ( نتائج نهائية ) ؟!
بعض من العدل والإنصاف يا نقد ..
حين سقت تجربتي يا نقد لم أركز على تفاصيلها بل كل ما عنيته من إيرادها هو ( نتائجها وثمراتها ) ,, والتي هي ( لب الحوار وأساس اعتراضي على هذا الموضوع ) ..
فما هي ( نتائج وثمار ) تجربتك ؟!!
ضعيها هنا وأعلنيها أمام القراء .. ليختاروا ( المسلك ذا النتائج الواضحة ) .. فهم ذوو عقول تفكر وتدبر ,, وتزن الامور بميزان ( النتائج ) العادل ,, لا ميزان الهوى الجائر ..
لك يا نقد انتقادات .. ولديك اقتراحات .. نشرتها هنا وبأسلوب ( تؤخذ ا لدنيا غلابا ) !!
فمالذي تحقق لك منها بعد مسلكك الثائر الجائر ؟؟!!
أي مصلحة وأي إصلاح حققت وهذا ديدنك ؟!
هاتي فوائدك فربما غيرت وجهة نظري لأني لا أأنف والله من قبول تجارب الغير ذات النتائج ( الإيجابية ) !! فقط أثبتي لي ( فوائد منهجك) .. واعدك بأن أعلن تراجعي عن آرائي بلاخجل ولا استحياء ( إذ لا محل للعناد والمكابرة عندي متى ما ثبت لي تعارضها مع النفع والمصلحة العامة ) !! فليست ليلى من الشخصيات التي تتعلق بأهداب ( ثبات المبدأ ) حين تتبدى لها سوأته وينكشف عواره !!
أختي الكريمة :
عندما أراك تصرين وتؤكدين على النقد والاصلاح وفق منهج ( التلويح بالسيف وشحذ الخنجر ) للجميع بلا استثناء أتعجب وأتساءل بكل دهشة عما ترمين إليه وتسعين للحصول عليه من وراء ذلك ؟!
أبيدك يا نقد عصا موسى لتضربي بها مدينتنا العامرة بكل الأطياف والأجناس ومختلف المعادن المتفاوتة في درجات الدين والعقل والفكر وسائر الصفات ,, لتتحول بغمضة عين إلى ( مدينة أفلاطون الفاضلة ) ؟!
كيف تفترضين يا نقد أنك بإشهار سيف نقدك هنا ستصبغين عصرنا بصبغة عصر الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام ؟!وستحيلين الجميع إلى أتقياء أنقياء ؟؟!!
هذا عصرنا وهذه مثالبه .. وهؤلاء قومنا بمزيج خيرهم وشرهم ..
وحين نتعامل معهم يجب أن نتعامل وفق هذه الحقيقة الواقعية .. لا أن نرسم لهم صورا خيالية مغرقة في المثالية ..ثم نغضب عليهم إن لم يصيغوا أفكارهم وسلوكياتهم ( وفق) أفكارنا وتوجهاتنا !!
نحن جميعا يا نقد ( نتمنى المثالية ) في كل مسؤول ..ليرتاح كل مواطن .. لكن هذا الأمر غاية لا تدرك للأسباب التي ذكرتها آنفا .. من اختلاف المشارب وتنوع المذاهب ..
فهل يصر بعد ذلك (( العاقل الواعي )) على ( قولبة ) المسؤولين وفق رؤيته ومنهجه مدعيا بذلك الإصلاح وهو خلو من ( الاستطاعة والقدرة ) و ( ليس من ذوي النفوذ أو تولية المناصب ) ..؟؟!!
أم يحاول الإصلاح ( وفق ما يمكن ) متبعا أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة ؟؟!! ومتبعا سياسة ( ما لا يدرك كله لا يترك جله ) ؟!!
عندما أطلب منك يا نقد تصحيح ( طريقة النقد ) ,, فإني أطلب ذلك لتصلي إلى ما تريدينه من ( تصحيح أوضاع ) .. ولا يعني ذلك إحاطة المسؤول بهالة العصمة أو جعله فوق النقد .. كما فهمت من خلال ردك ..
ولتوضيح الصورة والمراد أغير لك المثال بآخر :
تخيلي أن أباك قد أجحف في حقوقك وحقوق إخوتك ووالدتك ,, أكنت ستتعاملين معه وفق منهجك الناقد ( منهج المبارزة والمواجهة الفاضحة ) لتأطرينه على الحق أطرا !! ليقوم على ( مسؤوليته ) التي هي من صميم ( واجبه ) والتي ترينه قد قصر فيها ؟؟!!
أم كنت ستتبعين أسلوب ( الحكمة والمداراة والقول اللين ) لئلا تستثيرين فيه ( ما جبلت عليه النفس البشرية من رفض للخنوع وبغض لتعرية جوانب القصور ) لعله ينتبه من خلال لينك ومداراتك إلى نواحي تقصيره فيصوّب على إثر ذلك مساره ؟!!
تخيلي ان أخاك الأصغر قد تجاوز حدود الصواب في أمر من الأمور .. أكنت تأتين إلى والدك ( المخطئ ) لتفرغي شحنات غضبك على ( الاثنين ) واسمة أباك بالمقصّر الذي نتج عن تقصيره مقصّر أصغر لأن ( الناس على دين ملوكهم ) !!!!
