إعتزال سامي إنقاذ لرياضة الوطن

[تأبط نصراً]

[mark=FFFF33][align=center]


اعتزال سامي إنقاذ لرياضة الوطن
[align=right]( محمد أبو هداية )[/align]



** من السهل جداً أن يتقبل ( الشارع الرياضي ) مسألة اعتزال سامي الجابر على أنها إنقاذ لمواهب الهلال المرميّة على دكّة البدلاء منذ سنوات،
أو تلك التي لا زالت تقبع في درجة الأولمبي والشباب في النادي بفضل امتلاكه الحصري لإعجاب (الإدارة) وقدرته الفائقة في إقناع من يملكون القرار فنياً وإدارياً داخل أروقة الزعيم !!



** والأكثر إسعاداً للجماهير الرياضية بمختلف ميولها أن قرار اللاعب باعتزال الكرة هي فرصة مواتيـة لحضور أسماء جديدة في قائمة الأخضر
خصوصاً في كأس العالم هذه البطولة التي عانى منها المنتخب كثيراً،
وتلقى صفعات موجعـة بفضل (سامي) ومحبيـه وصحافتـه ومن يُصرّ على تكريمـه في محافل عالمية تمس سمعة الكرة السعوديـة، ولنا في التجارب الماضيـة خير دليل..
والتي أصبحت الصحافة الزرقاء بفضلها تكتب سيرته الذاتيـة وتضعـه فوق (ما هو أغلى) لرياضيي الوطن حين اختزلوا (كل شيء) في مفردة لاعبهم المفضل، وتماهوا طويلاً في كتابة مجده الكروي في مساحات نقدية تدّعي الوطنيـة،
بل وتختصرها في تاريخ نجمهم الهلالي (الجابر ) صاحب امتيازات الثمانيـة المشؤومـة .. ونجم السنترة الشهير !!

** وللحق لم يكن سامي الجابر بأفضل من سابقيـه ..
فماجد عبدالله يظلّ دهشـة الكرة السعوديـة برغم إعلانة الاعتزال منذ سنوات عديدة،
ولا مجال للمقارنة بينـه وبين أي اسم آخر مهما كانت المسببات والأورام الصحفيـة الخبيثـة التي تنخر جسد الإعلام الرياضي ..
وكذلك أحمد جميل ويوسف خميس وغيرهم حتى تصل عزيزي القارئ للكابتن الكبير والقدير حمزة إدريس هذا الأخير الذي كان الأميز والأمهر وبدون واسطات إعلامية أو تيارات معجبين وصولية أو تقنين مثاليات حسب الحاجة (وليدة اللحظة والسبب) كما حدث ويحدث لسامي الجابر ..
ولو نال حمزة إدريس نصيبـه من النزاهة والمهنيـة الحقيقيـة لكان إعلان اعتزاله الكرة حدثاً غير عادي في الأوساط الرياضيـة ..
لكنها أساليب ( الرخص ) في العرض الإعلامي والطرح الصحفي المُقترن بمحبة النجوم الورقيـة التي وجدت أرضية خصبة، وعقليات إعلامية تستطيع (التدجين) حسب الطلب ..
وإرضاع من تراه مناسباً دون محاولة لـ (فطامه) وفك الارتباط من ( التعتيم والتضليل )
حتى وهو في أرذل العمر !!



** ولكي أوجز أكثر :
فسامي هو نجم ( عادي جداً )، وكل ما في الأمر أنه وجد إعلاماً موجهاً ( يكذب على طول) في كل زمانٍ ومكان منذ انخراطه في النادي الأزرق،
وهو ما ساهم في جرّه للمنتخب الوطني . وهناك وجد أرضية إعلامية خصبة انفردت به وجعلتـه أسطورة زرقاء ( وهو لا يعلم ) ما الذي يحدث ؟!
حتى أصبح الآن مُحفزاً لكتّاب ومراسلين ( صغار السن ومبتدئين ) صدّقوا كذبة (البناء الورقي) ويريدون إنهاءها على أنها ثروة وطنية من الواجب الحفاظ عليها كمخطط لـ “كذابي الزفّـة” يوهمون به الناس عبثاً وشقاوة مُفرطة في جهلها ..
بل ومن خلف مكاتبهم المجوّفـة يمررون لهؤلاء الصبيـة من المراسلين لكتابـة منجز لاعبهم الورقي ..
علماً أن هناك لاعبين كثيرين تجاوزوا سيرة سامي ( الحركيـة )
وحتى سيرته الذاتيـة في الملاعب شكلاً ومضموناً !!



** على كل حال: يبدو قرار الاعتزال تزامن مع توقيع عقد موبايلي بمبلغ مائتي مليون ريال .. وهذه نقطة جديرة بالاهتمام خصوصاً وأن اللاعب (كما نشرت الصحف) يشكو من ضائقة ماليـة حرجة !!
طبعاً هُناك العديد من المتابعين يضعون ألف علامة استفهام حول الهدف من هذه التصاريح (الخاصة جداً) ، والغايـة منها ..
وفي الغالب أن مسألة تنسيق ( الخبر ) مع موافقة اللاعب لأهداف غامضة تبدو منطقيـة جداً ..
فلاعب محمول على أكتاف (الامتياز والنجومية الإعلامية) وقبل ذلك هو كابتن لنادي الهلال من الصعب جداً أن يهضم (المتابعين) حالة الفقر والحاجة التي يعيشها الكابتن، والتي تحدثت عنها الصحافة دون أيّ اعتبار أو احتياطات أمان أو حتى خط للرجعـة .. لذلك فالمسألة كما أراها هي مُبرمجة مع النجم سامي لغايات ومقاصد رُبما تحقق بعضها أو جميعها مع إعلان الاعتزال والذي تأخر كثيراً في ظني !!



