هل تشعر بخوف ورهبة وتتهم نفسك بقصور الفهم عندما تقرأ لأحد المتحذلقين -وما أكثرهم- عبارات مثل :
(( دوغمائية الصهريج المنهالة من اثنية منبعجة تنداح سيسولوجياً على ما ورائيات الابتسمولوجيا ))
اذا حسبتهم (( عباقرة )) ... ارم هذه الفكرة من رأسك فورا لأنهم ببساطة ما عندهم سالفة... هم فقط يحاولون ( ارهابك ) بتلك المفردات لتعتقد انك امام نابغة ...
يتحذلق الكثيرون من أرباع وأثلاث وأنصاف المثقفين ويستعيرون مصطلحات من العلوم الطبيعية ساعة الحديث عن الشعر أو الفلسفة والعكس ... ويخرجون المصطلح ( على كيفهم ) من سياقه بصورة ساذجة تمر على من يظنون أنفسهم أمام فيلسوف لا ينطق عن الهوى !!
بينما يعرف المثقف الواعي ان هذا ( الفيلسوف) ليس إلا بالونه ! أما ألوان البالونه فهي الاستخدام الشكلي لمصطلحات ادخلت ( بالقوة ) في سياق الحديث مع ضرب المعاني والسياق الأصلي للمطلحات عرض الحائط ...
وما بداخل البالونه ... تعرفونه جيدا...
خُدع الناس عندنا بهذه الفقاعات ... لا سيما اننا شعوب (تحترم) وتنبهر بمن يزخرف لها اللفظ بغض الطرف عن دلالاته ...
يحترمون .. ينبهرون .. لا يفهمون !! لا مشكلة !!
للأسف نتج لدينا جيل من المثقفين ( تجاوزا ) يرددون كالببغاوات ما تمليه عليهم تلك الموجة السائدة في الساحة الثقافية ...ويقابلونها بالتصفيق والتصفير... والنتيجة :
انثيال جيوسياسية ترددات ما تصوغه الميتافيزيقيا الراديكالية ويا قلب لا تحزن
بالعربي النتيجة : قولٌ لا يقول شيئا وناس ضايعة بالطوشة ...
وناس افتكروا نفسم فلاسفة زمانهم ... مع ان الفيلسوف ( اذا كان عنده شي) سيحاول ويحاول ان يوصله بوضوح وسلاسة ولن يحيطه بهالة من
اللَبس المصطَنَع...
هذه الفئة من الناس التي تحاول جاهده الظهور والتميز عن طريق هذه العبارات الدخيلة على لغتنا وتظن أنها عندما تتحدث بهذه الصورة أنها ألمعية
وأن هذه العبارات هي عبارات الخطاب لذوي العقول الناضجة إنما هي فئة بتصوري منحطة لانها تركت الأصيل وهي لغتنا العربية .
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد أوتي جوامع الكلم وأُختصر له الكلام إختصاراً ومع هذا لم يكثر من الكلام أو يتسع في القيل والقال .
وقد قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : (( إن الله لم يبعث نبياً إلا مبلغاً , وإن تشقيق
الكلام من الشيطان )) رواه أحمد في المسند .
يعني أن النبي إنما يتكلم بما يحصل به البلاغ . وأما كثرة القول وتشقيق الكلام فإنه مذموم . ولهذا كانت خطب النبي صلى الله عليه وسلم قصداً مفهومه واضحه
نقلته لكم للفائده تقبلوا تحياتي