
,
,
,
بينما أنا عائدة من حاضنة أفكاري .. ومدرسة أدبي , وفي طريق عودتي ... أمر في أزقةٍ لا تكاد تتسع لحركتي فيها..
تتغلغل بين جدران منازلها بعضٍ من شجيرات الياسمين الوردي المعطر ..
من خلف الجدران الإسمنتية.. ومن تحت الأبواب الحديدية ... تسللت إلى أنفي رائحته الزكية...
كان التحليق في الهواء أمراً سهلاً على شامها ....
ارتفعت معها لأعلى .... وكأني أطير في سماء الحب ...أطير إلى عالمٍ تكاثر فيه الحب والوئام .. وتلاشى فيه الحقد والخصام .. طرت بلا أجنحة ... يدفعني الهواء إلى ما بين السحاب ....
رأيت هناك .. كل العاشقين .. كل المحبين .. كل من ذابت أفئدتهم من من الشوق والحنين .. رأيت هناك,, كل من يحب .. وكل من أحب ....
كنت أتمنى ألا أعود .....
وأن أبقى بين المحبين .. ولكن ...
صوت أيقظني ... وأيقظ أحلامي ... صوت بكاء يشبه أنين العصفور الذي اغتيل .. حبيبه ..
إنــه صوت تلك (الطفلة)....
لا أدري إن كان ذلك الاسم باقٍ لها ... أم حتى (الطفولة) نعتاً لم تبق لها ....
قلمي .. يقف عاجزاً عن وصف حالها .. لكنها وببساطة ,,
وردة في أول عمرها ... يشك الناظر لحالها في طفولتها...
كأنها حُرقت ؟؟ أو حتى حُرمت ؟؟ لا أدري لعلها سُرقت...!!
لكن حالها يوحي بأنها .........
قُتلت .............!!!!!
اغتالوا براءة حبها ..!!
سلبوا منها الحياة...
سلبوا منها كأس ماء النجاة ... حرموها رؤية ضوء الشمس ... ووجه القمر...
لفلفوها بين طيات الزمان .. لم يعد لوجودها أي مكان .. وأصبحت الوردة بلا أمان .. سائحةً فيما كان يسمى ..(أوطان) ... وأصبح مأوىً للغربان ...
تعيش حياة الموت .. مع بني إنسان ..!!
اغتالوا براءة حبها ...!!
أحرقوا فؤادها بلا شفقة ... قتلوا العشق فيها ... لم تعد تعرف (الحب) !!
لم تعد تحب ....
كل ما تريده هو الانتقام ... والثأر لحبها . ..
حبها المحروق ...
أو حتى ....
رماد حبها المحروق ...
حاولت أن أمسح دموعها.... فمسحتها بدموعي !!
أردت أن أخفف من جرحها ..
ولكن تذكرت أني أريد من يخفف عني ...
فأنا أيضاً لي جرحي ..
أنا أيضاً سلبت مني الحياة ... وسلب مني الحب ...
كلنا أيضاُ فقدنا الحب وفقدنا الحياة ....
كلنا نريد النجـــاة...!!!
كلنا نبحث عن الحب
ونفتش للحب مرقداً في قلوبنا .....!!!!