أم كنت تستعينين بصلاحيات أبيك وقوة سلطته للحد من ( تجاوزات ) أخيك الصغير ؟؟
في الوقت الذي تتعاملين فيه مع ( أخطاء ) أبيك بأسلوب ( اللين والتعظيم ) الذي يتلاءم مع ( مكانته وموقع مسؤوليته ) في الأسرة ؟؟
مالذي يمليه عليك العقل والنقل يا نقد من أساليب التعامل في تلك المواقف ؟! والتي لكل ( تصرف لك ) فيها , ( ردة فعل ) مساوية له في القوة ومعاكسة في الاتجاه ؟؟!!
فإن تصرفت بلين جنيت الفائدة بلين .. وإن تصرفت بعنف لم تجني غير العنف !!
فدونك وما تريدين ..
ولكن تذكري دائما أن الله عز وجل قد أرسل من هو خير ( مني ومنك ) إلى من هو ( شر من تلك المسؤولة أو ذاك المسؤول ) .. أرسل موسى وأخاه إلى فرعون الكافر اللعين ,, فوصاهما بقوله (( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )) ..
فكيف إذن ينبغي أن يكون نقدنا مع المؤمن الموحد الذي لم يوصد الأبواب قط أمام من يعرف حدود الأدب ويحفظ حتى في حال الغضب لكل ذي حق حقه بتجرد وإنصاف ؟؟!!
غاليتي نقد :
عندما قرأت قولك (( وبدلاً من أن تطالبينا بحجب اصواتنا عن الكبار ، كان الأولى ان تطالبيهم بإعادة النظر في مسارهم الوظيفي ( كل حين ) والأخذ بوجهات النظر والتصحيح ( مهما قست ) ، وآلا يستنكفوا ويتحسسوا من ( أي ممارسة نقدية ) حتى ولو كانت من شيطان أبي هريرة !))
عندما قرأت هذا القول تعجبت كثيرا من تلك الرغبة القوية الجامحة في دواخلنا على ( تعديل الآخرين ) .. في الوقت الذي ( نعجز ) فيه عن ( تعديل ) أفكارنا ,, لنصل إلى ما نبتغيه من نتائج إصلاحية !!
برغم استحالة الأولى ما دمنا بهذا القدر من ( تصلب الرأي ) مع ( ثبات خطئه وعدم جدواه ) .. وبرغم سهولة ويسر الثانية لأننا نملك السيطرة على ذواتنا ومسار أفكارنا !!
بدلا من انتظار إصابة ( كل المسؤولين لدينا ) بطفرة جينية تقولبهم وفق مرئيات نقد التعليم ,, أليس الأسهل والأيسر أن تبدل نقد التعليم أفكارها بما يتواءم والمصلحة العامة التي تبلغها ( شيئا مما تبتغيه ) بدل انتظار واستمطار ( المستحيل) وبأسلوب ( جلاء الصارم وتبني الثبات على الخطأ الدائم ) ؟!!
عزيزتي نقد :
نعم ,, كل منا مر بتجارب وأزمات كونت له رصيدا كافيا من المفاهيم والقناعات ( كما تقولين ) تماما ,, ولكن هل مدار حديثنا هنا عن القناعات أم عن ( النتائج المأمولة ) و ( التطورات المرتقبة ) ؟؟!!
أتمنى يا نقد أن تخرجي من إطار المشاعر ودائرة العاطفة المسكونة بألم المعاناة ,, إلى حيث ( الأمل ) المنتظر .. و ( الرجاء ) المعتبر ,, لنقدنا الإصلاحي ..
أنا لم أقدح يا نقد في نقدك ,, ولم أصادر حريتك في التظلم ,, ولم أنف رغبتك في الإصلاح .. بل كل ما أقوله :
إن زيادة ( تخمة مخزون المواقف ) لديك قد جعل القارورة ( ممتلئة ) ,, لذا بقيت تجرين في فلك ( التنفيس ) .. مصرة على حمل شعار ( التيئيس ) !!
فتحرري من قيود الانفعال,, ولا تضيقي المجال .. خففي الشحن ,, وغيري اللحن ,, لنشرع بوابات ( الأمل ) في سبيل الوصول إلى إصلاح ( مرغوب ) .. وتصحيح ( مطلوب ) .. دون حق ( مسلوب ) ..أو نجاح ( مغصوب ) !!!
اتهمتني يا نقد بأني قد أتيت لـ : ( تأدية واجب ) ..
وهي تهمة أفتخر بها وأعتز .. إذ أديت واجبا تجاه نفسي بطرح كلمة حق ألام على كتمانها ,,وأشهد خالقي وخالقك _ وإن أبيت قبولها _ على أنها نابعة من أعماق قلبي أرتجي من وراء الصدح بها ( نفع غيري بها لاحقا ) حين وجدت من اقتصر همه هنا من محدودي التفكير ذوي النظرة الآنية ,, على إرسال السهام ,, من غير هدى ولا منهج بل كل ما في الأمر كلام في كلام !! ولو وعوا وتنبهوا لحسبوا حساب ( النتائج ) ,, ولم يقصروا جانب الاستفادة على ( تنفيس الكوامن فقط ) !!
أما تهمة ( الأقنعة ) فأبرأ إلى ربي منها ,, وإليه أشتكي ( ظلم ) من رماني بها ,,
وحسبي الله وكفى ...