[align=center]
استعرضت في ذهني أشهر السنة , ورحت أتعجب من جعل شهر رمضان في الشهر التاسع , ثم رحت – أخرى – أتساءل لِمَ لم يكن في منصف السنة بحكم أننا أمة وسطًا ؟ ! فكان الأجدر أن يكون شهر رمضان في الشهر السابع بدلاً من التاسع .
الأمر نفسه في مسألة جعل العشر في أواخر رمضان , فلو كانت تلك العشر في العشر الأواسط لكان أفضل من جعلها في الأواخر ؛ ذلك لأن الصائم يكون منهك القوى في آخر الشهر من الصيام ومن صلاة التراويح , أما لو كانت العشر المختارة لصلاة القيام في العشر الأواسط لكان فيه راحة للصائم , فالعشر الأوائل هي تعويد الصائم على الصوم وعلى صلاة التراويح , ثم يبدأ بعد تلك العشر بصلاة القيام , ثم يعود في العشر الأواخر إلى ما كان عليه في العشر الأوائل .
كان النبي – عليه الصلاة والسلام – يجتهد في العشر الأواخر , فجاء عمر – رضي الله عنه – فجعل سنة القيام في المساجد كما فعل في التراويح , وتلك مشقة على الصائم لا تغفل البتة , وإني لأسأل كيف نجمع بين علَّة سنة الإطالة في القراءة لصلاة الفجر , وبين الاجتهاد في العشر الأواخر والصائم منهك القوى ؟ ! فصلاة الفجر كانت سنة الإطالة لكون المسلم يأتيها وهو متشبع من النوم , فليس الحال كما في العشر الأواخر .
إن الإسلام دين ثقيل كما قال تعالى : ( إنَّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً ) , فما الحكمة من جعل الاجتهاد في رمضان في أواخره ؟ !
أيكون فضل العشر الأواخر من أجل ليلة القدر التي تكون فيها ؟ ! فلو كان ذلك كذلك ؛ لاستطاع النبي أن يجعلها في العشر الأواسط لو جعل العشر في منتصف رمضان . [/align]