** الوحيد الذي شكّك في قرار اعتزال سامي الجابر هو المدرب ( باكيتـا ) حين قال : اعتزال سامي يُشبـه اعتزال محمد الدعيع، وسيعود اللاعب للتراجع، ثم الاعتزال مرات عديدة !!
طبعاً باكيتا مُطّلع على قائمة النجوم الهلاليـة وكيفيـة تعاطيها للأحداث .. لكنـه يربط تصرفات سامي الإعلامية بتصرفات الدعيع وهو ربط ( غير منطقي ) ..
صحيح أن تواجد هذه الأسماء فنياً مُرتبط برضا ومحبة أعضاء الشرف ..
لكن في المجمل لا يُمكن تقريب الآراء لتصل إلى درجة متساويـة. فالحظوة التي يرتكز عليها سامي قد تختلف عن الدعيع ..
وهذه الأمور إعلامياً وإدارياً وشرفياً بالإمكان قياسها من النظرة الأولى ..
والضليع بأمور لاعبي الهلال .. يعرف المقصد ..
وهذا يكفي ( الأذكياء) لتصدير ثقافـة (إللي تكسبُّو.. إلعبُّو .. ) المتفشيـة في نجوم الزعيـم !!



** قد يكون اعتزال سامي مؤثر على سوق الأسهم .. رُبما يؤثر أكثر على مسلسل (طاش الرمضاني) .. قد نقبل تأثيره على (الرحلات السياحية) الأوروبيـة .. وتفتقدها رحلات طشقند الآسيويـة ..
لكنـة أبداً لن يؤثر في مسيرة نادي الهلال والمنتخب السعودي .. بالعكس .. فمغادرة هذا النجم هي من مصلحة الكرة في النادي والمنتخب ..
ستذهب المحسوبيات وأساليب احتكار الخانات في الهلال والمنتخب ..
ستنتهي سنوات القفز فوق التطلعات والطموحات .. وستُفتح آفاق جديدة لمواهب الكرة السعوديـة من أمثال ياسر القحطاني، ومالك معاذ، وعبدالرحمن القحطاني، وأحمد الموسى وغيرهم الكثير من المواهب الفذّه في الكرة السعودية المليئة بالمواهب والقدرات الرائعـة ..
فهل لو كان سامي موجوداً لـخرجت هذه الأسماء ؟
والشاطر يفهم وإلاًّ بالطقاق !!



** أجزم أنه من الواجب تقديم التهاني والتبريكات لرياضة الوطن .. وطريق السلامة يا سامي الجابر .. الله يوفقك في حياتك العمليـة الخاصة .. ويكفيك فخراً ما جناه لك الإعلام الرياضي السعودي بمعيّـة الصحافة الزرقاء ومن يتبعها من الأقلام التي لا تملك أمرها .. وسيكون لك كتاباً وإصداراً خاصاً مع شريط كاسيت، وآخر بنظام الـ(دي في دي) سيقوم بمتابعتها كُتّاب هلاليون معروفون بالتقاط أنفاس المصلحة الذاتيـة فوق أعتاب (المرحلة) التي تتطلب توثيقاً خاصاً .. كلزوم الكذب والدجل على الأجيال المُقبلـة ..
أما مهرجان اعتزالك فسيكون قريباً جداً .. ولا تشيل همّـه طالما هو في مصلحـة الرياضـة السعوديـة، ومواهب الوطن في الأنديـة الأخرى !!

** أقول : مهما فعلت الصحافة الزرقاء في تهميش الآخرين .. ومهما راحوا يتوسدون الأكاذيب ويلتحفون تصعيد من لا يستحق لمجدٍ لا يستحقـه يبقى (حمزة إدريس) النجم السعودي الخلوق الذي جاء كبيراً، وأعلن اعتزاله دون ضجيج ووسائل إعلامية مُساعدة للوصول لأهداف خاصـة ..
يظل هذا النجم بإنجازاته مع ناديه ومنتخب بلاده شاهدة على روعة خُلقه وتعامله، حتى لو لم تطرب له ألقاب سفارة النوايا الحسنـة، أو مقاصد روّجت لها أجساد الوصولية، وأقلام المحسوبيات المعروفة في الوسط الرياضي بحشفها وسوء كيلها المزمن على مرّ الأجيال !!

** أمّا ماجد عبدالله فهو يغرّد وحيداً بعيداً عن ما يحدث ..
فهو قدّم تاريخاً كروياً يصعب تكراره .. ومن يحاول القفز فوق هذه الحقائق التاريخيـة الدامغـة فهو جاهل لا مناص من ركلـه بحذاء التجاهل، ولفظه بعيداً عن مسرح العمليات الماجديـة التي صفّق لها القاصي والداني .. وهكذا تكون لغة المنطق والعقلانيـة في طرح ما هو أحق أن يُتّبع حتى نكون أكثر أريحيـة لتقبّل التاريخ الحقيقي لثروات الكرة السعوديـة الحقيقيين دون مزايدات ..
والله من وراء القصد .

قفلـة:

يتميّز ( الأطفال ) عن غيرهـم بسبع خصال .. من ضمنها : أنهم يأكلون مجتمعين وعيونهم تدمع !! ..
لا أعلم لماذا أتذكّر هذه المقولة كلما قرأت لصحافـة ( النجوم ) الورقيـة ؟! ...

إلى اللـقـاء .

الكاتب (محمد ابو هداية)
جريدة ( المدينة )



[/align][/mark]